فى الصميم

الباب ليس مغلقًا أمام إنهاء الحرب!

جلال عارف
جلال عارف

رغم أن إعلان المبادئ الذى صدر عن الصين والذى اعتبره البعض «مبادرة» من أجل حل سلمى للصراع فى أوكرانيا قد قوبل بردود فعل متباينة ما بين ترحيب وتشكيك ورفض، فإنه حرك - ولو قليلاً - المياه الراكدة، وأعاد إلى دائرة النقاش كلمات غابت مع التصعيد العسكرى المستمر مثل «التفاوض» و«الحوار» و «وقف إطلاق النار».. وهو أمر هام خاصة حين يكون مرتبطاً بانخراط دولة كبرى مثل الصين فى عملية البحث عن حل سلمى لأزمة أوكرانيا.. بما لها من تأثير على القرار الروسى ومن ثقل دولى كقوة كبرى فى العالم.


ورغم أن التصعيد فى مواقف الطرفين المتقاتلين مازال مستمراً إنتظاراً لمعارك الربيع القادمة، فإن الهجوم على إعلان المبادئ الصينى «أو المبادرة» لم يوقف تحرك الصين ولا الأطراف الأخرى التى تبحث عن مخرج من الأزمة.. خاصة مع إبقاء كل من موسكو وكييف الباب مفتوحاً حيث قال الرئيس الأوكرانى زيلينسكى أنه ينوى لقاء الرئيس الصينى مؤكداً تقديره لأن «المبادرة» تحترم وحدة أوكرانيا، وهذا أمر هام للغاية. بينما يزور الرئيس الصينى موسكو خلال أيام بعد ترحيب روسى بالمبادرة مع تحفظ يمكن فهمه كنقطة بداية للتفاوض.


وقد يكون الأهم هو الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسى ماكرون فى ابريل إلى بكين. ورغم أن هناك تصعيداً فى موقف فرنسا فى الفترة الأخيرة، إلا أن ماكرون ظل حريصاً على إبقاء اتصالاته مع روسيا، وأيضاً مع الصين التى يرى من البداية انها تستطيع لعب دور فى إقناع روسيا بتعديل مواقفها. وسيذهب ماكرون حاملاً معه موقفاً أوربياً داعماً لأوكرانيا، لكنه أيضاً يدفع فواتير هائلة للحرب التى كلفته حتى الآن أكثر من ٧٠٠ مليار دولار من بين خسائر العالم التى تجاوزت ١٫٦ تريليون دولار ينتظر أن ترتفع - مع نهاية العام - إلى ٢٫٨ تريليون دولار، وترتفع معها خسائر أوروبا التى هى الشريك التجارى الكبير للصين!
مع محدودية «المبادرة» الصينية، ومع مقاومة أمريكا لدور للصين يظهرها كباحث عن نهاية للحرب.. فإن حديث إرسال المزيد من الدبابات والصواريخ للمعركة، والتهديد بالنووى، وانتظار الأسوأ فى الربيع، لم تعد وحدها على الساحة. هناك حديث آخر عن «وقف القتال وبدء الحوار» يفرض نفسه ولو بصوت خافت سيرتفع حتماً لأن البديل هو الكارثة!


ولعل الإعلان بالأمس عن زيارة مرتقبة إلى بكين لرئيسة المفوضية الاوربية، ورئيس المجلس الأوربى قبل منتصف العام رغم اختلاف المواقف يؤكد ما نقوله.. المياه الراكدة تتحرك ولاسبيل إلا الحوار!