حكايات| «معالي الوزير».. تركوا مناصبهم وجمعهم عشق الآثار

مصطفى الوزيري وممدوح الدماطي وزاهي حواس
مصطفى الوزيري وممدوح الدماطي وزاهي حواس

«الدماطي.. وحواس.. والوزيري»، ثلاثة أسماء تملك الشغف، للغوص في أسرار حياة المصريين القدماء، جمعهم حلم ربط الماضي بالحاضر، خطواتهم للأمام بهدف كشف القديم، فساهموا في العديد من الاكتشافات الأثرية.

يملؤهم الحماس، حين يبدأون الحديث عن الفراعنة، عشقهم للحضارة المصرية القديمة لا يخفى على أحد، ورغم أن تولوا مناصب عليا فكانوا على رأس وزارة الآثار في أوقات سابقة، إلا أنهم لم يتخلوا حتى الآن عن مشارعيهم الأثرية.

رحلة في موكب الحضارة المصرية، كان أبطالها د.زاهي حواس، ود.ممدوح الدماطي، ود.مصطفى وزيري، حتى اعتاد المشاهدون عليهم، في ظل الإعلان المتوالي عن كشف أثري يبهر العالم في كله.

فتح الثلاثة لـ«بوابة أخبار اليوم»، خزائن الأسرار يتحدثون عن إنجازاتهم الأخيرة وكيف استمروا  في مسيرة الكشف عن الحضارة المصرية.
 
د.زاهي حواس.. من كلية الحقوق للآُثار
يقول د.زاهي حواس عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق عشقي للآثار جعلني شخصية عالمية لأنني عندما أتحدث عنها أتحدث بحب عميق والكلام الصادق يدخل للقلب مباشرة.

 


أكد د.زاهي أنه بدأ بدراسة المحاماة في كلية حقوق ولكنه لم يعجبه الدراسة  لذلك قام بتحويل الدراسة إلى كلية آداب قسم آثار ولكنه لم يكن طالب مجتهد فتخرج بتقدير عام مقبول وعندما ذهب للعمل في مصلحة الآثار لم يعجبه التعامل في الوزارة لذلك حاول أن يذهب إلى وزارة الخارجية أو وزارة السياحة، ولكنه فشل في التحويل لذلك ظل في وزارة الآثار و كان وزير الآثار في ذلك الوقت أصدر قرار بإرسال د.زاهي إلى قسم الحفريات.  

وعندما اكتشف أول كشف له وهو تمثال أفروديت في كوم أبولو قال  «لقد عثرت على حبي»، ومن ذلك الوقت بدأ عشقه  للآثار يظهر وارتباطه بالتنقيب عن الآثار يصبح  واحد من أهم إعماله الذي يتمتع  بها حسب قوله. 

انجازات البعثة الأثرية   

في عام 2023 كشف الدكتور زاهي حواس عن أحدث أعمال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للأثار بمنطقة «جسر المدير» في جبانة سقارة، والتي تضمنت عدة اكتشافات أثرية تعود إلى عصر الأسرتين الخامسة والسادسة من الدولة القديمة. 

قال زاهي حواس، إنه تم العثور على مقابر تعود إلى عصر الدولة القديمة، والتي تشير إلى وجود جبانة ضخمة بها العديد من المقابر المهمة. 
وجاءت أول هذه المقابر هي مقبرة المدعو «خنوم جد إف»، وكان يعمل مفتشا على الموظفين ومشرفا على النبلاء وكاهن المجموعة الهرمية للملك أوناس آخر ملوك الأسرة الخامسة، والمقبرة ملونة وبها مناظر الحياة اليومية. 

 


وأضاف «حواس»: أن المقبرة الثانية للمدعو (مري) وصاحبها يحمل القاب عديدة مثل كاتم الأسرار، ومساعد قائد القصر العظيم. 


وتابع عالم الآثار المصرية  تم العثور على مقبرة أخري لكاهن المجموعة الهرمية للملك «ببي الأول»، وعثر على 9 تماثيل من الحجر الجيري الملون تمثل رجل بجواره زوجته وكذلك تماثيل خدم وتماثيل منفردة، ولم يُعثر على أية نقوش تشير إلى اسم صاحب هذه التماثيل وبعد عدة شهور من هذا الكشف تم العثور على باب وهمي بجوار موقع التماثيل يشير إلى أن صاحبه يدعو «ميسي» وأن التماثيل تعود إلى عصر الأسرة الخامسة، لذلك تؤكد أن التماثيل التسعة تخص المدعو "ميسي". 


رحلة البحث عن  نفرتيتي  
يبحث د.زاهي حواس على مومياء الخاصة بالملكة نفرتيتي وكما انه رئيس مشروع المصري لدراسة المومياوات الملكية ولديه مشروع  أثري في منطقة وادي القرود في الأقصر. 

المدينة الذهبية المفقودة  

يعود تاريخ المدينة الذهبية بالأقصر إلى عهد الملك أمنحتب الثالث أي منذ 3000 عام واستمر استخدام هذه المدينة من قبل توت عنخ آمون والتي اكتشفتها البعثة المصرية أثناء البحث عن المعبد الجنائزي الخاص بالملك توت عنخ أمون برئاسة الدكتور زاهي حواس والتي أطلق عليها "المدينة المفقودة تحت الرمال والتي كانت تسمى "صعود آتون"، والذي تم اكتشافاها من  قبل البعثة المصرية برئاسة د.زاهي حواس. 

