وجع قلب

الإنسان أهم من السياسة

هبة عمر
هبة عمر

دخلت أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضى عبر معبر باب السلامة بين تركيا ومناطق سيطرة فصائل معارضة فى شمال سوريا، بعد ثمانية أيام من الزلزال الذى أودى بحياة أكثر من ٤١ ألف شخص.

واعتبرته منظمة الصحة العالمية  «أكبر كارثة طبيعية خلال قرن».

ومنذ ضرب الزلزال المدمر المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا فى السادس من فبراير الجارى بقوة فاقت  سبع درجات على مقياس ريختر، تفاعلت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدات وفرق الإغاثة، إذ تعهدت أكثر من  ٥٠ دولة بتقديم الدعم وتقدمتها بعض الدول العربية.

وبينما قدمت بعض الدول  المساعدة إلى سوريا وتركيا سوياً، هناك عدد من الدول عرض مساعدة أنقرة دون دمشق، كاليونان، إيطاليا، إسبانيا، تايوان، أوكرانيا، سويسرا، باكستان.

وإذا كانت تركيا لا تجد أى صعوبة فى وصول المساعدات الدولية إليها فإن سوريا على العكس تعانى بسبب الحصار والعقوبات المفروضة عليها وسيطرة فصائل متحاربة، وهو ما يفاقم من حجم الأضرار التى سببها  الزلزال المدمر، فالشعب السورى منهك تماما بعد ١٢ عاما من الحرب والتشريد والمعاناة.

ويصف المصطفى بن المليح القائم بأعمال المنسق المقيم للأمم المتحدة فى سوريا، الوضع الحالى على الموقع الرسمى لمنظمة الأمم المتحدة» الآن نستعمل المدارس والجوامع والكنائس لإيواء المتضررين.

فيما يتزايد عددهم بشكل متواصل منذ اليوم الأول للزلزال، بينما الناس يخشون العودة إلى منازلهم والتى لم تكن منازل عادية فى حقيقة الأمر لأنهم كانوا نازحين داخل البلد وكانوا يقطنون منازل وضعها مزر، والآن صار الوضع أصعب بكثير، وارتفع عددهم بشكل أكبر مما كان عليه».

وبالإضافة إلى الزلزال، هناك أحوال الطقس، فهناك الجليد والبرد الذى يصل إلى درجة التجمد، وبالتالى صارت هناك أزمة داخل أزمة.

فى هذه الكارثة يجب أن تتوارى السياسة خجلا من أفعالها التى دمرت بلدا وشعبا لأن إنقاذ الإنسان هو الأهم.