حكايات| صناعة الفخار.. فن تشكيل الطين بقرية جاويش

فن تشكيل الطين بقرية جاويش
فن تشكيل الطين بقرية جاويش

"قللنا فخارها قناوي، بتقول غناوي وحكاوي"، احنفظت صناعة الفخار بمكانتها في مصر، وتحديدًا بقرية "محمد جاويش" بالشرقية، فمن هنا تخرج الأواني، والقلل الفخارية إلى مختلف المحافظات.

يجلس عامل صناع الفخار أمام أدواته كفنان تشكيلي، أمامه تراب، وماء، وطين، وفي ذهنه صورة لأواني فخارية، يحولها إلى تحف فنية، فاليد الماهرة تحتاج إلى عين تعشق الفن بالأساس.

كحامل السر، يحمل رجال تلك الصنعة خبراتهم وأسرار مهنتهم يتبادولنها بينهم يتوارثنوها، جيل بعد جيل، ليبقون على قلعة صناعة الفخار في مصر.

صناعة الفخار من أقدم الصناعات التي عرفتها البشرية إذ إنها صناعة بسيطة الخامات متقنة العمل غنية بالأفكار والأشكال وهي عبارة عن طين يمزج مع بعض من المكونات ليسهل تشكيله والحصول منه على أدوات مختلفة سواء للزينة أو الطهي.

 كما إن يمكن طلائه وتغير شكله للحصول على قطع فنية لا مثيل لها، فصناعة الفخار لأنها صناعة قديمة تم تطويرها بشكل جميل على مر التاريخ فكلما مر الزمن زادت بريق ولمعان وزادت قيمتها لدى الأشخاص، ولا سيما لدى العرب بشكل خاص لأنهم أول من عملوا في الخزف وزينوه وقدموه في أبهى الصور.

 

ويقول "شحتة محمد داود" 60عاما "صناعة الفخار من أقدم الصناعات اليدوية على وجه الأرض ويعود تاريخها إلى العصر الفرعونى وتعتمد فى الأساس على الإبداع والحساسية الفنية للصانع الذى يمكث ساعات متواصلة لإنتاج أشكال فنية مختلفة وتعلم المهنة من والده منذ كان عمره 7 سنوات وفى سن العاشرة تعلم كافة أسرار المهنة، حتى أتقن المهنة التى ورثها عن جدوده وعلمها لأبنائه.

 


ويقول مصطفى محمد داود 49 سنة يعمل فى صناعة الفخار منذ 40 عاما تعلمها من عائلته وأن الفخار هو أفضل شيء للطهى وشرب المياه لأنه صحي، ونقي، ومصنوع من الطين والمياه التي تودع بالفخار تكون أنقى من الفلتر ويرى أن صناعة الفخار فن يجب الحفاظ عليه.


 

وعن المراحل التى يمر بها الفخار، قال مصطفى داود إن المرحلة الأولى هى تحضير "التراب" لازم يكون تراب أصفر والمرحلة الثانية هى تصفية التراب من الشوائب العالقة به عن طريق تخميره فى أحواض تسمى ( مبلة ) وخلطه بالماء ومزجه بالماء جيدا، ثم تصفيته بغربال مخصص لذلك ويتم تصفيته فى حوض واسع قليلا يسمى "المصطاح" ويترك أيام على حسب طبيعة الجو لتجفيف الماء منه ويصبح صلبا بعض الشيء حتى نستطيع حمله ووضعه داخل الفاخورة ليكون فى الظل.

 

والمرحلة الثالثة وتسمى مرحلة "اللف" وهى عبارة عن تليين الطين ودخوله فى بعضه عن طريق الضغط عليه بواسطة اليد لأن الطين يحتوى قطع طرية وأخرى جامدة ويتم مزجهم فى بعض ليكون كتلة واحدة متجانسة، ويتم عمل الطين على هيئة اسطوانات طويلة تسمى "عمدان" لتبدأ المرحلة الأهم وهى مرحلة العمل والتشكيل ويتم عمل أشكال متعددة منه مثل " القلة الأبريق، وقصرية الزرع والزير.

 

 

وتابع  مصطفى مرحلة تقطيع القلة ويتم فيها عمل كعب القلة التى يوجد أسفلها وتترك فترة لا تقل عن يوم لتأتي المرحلة الثانية، وهي مرحلة الفتح وهي عمل جسم القلة الكبير الذي يملأ بالماء فيه وتترك فترة بالداخل لا تقل عن يوم وممكن توضع في الشمس قليلا ليتم الدخول في مرحلة ثالثة وهي تركيب رأس القلة وعمل ليها الرسومات كما توجد القلة المشربية بتزيد مرحلة عمل ودان لها، وبعد فترة يتم تخريف القلة بسيخ حديد صغير وتترك لتجف تترك القلة أو القطعة بالداخل لمدة أيام حتى تجف نهائي من كل نقطة ماء.


واستكمل مصطفى محمد داود ثم توضع فى الفرن ويسمى" قمينة" ويتم تحميصها يوم أو يومين بنار هادئة جدا جدا لكى يتم تبخير أى ماء بها ليتم بعد ذلك مرحلة الحريق، تتم تدريجيا لكى لا ينكسر الفخار تبدأ من درجة بسيطة حتى 900 درجة مئوية ويتم معرفة درجة الحرارة بالممارسة من خلال لون طوب الفرن أو لون الفخار.

 

وأردف  بعد التأكد من الحريق الجيد يتم طرق الفرن أيام ليبرد ويستخرج الفخار الحجر بكل المراحل الأولى لحد تجهيز وتلين الطين، ثم يتم عمل الحجر على مرحلة واحدة تقطيع وفتح ويتم نقله على ألواح خشب ويجفف فى الشمس ويترك ليجف ثم يوضع فى الفرن كما الفخار ونسبة المخاطر فيه قليلة جدا عن الفخار لصغر حجمه، وهذه المراحل دى بالنسبة للشغل الأحمر، أمام الشغل الأسمر يزيد مرحلة وهى قمر الشغل ويتم بطريقة فنية لا يعرفها سوى أرباب المهنة وهو سر من أسراره، حيث تعد القرية هى القرية الوحيدة التى تنتج الفخار على مستوى الجمهورية.