 

 الدماطي.. 40 عام في عشق الآثار

 يقول د.ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق إن عشقه للآثار يعد بمثابة حياة فهو منذ درس في كلية الآثار وظل يعمل في المجال الأثري حتى أصبح وزيرا للآثار عام 2014.

وأضاف أن بعد تركه  للمنصب أصبح لديه الوقت الكافي للبحث عن المزيد من الاكتشافات الأثرية ولدى د.ممدوح الدماطي مشروع أثري في قنا. 
تمثال أبو الهول في قنا.  

يعد تمثال أبو الهول من أعظم التماثيل التي قام المصريون القدماء ببنائها، ومؤخرًا نجحت البعثة الأثرية المصرية من جامعة عين شمس برئاسة الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار الأسبق وأستاذ علم الآثار بجامعة عين شمس، فى الكشف عن بقايا مقصورة من الحجر الجيري ترجع إلى العصر الرومانى، وذلك أثناء أعمال الحفائر الأثرية بالمنطقة الواقعة شرق معبد دندرة بمحافظة قنا، والتي شيد بها معبد للإله حورس في العصر الرماني، وخلال الحفر والتنظيف تم العثور على تمثال على هيئة أبو الهول داخل مكان لتخزين المياه من الطوب الأحمر،  ولهذا نستعرض خلال التقرير التالي لمحة عن أبو الهول. 

الكشف عن مقبرة  «بتاح-م-ويا»

نجحت بعثة كلية الآثار جامعة القاهرة في الكشف عن مقبرة  "بتاح-م-ويا" الذي كان يشغل منصب رئيس الخزانة في عهد الملك رمسيس الثاني،  أثناء أعمال الحفائر التي تجريها البعثة بمنطقة سقارة جنوب الطريق الصاعد للملك أوناس. 


ضم الموقع مقابر كبار رجال الدولة الحديثة من عصر الأسرة التاسعة عشرة والمكمل لموقع مقابر الأسرة الثامنة عشرة و من أهمها موقع القائد العسكري حور محب. 

ويقول الدماطي إنه يعمل حاليا في ترجمة لوحة ثنائية اللغة للكشف عن النصوص الخاصة بها، وأنه يتوقع مواسم أثرية غنية باكتشافات عديدة في المواسم المقبلة. 

وزيري.. أبحث عن عائلتي  
يقول د.مصطفى وزيري الأمين العام لمجلس الأعلى للآثار إنه عندما يبحث عن الآثار المصرية كأنه يبحث عن أجداده وأهله: قائلاً «حقيقي مشاعر لا تصف فهي متعة وشعور بالسعادة غريب حقيقي عندما اكتشف أسرار جديدة عن أجدادنا المصريين القدماء فهي من أسعد لحظات حياتي».  

وأوضح د.مصطفى وزيري أنه يعشق اللحظة الذي يقوم بالنزول فيها إلي الحفائر الأثرية للبعث عن الجديد ويكتشف المزيد الذي مازال في باطن الأرض المصرية. 

وأضاف الأمين العام لمجلس الأعلى للآثار أن عندما فوجئ بأعضاء البعثة المصرية بإطلاق بردية المكتشفة مؤخرا و هي أول بردية يتم اكتشافاها

وترجمتها بأيادي مصرية خالصة باسم «وزيري»  نسبة باسمه شعر بأن مجهوده خلال السنوات الماضية أصبح يؤرخ إمام عينه لان اسم البردية ستظل للأبد في التاريخ. 

انجازات  البعثة الأثرية المصرية برئاسة د.مطصفى وزيري.  


150 تمثالا برونزيا و250 تابوتا خشبيا
نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة «البوباسطيون» بمنطقة آثار سقارة في الكشف عن أول وأكبر خبيئة بالموقع تعود إلى العصر المتأخر، وذلك أثناء أعمال موسم الحفائر الرابع للبعثة. 

تمكنت البعثة من الكشف عن مجموعة جديدة من آبار الدفن عثر بداخلها علي مجموعة من ٢٥٠ تابوتا خشبيا ملونا من العصر المتأخر، حوالى 500 ق.م، مغلقة وبداخلها مومياوات بحالة جيدة من الحفظ، بالإضافة إلى مجموعة من التمائم وتماثيل خشبية بعضها مذهب الوجه وصناديق خشبية ملونة. 

واكتشفت البعثة الخبيئة المكتشفة التي تضم 150 تمثالا من البرونز مختلفة الأحجام  لعدد من المعبودات المصرية القديمة منها أنوبيس، آمون مين، أوزير، إيزيس، نفرتوم، باستت، وحتحور. 

خبيئة العساسيف 

أعلنت مصر في 2019 عن اكتشاف 30 تابوتًا فى منطقة العساسيف، والتى تضم مجموعة متميزة من 30 تابوتا خشبيا آدميا ملونا لرجال وسيدات وأطفال، فى حالة جيدة من الحفظ والألوان والنقوش كاملة. 

مقبرة واح تي  

نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بجبانة الحيوانات المقدسة بمنطقة سقارة الأثرية في الكشف عنها عام 2018 ، وهي مقبرة لكاهن التطهير الملكي في عهد الملك "نفر اير كا رع" من عصر الأسرة الخامسة وكان يدعي "واح تى".

المقبرة في حالة جيدة من الحفظ،وزينت بنقوش ملونة غاية في الجمال تصور صاحب المقبرة وأمه وعائلته، بالإضافة الي وجود العديد من النيشات التي تحوى تماثيل كبيرة لصاحب المقبرة وعائلته.