المناهج طويلة.. وأيام الدراسة معدودة| 25 مليون طالب يواجهون أزمة «التيرم الثاني»

أزمة التيرم الثانى الدراسي
أزمة التيرم الثانى الدراسي

كتب - أحمد جمال

يواجه حوالي 25 مليون طالب بمراحل التعليم المختلفة بالفصل الدراسى الثانى مشكلات قصر الفترة الزمنية للدراسة قبل انطلاق امتحانات نهاية العام في مطلع مايو المقبل التى يتخللها عدد من الأعياد الدينية والوطنية وكذلك شهر رمضان الذي لا يشهد دائما انتظاما دراسيًا كبيراً في الوقت الذي لم تراعِ فيه وزارة التربية والتعليم الخريطة الزمنية للدراسة مع إدخال تعديلات عليها نتج عنها تقديم موعد الامتحانات التي كان مقرراً لها أن تنطلق في يونيو المقبل.

وتزايدت حدة الشكاوى من جانب معلمى بعض المواد بمراحل التعليم المختلفة ولم يقتصر الأمر على الصفين الرابع والخامس الابتدائى كما هو معتاد مع تطبيق المنظومة الجديدة، وما ضاعف المشكلة أن كتب الفصل الدراسى الثانى لم تصل إلى كثير من المدارس بعد أسبوعين من انطلاق الدراسة، فى الوقت الذى من المفترض أن يخوض فيه الطلاب امتحانات الشهر التي مقرر عقدها بداية مارس المقبل، وسيعقبها اختبارات أخرى مع بداية أبريل قبل خوض الطلاب امتحانات نهاية العام الدراسي.

أصل الحكاية
ومن المقرر أن تبدأ امتحانات الفصل الدراسى الثاني لطلاب صفوف النقل والشهادة الإعدادية بداية من يوم السبت الموافق 6 مايو المقبل، على أن تكون مواعيد امتحانات الدبلومات الفنية بداية من يوم السبت الموافق 27 مايو، كما تقرر أن تكون مواعيد امتحانات طلاب شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة بداية من يوم السبت الموافق 10 يونيو المقبل، وتعتبر فترة امتحانات الفصلين الدراسيين الأول والثانى ضمن أيام الدراسة الفعلية، وتحتسب ضمن نسبة الحضور المنصوص عليها قانونًا.

وتعددت خلال الأيام الماضية مطالب أولياء الأمور بإلغاء الامتحانات الشهرية بالفصل الدراسى الثانى أو على الأقل دمج امتحانى مارس وأبريل فى امتحان واحد لإتاحة مزيد من الوقت لتدريس المناهج بدلاً من الاستغراق في تنفيذ الامتحانات والاستعداد لها، وهو ما يتسبب فى ضياع أسبوعين من الخريطة الزمنية القصيرة بالأساس تحديداً، وأن امتحانات الشهر خلال الفصل الدراسى الأول شهدت مشكلات عدة بسبب عدم توفر ميزانيات طباعة الورق.

وواجهت وزارة التربية والتعليم اتهامات من جانب أولياء الأمور بالتسبب فى إحداث حالة من الارتباك بالفصل الدراسى الثانى مع إدخالها أكثر من تعديل على الخريطة الزمنية أثناء العام الدراسى، في حين أنه جرى وضع المناهج على أساس تدريسها وفقًا لخريطة كان مقرراً فيها أن تبدأ فيها امتحانات نهاية العام بالنسبة لصفوف النقل فى بداية يونيو وليس بداية مايو كما هو مقرر حاليًا.

كلام أولياء الأمور
وقالت أميرة يونس، أدمن جروب مصر والتعليم على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، إن شكاوى طول المناهج تستمر منذ العام الماضى مع تطبيق منهج الصف الرابع الابتدائى لأول مرة، والوضع يستمر هذا العام أيضا بالنسبة لمناهج الصف الخامس الابتدائى، وهو ما يزيد الضغوطات على الطلاب الذين يتخوفون من ضعف التحصيل المعرفي.

