رأى

«إسكندرية ليه»

مايسة عبد الجليل
مايسة عبد الجليل

مايسة عبد الجليل

تزامن وقوع زلزال سوريا وتركيا مع هبوط رصيف كورنيش سيدى بشر بالأسكندرية بطول 20 مترا وارتفاع الأمواج حتى 6 أمتار مع رياح عاتية مما أثار الذعر وأطلق العنان للشائعات والسيناريوهات المرعبة مخافة تسونامى محتمل  وهنا تدخلت الأرصاد الجوية لتعلن أن  لا علاقة بين الحالتين إنما هى عوامل جوية مصاحبة لنوة الكرم المتعارف عليها وهو ماتم الإعلان عنه قبل الزلزال بيومين.


كما تم الإعلان أن هبوط رصيف الكورنيش إنما  حدث نتيجة عوامل النحر بفعل  ارتفاع الأمواج وتآكل التربة الأسمنتية وعوامل التعرية وسحب الرمال أسفل الرصيف  وهو أمر يحدث كل شتاء على امتداد السواحل المصرية من رفح إلى مطروح.


وهكذا أغلق الموضوع بسد فجوات الكورنيش ببعض من الأحجار والكتل الخرسانية وكان الله بالسر عليما.. وسواء  كان الهبوط  لأسباب  وعوامل  جوية ونحر كما قالوا أو فساد محليات أخلت بمواصفات رصف الكورنيش كإتهامات البعض أو بفعل الزلزال إلا أن ماحدث هو بالتأكيد إنذار مبكر يدق أجراس الخطر ويدعوإلى المزيد من الجهد  لحماية وإنقاذ مدينة الأسكندرية حيث إنها من أكثر المدن تعرضا لأخطار تغير المناخ كما أعلن عن ذلك خلال قمة المناخ الأخيرة ومعها كذلك بعض مدن الدلتا المهددة بالاختفاء نتيجة زحف المياه على اليابسة... وصحيح أن الدولة ممثلة فى وزارة الموارد المائية والرى أطلقت مشروعا لحماية شواطىء الأسكندرية بتكلفة مليار و340 مليون جنيه وشمل 6 مشروعات للأماكن الأثرية والأكثر تعرضا للخطر لتدعيم حواجز الأمواج وترميم الشواطىء وصيانتها إلا أنه  بما حدث مؤخرا من تغيرات وتقلبات مناخية سريعة ومخيفة  يتطلب الإسراع فى تنفيذ تلك المشروعات وإيقاف تراجع خط الشاطىء وحماية مدينة هى الأعظم حضارة وتاريخا فى صدر العالم ووجدان كل المصريين وحمدا لله أن ماحدث هو مجرد إنذار وبروفة «فشنك « لتحثنا فقط على سرعة التحرك.