القصة القصيرة تعود إلى المشهد عبر «الملتقى»

لجنة التحكيم مع الفائزين بالقائمة القصيرة يتصدرهم أنيس الرافعى الفائز الأول
لجنة التحكيم مع الفائزين بالقائمة القصيرة يتصدرهم أنيس الرافعى الفائز الأول

فى 2005 خرج الدكتور والناقد العراقى الكبير عبدالله إبراهيم على المشاركين في مؤتمر أدبي عقد في العاصمة الأردنية عمَّان بمقولة تعرض بسببها لهجوم شديد، قال إن القصة العربية فى حال يرثى لها، وأن شأنها شأن الأنواع الأدبية التى تلد ثم تموت، مثلها مثل الملحمة والمقامة فعندنا يتلاشى السياق- كما قال- يتلاشى النوع.. يومها هُوجم من الحضور ومن الصحافة وقالوا إنه يعلن بذلك «موت القصة كجنس أدبى».


كل المعطيات تشير إلى أننا نعيش «زمن الرواية» كما قال الراحل د. جابر عصفور.. زمن الرواية الذى طغى على كل الأجناس الأدبية الأخرى، وأطاح بها إلى خلف المشهد.. وانعكس ذلك على تراجع واضح فى حركة النشر بالنسبة لفن القصة القصيرة الذى من المفترض أن يكون هو الأقرب إلى الذائقة العربية، وهجر عدد من الأدباء عالم القصة إلى عالم الرواية مجبرين، وبعضهم تراجع حجم وكم إنتاجه من القصة.. البعض الآخر توقف.


يحسب لـ«ملتقى القصة»، ولمدير جائزته الروائى والأديب الكويتى طالب الرفاعى، أنه تنبه إلى هذا القصور، فقرر أن يكون فاعلاً فى إنقاذ هذا الجنس الأدبى بتخصيص جائزة كاملة تستهدف إنعاش فن القص.

ومنحه قبلة حياة فى عالمنا العربى، لم يسع الرفاعى إلى جنس أدبى قد يعود عليه ربما بالشهرة بل قرر أن يكون صاحب رسالة، ويركز جهده فى الحفاظ على فن القصة القصيرة وتوفير أسباب البقاء والانتعاش لها.

 

أصل الفكرة

فى 2011 أسس الأديب طالب الرفاعى ما أطلق عليه «الملتقى الثقافى» بمشاركة مجموعة من المبدعين والمثقفين، ليكون بمثابة تجمع أدبى مستقل، بعيداً عن أى استقطاب سياسى أو اجتماعى، وفى 2015 ولدت «جائزة الملتقى للقصة القصيرة»، بهدف لفت الانتباه إلى النتاج القصصى العربى المتميز.

وتكريمه فى شخص الكاتب، وكذلك إبداعه القصصى-  الجميل فى الأمر أن الجائزة رعتها فى انطلاقتها الأولى الجامعة الأمريكية فى الكويت، وفى 2019 انتقلت الرعاية إلى جامعة الشرق الأوسط الأمريكية فى الكويت (AUM).

وهذا أمر محمود يحسب لفهد العثمان رئيس مجلس أمنائها، ويؤكد على أهمية الدور الذى تلعبه المؤسسات التعليمية فى دعم الثقافة والمثقفين.


تقدم لنيل جوائز الملتقى الملتقى فى دورته الخامسة 241 مبدعاً ومبدعة من 23 دولة عربية، كما تقدم لها عرب يعيشون فى المهاجر، 32٪ ممن تقدموا كانوا من النساء و68٪ من الرجال.. هذه الدورة غيّر مجلس أمناء الجائزة موعدها لتكون فى فبراير، لتتواكب مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية.

