« حبوا بعض »

 أمنية طلعت
أمنية طلعت

نعيش الآن أياماً مفترجة، فقد بدأ المسيحيون صيامهم الكبير الذى سيتقاطع مع صيام المسلمين لشهر رمضان، ما يجعل أرض مصر مباركة بصيام شعبها كله، مسلمين ومسيحيين. إن الشعب المصرى من أكثر الشعوب التى تحب المناسبات الدينية ويمارس طقوساً تميزه عن غيره، فالمصريون مسيحيين ومسلمين يتشاركون الطقوس كلها دون تمييز بين طقوس مسلمة وأخرى مسيحية، فينتظر المسيحيون أيام رمضان للاستمتاع بالأجواء الرمضانية ويحب المسلمون أجواء عيد القيامة التى تحتوى على طقوس محببة منها تكحيل العيون فى سبت النور والاحتفال بالسعف الأخضر فى أحد السعف. 

ذكريات كثيرة للعبنا فى الشوارع بالفوانيس وذكريات أخرى لرفعنا السعف المشغول بأشكال مختلفة تعبر عن أحداث الأسبوع السابع والأخير من الصيام الكبير ودخول سيدنا عيسى القدس راكباً حماره واستقبال الناس له بفرش الأرض بأغصان الزيتون وسعف النخل احتفاءً بقدومه. 

شعبنا المبارك وأرضنا المباركة التى داست آلاف المرات على الصعب وهرسته أسفل سنابكها، والتى لم تنحن إلا كى تعبر الريح العتية فقط لتنهض كطائر فينيق يحلق فى الفضاء مرة أخرى. كم من الشعوب اندثرت وكم من الممالك بادت وكم من الغزاة وطأوا أرضنا وانتهكوا ممتلكاتنا، ولكنهم زالوا مهما طال الزمن وبقينا نحن على أرضنا حراسا ليوم الدين.