وطالبت أميرة، وهى ولية أمر لطالبة بالصف الخامس الابتدائى، وزارة التربية والتعليم بسرعة وضع جدول الدروس المقررة خلال شهرى فبراير ومارس قبل امتحانات الشهر، وكذلك إعلان مواعيد امتحانات الشهر بشكل رسمى بما يتيح الفرصة أمام الطلاب والمعلمين للتعرف على طبيعة ما سيتم تدريسه خلال الفترة المقبلة وبما لا يفتح الباب أمام الشائعات بشأن حذف أجزاء من المناهج من عدمه.

وشددت على ضرورة أن تضع وزارة التربية والتعليم فى اعتبارها أيام الإجازات الرسمية التى تتخلل الفصل الدراسى الثانى وحساب عدد الأيام الفعلى داخل المدرسة وإتاحة المناهج التى يمكن تدريسها للطلاب فى تلك الفترة، مشيرة إلى أن أولياء الأمور لا يستهدفون أجزاء كاملة من المنهج ولكن إتاحتها بعض الدروس للاطلاع فقط.

ولفتت إلى مشكلة أخرى تتعرض لها المدارس نتيجة تقسيم فترات اليوم الواحد (صباحى ومسائى)، وأن بعض الطلاب ينتهى يومهم الدراسى فى الحادية عشرة صباحاً لتمهيد دخول طلاب الفترة المسائية، وبالتالى فإن البعض من أولياء الأمور قرروا الإبقاء على أبنائهم فى المنزل والاكتفاء بالدروس الخصوصية بما يساعدهم على التعامل مع المناهج الطويلة.

كلام فى المنهج
فيما قالت سماح فتحى، معلمة رياضيات بإدارة السادات التعليمية، إن منظومة المناهج الجديدة التى تشمل الصفوف الأولى والصفين الرابع والخامس الابتدائى حتى الآن يمكن وصفها بأنها رائعة وأن التكامل بين المناهج والبناء عليها بشكل متسلسل فى السنوات الدراسية يجعل الطلاب أكثر فاعلية وأكثر تطوراً من حيث المستوى بخلاف المنظومة القديمة، لكنها بحاجة لمزيد من الوقت لتوصيلها بشكل سليم إلى الطلاب.

وأوضحت أن الوزارة أدخلت تعديلات هذا العام على مناهج الصف الرابع الابتدائى فى مادة الرياضيات وأضافت مقررات ترتبط بالهندسة وقامت بدمج عدد من الدروس، لكن مازال المنهج به العديد من الدروس والعناوين التى يمكن دمجها فى درسين على الأكثر، وهو ما يساهم فى إقناع أولياء الأمور بأن المناهج تم تخفيفها بالفعل.

وأشارت إلى أن المناهج تصطدم بمعضلة أخرى ترتبط بوجود عجز كبير فى أعداد المعلمين، وهناك بعض المعلمين يقومون بالتدريس فى أكثر من مدرسة لسد العجز وهو ما يكون له تأثير سلبى على مدى الالتزام بتدريس المناهج المقررة فى التوقيت المحدد، هذا بالإضافة للكثافات المرتفعة فى الفصول والاتجاه إلى ضم أكثر من فصل داخل فصل واحد، مشيرة إلى أنه فى حال جرى تطبيق المنظومة الجديدة بشكل سليم والالتزام بوجود معلمين اثنين فى منظومة الصفوف الأولى فإن ذلك يساعد كثيراً على استيعاب الطلاب.

وأكدت فتحى، التى عملت من قبل كموجهة لمادة الرياضيات قبل أن تعود للتدريس مرة أخرى، أن المناهج القديمة بمادة الرياضيات فى المراحل الإعدادية والثانوية لا تشكل أزمة فى الكم المضاف داخلها باستثناء الصف الثالث الإعدادى التى قد تكون بحاجة لإعادة وضعها بما يتماشى مع الخريطة الزمنية للفصل الدراسى الثانى.

