أما قبل

بلاها إعلانات.. خلوها بعثات!

داليا جمال
داليا جمال

أيام ويهل علينا شهر رمضان المبارك بنفحاته وبركاته ، وأيامه التى تتحول مع شاشة الفضائيات لساحة معارك يتنافسون فيها على عدد المسلسلات التى تذيعها كل قناة لتجذب اكبر عدد من المشاهدين، وفوقها عدد الإعلانات التى سيتم حشرها وسط أحداث كل مسلسل!!.

تخيلوا لو حسبنا كم الملايين التى تنفق فى الاعلانات عن سلع او عقارات أو دعاية عن شركات الاتصالات، تنغص عيشتنا وتقطع استمتاعنا بالمسلسلات، فماذا سيحدث لو أعادت كل الشركات التفكير فى اسلوب دعايتها وحولته لوسيلة حقيقية وفعالة لخدمة المجتمع ، تخيلوا لو ان كل شركة عقارات او اتصالات او ألبان قررت أن تتكفل سنويا بإرسال ١٠ من الطلاب المتفوقين فى الطب أو الهندسة او الحاسب الآلى.

لبعثات دراسية فى الخارج وحتى يحصلوا على درجة الدكتوراة، ألن تكون هذه هى أقوى دعاية فعلية لأى شركة؟ علما بأن قيمة هذه المنح الدراسية ستخصم من الوعاء الضريبى للشركات، وستكون قد قدمت للوطن أبناء مخلصين قادرين على التطوير، وإدارة الكثير من المؤسسات والهيئات فى الدولة بوعي، يمكن أن ينقل بلدنا لمصاف الدول العظمي.

خاصة أن ميزانية الجامعات الحكومية لا تسمح حاليا بتحمل أعباء ارسال بعثات دراسية للخارج بأعداد كبيرة، فلماذا لا تقوم شركات الاتصالات والعقارات بهذا الدور الهام، الذى سيخلد اسمها ودورها فى خدمة المجتمع، خاصة وأن هذه الشركات قد حققت أرباحا فلكية من جيب الشعب المصرى، وكفانا اعلانات فاضية لا بتجيب ولا بتودى.

أما الشركات الأقل حجما، فعلى الأقل يمكن أن تقوم ببناء مدارس نموذجية فى القرى الفقيرة تحمل اسم الشركة، وتتولى الانفاق على رواتب مدرسيها وتقديم الكتب والأدوات المدرسية لطلابها، مساهمة منها فى الارتقاء بالمجتمع ، وأهو كله مخصوم من الضرايب، وساعتها يحق لأى شركة ان تعلن عما تقدمه للمجتمع بكل فخر واعتزاز.

واعتقد أن هذا أبسط ما يمكن ان تقدمه هذه الشركات لمصر وشعبها.