عبلة الرويني تكتب: تهميش المسرح!!

عبلة الرويني
عبلة الرويني

استغاثة أخرى لفناني المسرح بقصر ثقافة الأقصر، بسبب تعطيل وعرقلة عملهم المسرحي، وعدم السماح بتقديم بروفاتهم على المسرح.. من أجل تقديم حفلات السينما فى قاعة المسرح (٦حفلات فى اليوم).. يعنى فعليا صعوبة توفير الوقت اللازم لممارسة النشاط المسرحى..

كتب المخرج أشرف النوبي بفرقة الأقصر (خمس حفلات سينما يوميا، لا يدخلها أحد، والتقاريرموجودة تؤكد عدم حضورالجمهور.. ومافيش فيلم بيشتغل... مال عام يهدر فى ظل الدعوة للتقشف، وخصم مخصصات من الفرق المسرحية التى تتسول مكان لعمل البروفات)!!...

المؤسف (بشهادة فنانى قصر الثقافة) أن السينما التى تقدم ٥ حفلات فى اليوم، هى فى الأغلب حفلات وهمية، لا يحضرها أحد من الجمهور!!... يتم تشغيلها فقط من أجل تسجيل عدد الحفلات (لزوم المكافآت)!!..

استغاثة فنانى قصر ثقافة الأقصر، تأتى بعد استغاثة الفرقة القومية بقصر ثقافة الشرقية، وبعد شكاوى فنانى المسرح فى قصر ثقافة الإسماعيلية وقصر ثقافة بورسعيد، وقصر ثقافة السادات بالمنوفية، وقصور ثقافية أخرى تعانى نفس التعطيل ونفس التهميش للنشاط المسرحى!!.... ورغم وعد المخرج هشام عطوة رئيس هيئة قصور الثقافة بالتدخل والتنسيق.. لم يحدث شىء، ولا تزال المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم.

الأمر يتجاوز السؤال، إلى المساءلة حول جدوى مشروع (سينما الشعب) وحجم الفائدة التى حققها؟... ما جدوى تقديم ٥ حفلات فى اليوم الواحد، إذا كان إقبال الجمهور محدودا إلى هذا الدرجة؟... وكأن المشروع القائم على تقديم الأفلام التجارية (شراء حقوق عرضها من المنتجين) لعرضها فى قصور الثقافة. كأن ‏المشروع يعمل من أجل خدمة المنتجين، لا خدمة الثقافة ولا حتى الخدمة الاستهلاكية التجارية (لا جمهور ولا ربح)!!... إضافة إلى تعطيل النشاط المسرحى باحتكار قاعة المسرح.. لا مجال لعمل البروفات المسرحية، ولا يتجاوز تقديم العرض المسرحى أكثر من يومين فقط فى الأسبوع، فى توقيت لا يتعارض وحفلات السينما!!

بالتأكيد ليست خناقة بين المسرح والسينما.. كلاهما احتياج وضرورة، يجب توفيرها للفنانين والجمهور فى قصور الثقافة... لكن يحتاج الأمر إلى رؤية وتنسيق وتنظيم وعدالة.