سطور جريئة

جيل جديد من المعلمين

 رفعت فياض
رفعت فياض

أتابع منذ العام الماضى النهج الذى أخذته الدولة فى تنفيذ مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتعيين 150 ألف معلم على مدار الخمس سنوات القادمة لسد العجز الخطير من المدرسين بمدارسنا حاليا والذى يزيد على 350 ألف مدرس بعد أن كنا قد أوقفنا تعيين مدرسين جدد منذ ما يزيد على 20 سنة بنظام التكليف المتبع قبل ذلك لخريجى كليات التربية سواء من يصلح منهم للتدريس أم لا يصلح.

واليوم يتم الإعلان عن البدء فى إجراءات تعيين 30 ألف معلم كدفعة ثانية بدءا من يوم 13 فبراير الحالى على مستوى جميع المحافظات لسد العجز الموجود فى مراحل التعليم الأولى من المرحلة الابتدائية حتى الصف الثالث الإبتدائى وهى أهم وأخطر مرحلة فى بناء شخصية الطفل وتشكيل وجدانه بشكل صحيح وفيها يتم غرس القيم والمبادئ والمثل الجيدة فى شخصية هذا الطفل الذى يكون فى مراحل البناء الأولى من حياته، وطبعا لن يقوم بذلك إلا مدرس كفء مؤهل لهذه المرحلة وقادر على تنفيذ هذه المهمة علميا وتربويا.

لذلك أثمن طريقة اختيار هذه الدفعات للقيام بهذه المهمة وقياس مدى قدرة المتقدم على التعليم والتربية أيضا مع ضمان سلامة ملفه الشخصى الخالى من أى سوء، بالإضافة إلى الكشف الطبى وتحليل المخدرات لأن الهدف أن نكون جيلا جديدا من المعلمين قادر على أن يعيد الإيمان لدى الطلاب بقول الشاعر «قم للمعلم وفه التبجيلا..

كاد المعلم أن يكون رسولا» خاصة بعد أن شاخ معظم المعلمين فى مدارسهم الآن، وضعفت العلاقة بين المدرس والطالب، وتفرغ الجزء الأكبر منهم للدروس الخصوصية، وهجر معظمهم المدرسة من أجل هذه الدروس، وتحولت معظم مدارسنا خاصة فى المرحلة الثانوية إلى مبان خاوية على عروشها، ولذلك نأمل أن نكون جيلا من المعلمين يعيدنا إلى جيل الزمن الجميل الذى كنا بالفعل نضع فىه معلمينا فى المكانة التى يستحقونها نظرا للدور التربوى والأبوى الذى كانوا يقومون به من أجل تعليمنا بشكل حقيقى وبناء شخصيتنا بشكل سليم.

وأتذكر وأنا أتابع هذه التجربة فى اختيار المعلمين الجدد الحوار الذى دار بينى وبين وزيرة التعليم فى فنلندا أثناء زيارتى الثانية لها منذ عدة سنوات وهى الدولة التى تتربع فى مصاف أولى دول العالم فى التعليم طبقا لتقرير الأمم المتحدة عندما أكدت لى وزيرة التعليم فى فنلندا أن اختيار المعلمين عندنا يتم دائما بمسابقة قومية ونشترط فيها أن يكون المتقدم حاصلا على الماجستير فى التخصص التربوى ونختار منهم ما يقرب من 25% الأكفأ كل عام للعمل كمعلمين بمدارسنا لأننا سنستثمر فى البشر ونريد بناء جيل متميز من أبنائنا ولن يقوم بذلك سوى معلمين أكفاء بشكل حقيقى يطبقون دورهم التربوى والأكاديمى بشكل صحيح مع أبنائهم فى المدارس.