 


عندما هاتف طالب الرفاعى الناقد الكبير د. عبدالله ابراهيم العراقى المقيم حالياً فى تركيا، وصاحب الرقم القياسى سواء من حيث نيل الجوائز العربية الكبيرة من جائزة فيصل إلى الشيخ زايد مروراً بشومان، أو من حيث المشاركة فى تحكيم بعض دورات جائزة «البوكر» و«كتارا» و«الشيخ زايد» يطلب منه ترؤس لجنة التحكيم، فما كان أن طلب منه أن يمهله أسبوعاً للرد

إذ كيف يحكم فى جنس أدبى رأى هو وأعلن على الملأ موته، وقبل أن ينقضى الأسبوع رد بالموافقة من باب التحقق من نظريته: أما أن يثبتها بصورة عملية، ويجدد موقفه بموت القصة القصيرة كجنس أدبى تجاوزه الزمن، وليلحق بفن المقامة، وإما أن يتراجع.

مراحل التصويت

وبالفعل تشكلت لجنة التحكم من أسماء صاحبة سمعة طيبة تمتلك العلم، ومعروفة بحيدتها وعدم خضوعها لأية توجيهات قد تصدر من هنا أو من هناك لمنح الجائزة لاسم دون آخر أمثال الدكاترة عبدالقادر فيدوح وعادل ضرغام وخالد عبداللطيف ومريم خلفان السويدى.


وباشرت اللجنة عملها على عدة مراحل، عبر عدة أشهر وخلصت إلى وصول 10 أسماء بمجموعاتهم القصيصة الى القائمة الطويلة انتهت إلى قائمة قصيرة تضم «سيرك الحيوانات المتوهمة» لأنيس الرافعى من المغرب و«فى مديح الكائنات» لمحمد رويع من مصر (هذه ثانى مرة يصل للقائمة القصيرة لنفس الجائزة) و«فاكس الغراب» ليوسف حمزة من الأردن، و«النمر الذى يدعى أنه بورخس» لضياء جيلى من العراق، و«مدينة المرايا» للأزهر الزناد من تونس.


وحتى يوم انعقاد لجنة الجائزة مع مجلس الأمناء لم يكن قد تم تسمية الفائز، ولم يتم تسريب أى شىء.. لأنه لم يكن هناك بالفعل شىء يُسرب.. وبعد المداولات أعلن فوز اسم أنيس الرافعى، وجاء فى أسباب الفوز التى أعلنها د. عبدالله إبراهيم: أنه نجح فى تقديم نص «عصىّ».

ولا يعطى نفسه بسهولة للقارئ، بل إنه يحتاج إلى جسارة، لأنه قدم متوالية سردية على ألسنة الحيوانات، كما أنها كتبت بحوارات ذاتية عميقة الدلالة، وجهرت أحداثها بقوة وطرافة فى ذات الوقت، كما أن فيها دمجاً للسرد بالرسم بلغة رفيعة، وخيالاً خصباً، وقصصاً تدعو للتفكير والتأمل والاعتبار وليس الاسترخاء والاستسلام والحذر.


والسباق الذى بدأ فى ربيع العام الماضى للدورة الخامسة لملتقى القصة اختتم فى شتاء العام الحالى، ولكن وهو الأهم الندوات والمحاضرات التى رافقت انعقاد الملتقى، حيث غطت سخونة الجلسات على برد الكويت فى هذا الوقت من العام.


ويقول الأديب طالب الرفاعى: هناك أحلام نمت فى قلبى وأثمرت وأزهرت.. أحدها هو جائزة المتلقى للقصة القصيرة - التى هى أصعب الفنون، لذا تستحق أن نهتم بها خاصة أنها صاحبت مسيرة الإنسان منذ أن كان يعيش فى الكهف.

وبقدر نجاحى بفرح بناتى بقدر فرحتى بنجاح ملتقى القصة العربية عاماً بعد عام يظهر ذلك فى الأعداد المتقدمة وفى دور النشر التى لم تعد تترد فى طبع ونشر المجموعات القصصية.

ندوات ثقافية

وكانت أولى الندوات مخصصة لشهادات الكتاب الذين وصلوا إلى القائمة القصيرة لكى يحكى تجربته، ورؤيته للقصة ووظيفتها ورسالتها.


ويقول أنيس الرافعى الذى اقتنص جائزة الملتقى (20 ألف دولار) إن أحد المظاهر الجوهرية لتجديد المنوال السردى، الانتقال الواعى من محطة المجموعة القصيصة المنجمة الى مفهوم الكتاب القصص الجامع.