الحل.. بالحذف
وقالت سحر عباس معلمة رياضيات بإدارة طوخ التعليمية، إن وزارة التربية والتعليم قامت بحذف أجزاء من مناهج الرياضيات بالصف الرابع الابتدائى، وبالتالى أصبحت أكثر ملاءمة للفترة الزمنية الخاصة بالفصل الدراسى الثانى ويمكن الانتهاء منها فى حال تحقق الالتزام الدراسى بشكل كامل، كما أن مناهج الصف الخامس الابتدائى يمكن القول بأنها تلائم أيضا الفصل الدراسى الثانى، وقد تكون الأزمة بالنسبة لطلاب الصف السادس الابتدائى التى لم يتم حذف شيء من المقررات.

وأكدت أن الحذف حدث فقط فى منهج رياضيات الصف الرابع الذى شكا الطلاب منه دون أن يتضمن باقى المواد، وأن المعلمين أنفسهم فى انتظار التعرف على تلك المقررات مع تأخر وصول الكتب المدرسية، لكنها شددت فى الوقت ذاته على أن المشكلة لا تكمن فى الوقت بقدر ارتباطها بزيادة عدد الطلاب داخل الفصول وصعوبة توصيل المعلومة إليهم فى الوقت المقرر للحصة.

الموقف الرسمى!
ومن جانبه رد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، شادى زلطة على شكاوى طول المناهج بتأكيده أن العملية التعليمية تراكمية بالأساس، وأن كل مرحلة دراسية يتم فيها دراسة المفاهيم الكبرى التى يتم البناء عليها فى المرحلة التعليمية التى تليها، وهو ما يساعد الطلاب على سرعة استيعاب الدروس.
وأشار إلى أن أغلب الشكاوى التى وردت إلى الوزارة كانت بشأن مواد العلوم والرياضيات للصفين الرابع والخامس الابتدائى، وأن المركز القومى للمناهج قام بمعالجة المواد الدراسية الخاصة بالفصل الدراسى الثانى بما يحقق نواتج التعلم بما لا يخل بالمفاهيم الأخرى التى تبنى عليها الدراسة فى السنوات التالية لها، وبما يراعى فى الوقت ذاته الخريطة الزمنية.

وأكد أن الوزارة لم يرد إليها أى شكاوى خاصة بطول المناهج بباقى السنوات الدراسية، وأن التدخلات التى حدثت فى مناهج الصفين الرابع والخامس الابتدائى حرصت على أن تظل المفاهيم الرئيسية موجودة دون إلغاء أو دمج.

وكانت وزارة التربية والتعليم أكدت أنه تم التنبيه بضرورة التزام جميع المدارس بخطة توزيع المناهج الدراسية لمراعاة أيام الدراسة الفعلية بالفصل الدراسى الثانى، حتى نهاية أبريل المقبل بعدها يتم البدء فى عقد امتحانات نهاية العام الدراسى الجارى، مشددة على أن أعضاء هيئة التدريس لهم دور كبير فى استقرار وانتظام العملية التعليمية، كما أكدت على ضرورة سد العجز فى المدارس وتسكين المعلمين الجدد بعد انتهاء مرحلة التدريبات المقررة، سواء الخاصة بالدورات البدنية والذهنية أو التربوية.

وأكدت الوزارة، أنه تم توجيه المدارس بضرورة تسليم الطلاب الكتب المدرسية وعدم ربطها بالمصروفات الدراسية، مشددة على أن 90% من الكتب الخاصة بالفصل الدراسى الثانى وصلت إلى المدارس ومن حق الطلاب الحصول عليها.

نقلا من عدد أخر ساعة بتاريخ ٢٢/٢/٢٠٢٣

أقرأ أيضا : «إلكترونية أم ورقية؟».. التعليم توضح نظام امتحانات نهاية العام لأولى وثانية ثانوي