فى الصميم

أمريكا وروسيا.. وإسقاط الطائرة!!

جلال عارف
جلال عارف

سيمر حادث سقوط أو "إسقاط" الطائرة الأمريكية المسيرة "بدون طيار" فوق البحر الأسود بعد اعتراض المقاتلات الروسية لها بدون تداعيات خطيرة فى الأغلب لكن ذلك لا ينفى خطورة الوضع مع استمرار الحرب فى أوكرانيا، وزيادة التواجد العسكرى من حلف "الناتو" فى منطقة تحتشد فيها القوات الروسية فى حرب تراها مصيرية بالنسبة لاستمرار روسيا كقوة كبرى فى عالم مضطرب!!

فى واقعة سقوط الطائرة الأمريكية، اتهم كل طرف الآخر بمحاولة "استفزازه" ورغم استدعاء الخارجية الأمريكية للسفير السوفيتى للاحتجاج، فإن الطرفين مازالا حريصين على الالتزام بعدم الدخول فى صدام مباشر، والتعامل مع ما حدث على أنه واقعة فردية وخطأ فى التقدير..

لكن السؤال يبقى: إلى متى يمكن أن يصمد هذا الالتزام المتبادل مع استمرار الحرب، وتكدس السلاح فى المنطقة، وازدحام السماء بطائرات التجسس والقتال من الجانبين، وازدحام البحر الأسود بالسفن الحربية من كل الأطراف؟!

الآن.. سيكون هناك سباق بين سفن الطرفين للعثور على حطام الطائرة الذى لا تريد أمريكا أن يقع فى أيدى الروس بما فيه من أجهزة تكنولوجية متقدمة للغاية. وسيكون هناك سباق آخر على الجانب الدبلوماسى لتطويق آثار الحادث أو لمنع تكراره، وأظن أن تطويق الحادث سهل.. ولكن الصعب هو ألا نرى مثله أو أخطر منه مستقبلا إذا لم تتغير الظروف وتنفتح آفاق سياسية للتفاوض من أجل إنهاء الحرب!

وهنا ينبغى الإشارة إلى أن الشكوى المتصاعدة من طرفى القتال فى أوكرانيا عن النقص الفادح فى الذخيرة، مؤشر إلى أننا لن نشهد تصعيدا خطيرا فى القتال على الأرض فى الربيع كما كان منتظرا "!!"

وهو ما يتيح فرصة أكبر للضغوط من أجل بدء المفاوضات خاصة بعد معاناة أوروبا الكبيرة، ومع شبح الأزمة المالية بعد إفلاس بعض بنوك أمريكا..

والأهم وبالنسبة لأمريكا هو ازدياد مخاطر مواجهة روسيا والصين معا ورغبتها فى تركيز الجهد لدعم اقتصادها فى مواجهة الصين، ومحاصرة النفوذ السياسى والقوة العسكرية المتصاعدة للتنين الصينى!

سقوط الطائرة الأمريكية أو "إسقاطها" سيمر بسلام.. لكن ماذا بعد ذلك؟!