وأضاف أنيس: سعيت دائماً لكتابة قصة مزدوجة الأثر ذات «بروفايلين» باستطاعتها أن تحتذى بالمبدأ المستمد فى الأصل من فنون العمارة، فحركة السرد فى المتوالية القصصية لا تنتهي.. واختتم بقوله: إننا كى نتجاوز أنفسنا فى الكتابة علينا أن ندمر صورنا النمطية وتمثلاتنا المكتسبة وأوهامنا الذاتية.


بقدر حيوية الابداع، بقدر الرؤية المختلفة للقاص والسيناريست المصرى محمد رفيع فى القائمة القصيرة الذى قال إن حبنا للقصة، ما هو إلا حاجة نفسية وبيولوجية لتمثل الخلود، وحبنا فى حكى قصة على أحد ما هو إلا رغبة دفينة لنجلس على جبل الأولمب وتروى قصصاً لبشر.

ونرسم أقدارهم على الأرض.. إن القصة فى رأيى أهم اكتشاف أدبى فى العصر الحديث القصة القصيرة فن كاشف لا يرتاده مدعون، وإن فعلوا فكشف زيفهم يكون بسهولة تحرير قطعة شيكولاته من غلافها، فالقصة المشوشة أو المفككة ليست بقصة ولا السطحية بقصة من الأساس.


محمد رفيع- كما يقول- تروق له القصة القصيرة، بعد أن جرب عدة قوالب ولكنه «لا يتنازل عن اللغة المنحوتة والمدموغة» بختمه الشخصى، الذى له نكهة ورائحة مختلفة.. لذلك تعتبر «فى مديح الكائنات» هى فى مديح القصة القصيرة، هى حلقة ذكر تقام لهذا الفن الخلاب..».

مستقبل القصة

أهمية الملتقى تتبدى فى أنه غيّر فى مفاهيم ورؤى أكبر النقاد العرب عن واقع القصة القصيرة فى عالمنا العربى.. يقول عبدالقادر فيدوح الناقد الجزائرى الكبير إن ما رأيته من أعمال يعيد الاعتبار للفن القصص الذى ضيعته بعض الأقلام.

وتأثر سلباً بعد رحيل الرواد الأوائل أمثال: نجيب محفوظ ويوسف إدريس.. فقد وجدت فى الأعمال التى وصلت للقائمتين الطويلة والقصيرة، ما غيَّر معتقداتى حول واقع القصة العربية، حيث وجدت فيها رؤى استشرافية وجدت أعمالاً تجعلك تدخل عالم القصة بما يمليه عليك الافتراض.

وليس بما يميله علينا الوصف على طريقة فيليب هامون.. وأصبح مطلوباً منك أن تقرأ الأحداث وأنت غير متمسك بما يمليه عليك من وقائع وإنما يفرض عليك نمطاً جديداً من هدف موالٍ وكأن الأحداث تخلق بعضها بعضاً.


ويضيف د.فيدوح فى شهادته: نحن أمام رؤية استشرافية تدعو إلى التأمل وتعيد الاعتبار للفن القصصى،شهادة الناقد المصرى الكبير د. عادل ضرغام، باعتباره عضواً فى لجنة التحكيم مهمة للغاية لكل المخلصين لفن القصة القصيرة.. يقول إن القصة القصيرة تعد فناً قائماً على الانقطاع وليس الاكتمال وجنساً أدبياً قائماً على التشظى.

ومن هنا يأتى دور القارئ والمتلقى الذى أصبح مطالباً وهو يقرأ أية مجموعة قصصية أن يملأ هذ الفراغات، ويكمل الانقطاعات وينطلق من الجزء إلى الكل.


ويشرح ضرغام الأسباب التى وقفت وراء وصول ممن وصلوا إلى القائمة القصيرة، فقال إن عمل أنيس الرافعى فيه التجريب، وإذا كنت تبحث عن الكلاسيكية المزدانة التى تتجه نحو الرمز ستجد بغيتك عند الأزهر الزناد.

