بسم الله

القاهرة التاريخية «1»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

تلقيت دراسة مهمة حول القاهرة التاريخية والعاصمة الجديدة، قام بها الدكتور مهندس هانى عيسى الفقى أستاذ العمارة والمستشار الهندسى.

يرى أهمية التراث فى بناء الشخصية الوطنية -بجانب دوره الاجتماعى والثقافى والاقتصادى والسياسى والروحي- ويؤكد أن الجهود المبذولة الكبيرة للحفاظ على التراث المصرى أصبحت فى مقدمة الأولويات الوطنية.

من ذلك إنشاء لجنة قومية عليا للحفاظ على القاهرة التراثية التاريخية والخديوية والمسجلة. وقد تم التصدى للمشاكل التى كانت تواجه عمليات الحفاظ على القاهرة التاريخية من خلال قوانين وتشريعات بهدف حماية التراث القومى من مبانٍ ومواقع ومناطق تاريخية ذات قيمة تراثية مميزة.

إضافة إلى ما قام به الجهاز القومى للتنسيق الحضارى بعمل مشروع خريطة القيمة وهو عبارة عن قاعدة بيانات شاملة تقوم على تجميع كل البيانات المتعلقة بكل القيم التراثية والتاريخية لعناصر النسيج التاريخى للقاهرة.

ويطرح سؤالا: هل يمكن أن تفقد القاهرة التاريخية مكانتها ودورها فتضيع ملامحها العمرانية والاقتصادية مع إنشاء عاصمة جديدة وخروج القاهرة من أطرها التاريخية؟ ويجيب بالنفى، مؤكدًا أن القاهرة التاريخية تحتاج إلى تطبيق صارم حازم لضوابط التحكم فى عمرانها وتحقيق السيطرة داخلها على الحركة الآلية المتمثلة فى حركة السيارات والآليات بمختلف أنواعها ومواكبة التطور العالمى من أساليب صديقة للبيئة والذكاء الاصطناعى وذلك عن طريق تطبيق الواقع التخيلى للحفاظ على القيمة التراثية للقاهرة التاريخية. وبذلك نكون قد حققنا تعادل المعادلة المحتم حدوثها ما بين تطور وحداثة متمثلا فى العاصمة الجديدة وحفاظًا على التراث وتطويره متمثلا فى القاهرة التاريخية، وينطبق كل ما تكلمنا عنه عاليه على كل المدن التاريخية بالدولة.

يرى الفقى أن العاصمة الجديدة تمثل إحياءً للقاهرة التاريخية. وأنها تأتى فى سياق محاولات مصر للنهوض اقتصاديًا عن طريق إعداد مشروعات تساهم فى التنمية المتكاملة للدولة مثل تطوير منطقة قناة السويس والمراكز اللوجيستية ومراكز التسوق العالمى واستصلاح مليون فدان وبناء مدن عمرانية جديدة ومليون وحدة سكنية للسيطرة على العشوائيات. وغدًا نلتقى بإذن الله.
دعاء : رب زدنى علمًا وألحقنى بالصالحين.