أحمد الإمام يكتب: أنا وكلبش المرور وثالثنا الشيطان

أحمد الإمام
أحمد الإمام

..من المخالفات السخيفة التي أبقى عليها قانون المرور الجديد مخالفة «الكلبش» التي اعتقد الجميع انها ستكون أول مخالفة سيتم إلغاؤها واستبدالها بعقوبة أخرى للسيارات المخالفة لا تعرقل سير الحركة المرورية.

لان الغرض من العقوبة هو منع السيارات المخالفة من تعطيل المرور بالانتظار الخاطئ في أماكن غير مسموح فيها بالانتظار ، فإذا تأملنا الوضع بعد «كلبشة» السيارة المخالفة سنجد أن الكلبش لم يساعد في تسيير الحركة المرورية بل أبقى على السيارة في مكانها المخالف بدون أي تغيير.

أحيانا يكون صاحب السيارة المخالفة في عجلة من أمره فيترك سيارته في مكان غير مسموح فيه بالانتظار لدقائق معدودة وينصرف لحال سبيله فإذا به يفاجأ بسيارته مربوطة في الارض بالكلبش الحديدي ويظل ينتظر ونش المرور حتى يأتي ليحرر السيارة من الكلبش الحديدي، وقد يطول الانتظار أحيانًا لأكثر من ساعة ، وبدلا من تسبب السيارة في تعطيل الحركة المرورية لدقائق معدودة، يضاعف الكلبش زمن المخالفة ومدة تعطيل الحركة المرورية إلى ساعة وأكثر..هل هذا منطق؟!

كيف تسعى الدولة جاهدة لتوفير الوقت والجهد والمال بكل السبل التي تساعد على انسيابية الحركة المرورية وانتظامها سواء من خلال اجهزة الرادار وكاميرات المراقبة والكباري العلوية وإلغاء التقاطعات، وفي المقابل مازالت ادارات المرور تتمسك بعقوبة الكلبش التي لا اعتقد ان هناك دولة متقدمة مازالت تستخدمها لعدم جدواها عمليا في تسيير الحركة المرورية.

وعن نفسي تعرضت لتجربة سلبية مع الكلبش الاسبوع الماضي عندما كنت في زيارة لمدينة الاسكندرية الساحرة، حيث توقفت بسيارتي أمام أحد المطاعم الشهيرة على الكورنيش لاستلام وجبة غذائية.

كنت أعلم ان المكان الذي أوقفت فيه سيارتي أمام المطعم غير مسموح بالانتظار فيه ولكنني قلت لنفسي ان الامر لن يستغرق اكثر من خمس دقائق.
وشجعني على ترك سيارتي ان هناك عدة سيارات متوقفة في نفس المكان لنفس السبب.
وبالفعل لم يطل غيابي عن الدقائق الخمس وعدت لأفاجأ بالكلبش مربوط في اطار سيارتي.
لم يغضبني الإجراء لانني أتحمل بالفعل مسئولية ترك سيارتي في مكان مخالف غير مسموح بالانتظار فيه.
وانتظرت عودة ونش المرور لسداد قيمة المخالفة وتحرير سيارتي، ولكن طال الانتظار ومرت الدقائق طويلة مملة ، وعلمت من أحد العاملين بالمطعم ان الونش يتأخر أحيانا لمدة تتجاوز الساعة.

وجلست في سيارتي انتظر صاحب السعادة ونش المرور، وطال الانتظار دون أن يأتي واكتشفت ان الكلبش أجبرني على تعطيل الحركة المرورية لمدة ساعة كاملة بعد أن كانت خمس دقائق فقط.

يجب اعادة النظر في استخدام الكلبش كعقوبة على السيارات المخالفة لانها عقوبة غير عملية ولا تحل المشكلة بل تساعد على تعطيل الحركة المرورية.
من الممكن الاكتفاء بالغرامة المالية أو حتى تغليظها لردع المخالفين والغاء عقوبة الكلبش نهائيا من قانون المرور باعتبارها عقوبة من الماضي لا تليق بنا وبمصر الجديدة التي يجب أن تكون دولة حديثة ومتطورة في كل المجالات وأولها المرور الذي يعتبر المرآة الصادقة التي يرى فيها الزائرون الصورة الحقيقية للدولة المصرية وتتشكل بناءا عليها انطباعاتهم عنا.
وبالتأكيد لايرغب أحد ان تكون الصورة الذهنية عن مصر سيارات مقيدة في الأرض بكلبش حديدي.