حكايات| «رحلة السكر».. حلاوة حصاد «القصب» بقنا 

صورة من حصاد القصب
صورة من حصاد القصب

« يابوا اللبايش يا قصب..عندنا فرح واتنصب».. تحت أشعة الشمس، يصطف مئات المزارعين جنبا إلى جنبا، وكأنهم يقدمون عرضًا مسرحيا، يبدأون عزف أنشودة حصاد القصب.


حلاوة القصب، يتلذذ بها المزاعون الذين سهروا في رعايته كرعاية أبنائهم، ينتظرون لحظات الخير، وأوقات الحصاد، فاليد التي حرثت، وزرعت، تفرح بجني المحاصيل.


مع حلول شهر يناير يبدأ مزارعو القصب في قنا، في جني ثمار شقاء موسم كامل،  يكدحون ليل نهار للزراعة والري والتسميد،  حتى تصل لمرحلة الحصاد.

تسير الجمال خلف بعضها، تحمل أكوام القصب، من الأرض الزراعية، إلى القطارات تنقلها إلى مرحلة جديدة، كأنهم تودع مسافر في رحلة بلا عودة.

 


وتتميز قنا دون غيرها من المحافظات،  بزراعات القصب،  والتي ينتج منه العسل الأسود، والسكر في 3 مصانع بقوص، ودشنا، ونجع حمادي، تنتج 300 ألف طن سكر سنويا، ما يجعلها من أعلى المحافظات في إنتاج السكر. 

مراحل «السكر»،  تبدأ من جني المحصول من الأرض عن طريق حصاد القصب، ثم تنظيفه من القش، والقالوح، ومن ثم حمله على الجمال لنقله من الأرض إلى خارجها، ثم شحنه في قاطرات القصب وتقطيعه بالسيف ونقله عبر خطوط الديكوفيل إلى مصانع السكر أو عن طريق الجرارات الزراعية، ثم يتم التفريغ والعصر والمعالجة الكيميائية والحرارية والترويق وفصل الرواسب والتبخير والطبخ والبلورة وفصل السكر والتجفيف والتعبئة.

وتعتبر صناعة السكر ، صناعة إستراتيجية،  وهو المحصول الأبرز في قنا، وتنتج المحافظة 300 ألف طن سكر سنويا، في 3 مصانع في نجع حمادي ودشنا وقوص، من 3 ملايين طن قصب، تستلمهم هذه المصانع سنويا من المزارعين.


ووصولاً للاكتفاء الذاتي خاصة في مجال المحاصيل السكرية، أكد اللواء أشرف الداودي محافظ قنا، أن المحافظة تعد الأولى في إنتاج السكر على مستوى الجمهورية، وأن المساحة المنزرعة بمحصول قصب السكر  تبلغ حوالي ١٢٠ ألف و ٩٦ فدان تمثل حوالي ٣٧% من إجمالي المساحة المنزرعة على مستوى الجمهورية. 


وتنتج المحافظة حوالي ٣ ملايين طن قصب خام تنتج بدورها حوالي ٣٠٠ ألف طن سكر سنويا.  


يرتبط  محصول قصب السكر بالعديد من الصناعات الأخرى كـ"السكر المبلور، والمولاس والعسل الصناعي، والكحول بجميع مشتقاته، والخل، وحامض الخليك الثلجي، وخميرة الأعلاف، وغاز ثاني أكسيد الكربون، والفيناس المذيبات العضوية، والمواد اللاصقة، وكبريتات الصوديوم، وخميرة الخبز الطازجة والجافة، والعطور، ومستحضرات التجميل، والزيوت، والعجائن العطرية، ومكسبات الطعم، والرائحة والخشب الصناعي".