حكايات| الحاجة فريجة «90 سنة».. «إيدين بتغزل من الجريد أطباق»

الحاجة فريجة
الحاجة فريجة

كتب: حمد الترهوني

حين تمسك بأطباق حفظ الطعام المشغولة من سعف الجريد، تتعجب لدقتها وكأنها لم تصنع يدويا، تعلو الدهشة أكثر عندما تعرف أن وراها سيدة في التسعين من عمرها، تمكن الشيب منها، وغطت التجاعيد يديها.

غرفة من الطوب الحجري، في إحدى قرى المنيا، تسكنها الجدة فريجة منذ 90 عامًا، وتعمل بها أيضًا، فلم يمنعها التقدم في العمر، من التوقف عن العمل في صناعة المشغولات اليدوية.  

تعمل الحاجة فريجة في المشغولات المنزلية التنوعة من أطباق حفظ الخبز من سعف النخيل، منذ خمسين عاما، وإن كان للعمر دورًا في حياة جدة المنيا فهو إثقال خبراتها يومًا بعد يومًا، حتى استطاعت أن تصنع مئات الأطباق.  

في إحدى قرى المنيا، وتحديدًا قرية الشيخ حسن، مركز مطاي، تجلس الحاجة فريجة تمني نفسها من الانتهاء من الطبق الذي في يديها، لتقديم كعادتها هدايا لأبنائها، وأحفادها وأهل الخير، دون أن تنتظر مقابل مادي.

وبدأت «الحاجة» فريجة حديثها قائلة: «بدأت حياتى عاملة بالمدرسة بالقرية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، كنت أحضر الخبز من المخبز غرب النيل إلى المدرسة، عبر مركب صغير ثم عملت بهذه المهنة منذ اكثر من خمسين عامًا بعد زواجها بعامين فقط، ولديها العديد من المواطنين الذين يرغبون فى شراء أطباق الخبز منها لكنها ترفض بشدة وتقدمه كهدية للغريب والقريب رغم صعوبة حياة المعيشية والحمد لله انفق على حياتي من معاش تكافل وكرامة ربنا يباركله السيسي وقف جنب الغلابه بتكافل وكرامة». 

تجلس الحاجة فريجة صاحبة التسعين عامًا، أمام صندوقها الخشبي كل يوم منذ الثامنة صباح تغزل الزعف وتغني بصوت جميل يجذب المارة بالطريق حتي يذهبون اليها ويجلسون معها بالساعات من حبهم لها وطيب روحها. 

 

وتضيف: «لم يزد راتبى على مدار تسعين عامًا، عن 60 جنيهًا، كانت تسد احتياجات المنزل، لأن الأسعار كان قليلة، ورغم حصولى على 400 جنيه من معاش التضامن الاجتماعى، إلا أنها لا تكفى فى ظل ارتفاع الأسعار، مؤكدة أن المدرسة كرمتها من خلال حفل تكريم العام الماضى، ومنحها 100 جنيه، كأول عاملة فى المدرسة».


وتابعت: «أبدأ حياتى اليومية بشراء مستلزمات العمل من سعف النخيل، بقيمة ما بين 10-20 جنيها، وتستمر عملية الصناعة من أسبوع إلى أسبوعين، لإنتاج 3 أنواع من الأطباق «الخبز البلدى، البتاو، والبياتة للحفظ من القطط والفئران».

وانهت حديثها كل أمنياتى في الدنيا توصيل وصلة إنارة لغرفتي التى أعيش بها، وبعض من المال لشراء مستلزمات الصناعة، الحمد لله انا اشتريت كفني لنفسى، علشان فيش حد يعلو الهم بعد وفاتي انا عامله حساب الموت هيجي في أي وقت.