حكايات| طبّاخ العسل «بيدوق ناره».. مهنة للرجال فقط

طباخ الغسل
طباخ الغسل

مهنة شاقة للرجال فقط، هنا في صعيد مصر، وتحديدا في محافظة قنا،  والتي تشتهر بصناعة العسل الأسود،  خاصة في مركز نجع حمادي،  شمالي محافظة قنا،  وهي مهنة "طبّاخ العسل".

"مش بيدوقه وبيدوق ناره "، يقف طبّاخ العسل، يوميا،  لمدة تصل 10 ساعات،  داخل عصارة القصب، من أجل طهي العسل الأسود،  وهي مرحلة نهائية من مراحل التصنيع،  وتلزم هذه المرحلة دقة فائقة، والتي تتمثل في إنتاج جودة العسل الأسود،  لتصنيعه وتصديره.

العم أحمد،  يعمل في طهي العسل الأسود، منذ سنوات طويلة،  قاربت ربع قرن من الزمان،  يوضح في حديثه لبوابة أخبار اليوم، إن صناعة العسل الأسود من أهم الصناعات،  التي تتميز وتشتهر بها نجع حمادي.

 

وتعتمد في صناعتها على مراحل عدة ومتتالية،  تبدأ بجمع محصول القصب من الأراضي الزراعية، بعد حصاده، ويُحمل على الجمال أو عربات الكارو، لننقلها إلى العصارات البلدي، وهي عبارة عن مصانع محلية لإنتاج العسل، ثم يتم وضعه في ماكينات لعصره، وإنتاج عصير القصب، أو ما يُطلق عليه هنا "الخام"، ويتم وضع العصير في أواني كبيرة مربعة ومصنوعة من الطوب والأسمنت، ثم يتم نقل العصير إلى أواني نحاسية، وإشعال النيران أسفلها، عن طريق "المصاص"، وهو الناتج من القصب بعد عصره، ثم يتم وضع العسل بعد طهيه، إلى أواني أخرى يتم حفظ المنتج بها، ووضعه في صفائح نحاسية أو أواني فخارية، حتى بيعه، وتصديره إلى المراكز والمحافظات المجاورة والوجه البحري وأيضًا خارج مصر.

وعن مهنة طهي العسل، يوضح العم أحمد، أن مهنة طهي العسل، مهنة شاقة، لا تعرف إلا الرجال فقط، قائلا : هي مهنة بالرغم من مشقتها وتعبها، إلا أنه بعد الانتهاء من الطهي، وإنتاج العسل، تشعر بالارتياح، "زي ما بتشطب شقة مش بتحس بحلاوتها إلا بعد ما تخلص وتشوف جمالها".

ويشير العم أحمد،  إلى أن ما يحدث في طهي العسل، أنني أقف على أواني كبيرة نحاسية، وأسحب العصير من الأواني الصغيرة بعد عصره، ثم وضعه في الأواني النحاسية،  وهنا يتم إشعال النيران من أسفله عن طريق عامل، يطلق عليه "الحمّاي"، وهو الذي يضع القش أسفل الأواني وإشعال النيران، حتى يتم طهي العسل الأسود.

ويضيف أنه يتم طهي العسل الأسود في درجة غليان عالية، حتى يستوي ، لافتا أن طبّاخ العسل بيتذوق ناره ولا يتذوق العسل، ومن الممكن أن يصاب بأمراض صدرية وعيون، بسبب الدخان الناتج من العسل.