وإذا كنت تبحث عن  كتابة فيها شىء من الهدوء والنعومة الراقية فستجد ذلك فى كتابة يوسف حمزة.. أما إذا كنت تبحث عن كتابة فيها استقرار إبداعى وعودة للكلاسيكية فاقرأ لضياء جبيلى من العراق. رؤية د. عادل ضرغام لا تقتصر على تقييمه للأعمال.

ولكنها تنصرف لما هو أهم، إذ يقول إن أهمية جائزة الملتقى تبدو فى أنها أتاحت لنا عدداً لا بأس به من الأعمال القصصية، وأنا أرى ضرورة إتاحته أمام الباحثين لرصد وتحليل ودراسة التحولات التى طرأت على هذا الجنس الأدبى.. ويجب أن نتوقف مثلاً أمام وجود كتابات تسعى إلى الاستئناس بالشخصيات القديمة مثل بورخيس.


القصة القصيرة العربية - فى رأى الناقد د. عادل ضرغام - أقرب إلى الشعر منها إلى الرواية.. وهذا سبب فوز «سيرك الحيوانات المتوهمة» بالجائزة الأولى لأنها لا تقدم لنا بنية منطقية جاهزة، بل تقدم لنا بنية مشتتة تعيدنا إلى تراث قديم.. فنحن أمام تصور أسطورى لحياة مرتبطة بالحيوان، ولكنها لا تكف عن الإشارة إلى الإنسان وعوالمه.

سمعة الجوائز

واحتل التحكم فى الجوائز الثقافية العربية جانباً ليس بالقليل من مناقشات وحوارات الملتقى، حيث تم تخصيص جلسة عن «التحكيم والجوائز العربية» شارك فيها كل من د. عبدالله إبراهيم، ود. عبدالقادر فيدوح وأدارها علاء عبدالهادى، وجلسة أخرى عن «سبل تطوير الجوائز العربية» وشارك فيها كل من د. هشام عزمى متحدثاً عن الجوائز العربية، بصفته رئيس منتدى الجوائز العربية، ود. مراد القادرى متحدثاً عن جائزة الأركانة، ود. إبراهيم الهاشمى «جائزة العويس» وأدارها الناقد الكبير د. إبراهيم الهاشمى.


فرغم الأهمية التى أصبحت تمثلها الجوائز الثقافية العربية فى العقدين الأخيرين سواء للمبدع أو للمترجم أو لدور النشر إلا أن اللغط يدور دائماً حول بعض الجوائز، وحول آلية التحكم، وحقيقة تسرب النتيجة، بل والدفع بأسماء بعينها لتنال الجائزة، ووصل الأمر إلى اتهامات مرسلة بوجود ما يمكن أن نسميه «شللية» فى اختيار لجان الجوائز.

وتدويرهم بين الجوائز، وبالتالى فوز أسماء دون غيرها.. هل لهذه الاتهامات أصل أم أنه كلام مرسل، لا يتعدى النميمة المعتادة فى مجالسنا العربية، والتى انتقلت آفاتها إلى مجتمع المثقفين الذين من المفترض أن يكونوا بعيدين عن هذه الآفة.


أحاديث كثيرة ذكرت، ولكن على المنصة، ولأن كل كلمة تحسب على قائلها، كانت هناك مداخلات راشدة تتحدث عن الضوابط الصريحة والتى تقطع الطريق على القيل والقال.. بدايتها تكليف منتدى الجوائز العربية للدكتور عبدالله إبراهيم بوضع تصور لما يمكن أن نسميه منهاج عمل وأساساً يجب أن يتبعه القائمون على الجوائز،ولكن هل هناك آلية للتنفيذ؟! لا أعتقد .. الإجابة من عندى.


