بالبلدى

كما تدين تدان

مصطفى يونس
مصطفى يونس

.. والحقيقة يا صديقى تكمن فى الفهم، فالعقول متفاوتة والجميع يعتقد إنه الأفضل.

الكثير يخطئ التقدير أحيانا، ولكن من حظى بالفهم، كان موفقا فى قراراته.. اتعجب مثلك تماما من المؤمنين بعقولهم فى كل شىء ولو نظرت إليهم لوجدت أنهم فى خصام مع التوفيق، ولديهم وقت طويل، ليحقدوا ويغلوا ويتكلموا عنك بكل سوء.

العجيب أيضا أنهم  تعاقدوا مع الهزيمة فى كل أمور حياتهم.. انا هنا لست حاكما على أحد ولا أدعى الفضيلة، إطلاقا، فأنا انظر للمشهد، وأرى وجوها عليها غبرة، تتحدث عن غيرك فى وجودك، وبالتأكيد تتحدث عنك فى غيابك.

يتسلقون ويتقربون على اكتافك، وينكرون فضلك فى أول اختبار.. الوضع هنا سيئ يا صديقى، بل يزداد الأمر سوءا كلما حدث إنجاز، أو ابتعد أحدهم، وقال هذا فراق بينى وبينك.

الحياة أبسط وأقصر من هذا كله.. لا الكلام سيغير شيئا، ولا الحاقدون سيتحولون إلى مشايخ فجأة، لكن عليك أن تعلم يا صديقى أن الذنب لا ينسى، والديان لا يموت وكما تدين تدان..

ابتعدنا عن الدين وثوابته، من عقيدة وعمل وإدراك ونصيحة وإنفاق، وتسامح، وصبر، وفهم لطبيعة الأمور، فأذلنا الله، وابتلانا بالأمراض وحقد وكره و«تلصص» وخيانة وقلة البركة، واصبح كل منا ينتظر الآخر يخطئ.
تركنا العادات والتقاليد، التى تربينا عليها فى بلادنا، فهانت علينا أنفسنا حتى هٌنّا على الناس..

انا لا أفهم ما معنى ان تتحدث عنى بسوء، وتقول عنى ما قال مالك فى الخمر، بل قد يصل الأمر ان تشكك فى ذمتى وعقليتى وأهليتى، وتغضب حينما أبتعد عنك، ألم يقل عمر بن الخطاب «اعتزل ما يؤذيك»، لقد آذيتنى وهمشتنى وتركتنى وقت الشدة ولم تكن لى سندا كما ظننت..

الوضع يا صديقى يحتاج إلى ثقة متبادلة، ورؤية مختلفة، وإخلاص فى المعاملة، واختيارات أمينة، وخطاب يواكب الساعة.. وقتها سيكتب التاريخ أننا الاختيار الأفضل.. فالتاريخ يكتبه المنتصرون.
دمتم بخير