منتدى الجوائز العربية الذى يترأسه د. هشام عزمى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والذى أنشىء بمبادرة من جائزة فيصل العالمية، للتنسيق والتعاون لتطوير بيئة محفزة للتميز والإبداع من خلال تبادل الخيرات بين إدارات الجوائز العربية، هذا المنتدى يسعى لأن يكون له دور إيجابى فى هذا الأمر من خلال عضوية 30 جائزة عربية تحت مظلته الحديثة.
يقول د. هشام عزمى إن قيمة هذه الجوائز تجاوزت المقابل المادى الذى تقدمه المؤسسات المتاحة إلى ما هو أهم وهو التقدير الأدبى والمعنوى للفائزين وما تحدثه من تغير فى مسيرتهم الإبداعية سواء على مستوى رد فعل الحياة الثقافية.


ولكل ذلك - يقول د. عزمى- يقوم المنتدى حالياً بإجراء أول دراسة تحليلية من نوعها عن واقع الجوائز العربية من خلال المجلس الأعلى للثقافة فى مصر، والتى من المتوقع أن تصدر عنها العديد من المؤشرات التى سوف تسهم فى تقييم تلك الجوائز وإلقاء الضوء على مواطن القوة والضعف فيها.


والدكتور عبدالله إبراهيم، رئيس لجنة التحكيم وعضو مشارك فى الكثير من أهم الجوائز العربية استعرض أمام الحضور تصوره الكامل لضوابط واشتراطات عامة يجب أن تلتزم بها لجان التحكم فى الجوائز العربية من أجل توفير الشفافية والعدل والحيادية، هذه الاشتراطات تطول كل شىء تبدأ باسم يتم اختياره ليكون عضواً، وانتهاء بآلية التحكيم.


وسوف نستعرض فى «أخبار الأدب» تفاصيل الرؤية لأهميتها فى أعداد لاحقة وبعد أن يقرها منتدى الجوائز العربية.

أفق تطوير الجوائز 

ويقول مراد القادرى رئيس بيت الشعر فى المغرب، وعضو المكتب التنفيذى لمنتدى الجوائز العربية، الذى أصبح يضم 30 جائزة فى شتى فروع الفكر والثقافة إن المنطقة العربية فى حاجة للمزيد من الجوائز التى صارت رافداً مهمًّا لتطوير الحركة الإبداعية، ومكوّناً أصيلاً داخل المشهد الثقافى.


ويضيف القادرى أن أوّلُ سبيلٍ لتطوير الجوائز العربية واستشرافُ آفاقٍ جديدة لها، هو تعرّفُها على بعضِها البعض، واقترابُها من بعضِها البعض، وتَحاوُرها فيما بينها فى القضايا التى تشكّلُ اهتماماً واحداً، وإقامتُها لعلاقات التعاون والشّراكة بما يُسهمُ فى تطوير كلِّ جائزة على حِدة. 

مشيراً إلى أن المدخل الأول لتطوير جوائزنا العربية، التى بقدْر ما تتنوّعُ فئاتُها، وتختلفُ مجالاتُها وتتعدّد آلياتُ عملها، بقدر ما تتوحّدُ مشاكلُها فى نقطٍ مُحدّدة، تتراوحُ، من جهة، بين التمويل والحوكمة، ومن جهة ثانية، بين تنوّعِ الأبعاد الثقافية والاجتماعية والسياسية التى تحكُمها وغلبة البُعد الأدبى على حِساب باقى الأبعاد الأخرى العِلميّة والبيئية والمجتمعية.


وهناك مداخل أخرى بإمكانها أن تسهم فى التطوير،- يضف القادرى- منها استِدامةُ التمويل واستقلاليتُه، حيث إن تطوير الجوائز العربية رهينٌ بتوفير الدّعم المالى القار والمنتظم وغير المشروط باعتبارات أو حسابات تمسّ بصورة الجائزة وبأهدافها الاستراتيجية النبيلة.

إضافة إلى الحوكمة، ويُقصد بها، فى هذا المقام، اعتمادُ الشفافية والنزاهة والانتصار للعدالة والجدارة فى عمل الجوائز العربية، والمراجعة الدورية.

اقرأ أيضاً | منى عبد الكريم تكتب: الفنان التشكيلي ماهر جرجس يحتفي بالقراءة بطريقته الخاصة

نقلا عن مجلة الادب : 

2023-2-19