إنهــا مصـــــــر

الإلحاد والتطرف والمثلية!

كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر

 كانت الدُنيا غير الدُنيا والناس غير الناس، والأخلاق فى حدها الأدنى تتضمن سلوكيات لا يُمكن انتهاكها، و«كنا» فى مصر نزهو بأخلاق القرية والشهامة والمروءة ونجدة المحتاج ونصرة الحق والعادات الأُسرية المتوازنة.

 « كنا».. ولم يكن أحد يسب ويقذف وينتهك سمعة الناس، او يتناول الشأن المصرى والأحوال المُجتمعية والأُسرية إلا فى حدود الاحترام، ولكن فى زمن الإنترنت وسوشايال ميديا اُنتهكت كل المُحرمات بسبب الانتشار والتريند، واللعب على أحبال الإثارة والبحث عن مُتابعين.

  زادت جرائم الابتزاز الإلكترونى وأسقطت ضحايا، ليس البنات المُنتحرات فقط، ولكن على مستوى الأزواج والزوجات ونشر الفضائح والتشهير، ولا يخلو مُجتمع خارجى منها، ولكنهم ينشرون هُناك على استحياء.

 وفى مصر يتم التضخيم وكأننا نعوم فوق بُحيرة فضائحية، دون مراعاة لاعتبارات حفظ سُمعة الأسر والعائلات والروابط الاجتماعية والقواعد الأخلاقية.
 كأس سيذوقه الجميع، إذا لم يتم إفراغه من السموم، وحرب وقودها الملوثات، ودُنيا جديدة اختلطت فيها الثقافات الحسنة الرديئة بالرذيلة، دون إدراك الخيط الرفيع بين الحُرية والاغتيال.

 وتسلطت على مجتمعاتنا وشبابنا آفة سوشيال ميديا بمساوئها واضرارها، ويصر صانعوها فى الغرب على تصدير «مثلث الرعب» فى محتواها، ويتمثل فى الالحاد والتطرف والمثلية.

  تطبيق معين لا أريد ذكر اسمه، تخصص فى بث فيديوهات قصيرة، تحرض الناس على الغضب والتمرد، بجانب اشكال متعددة للالحاد وانكار وإهانة الاديان والشرائع السماوية والعياذ بالله، بهدف تأهيل شباب عدمى وملحد يكره دينه وبلده ويثير الفتن الدينية بين الناس.

 منصة اخرى مخصصة للاطفال والكرتون ويحبها الصغار والكبار، قررت ان تنتج ٥٠٪ من اعمالها على الاقل عن المثلية، خصوصا الكارتون وشخصياتها البطولية والمحببة، لتطبع النشء فى سن مبكرة على الصداقة البريئة بين المثليين والشذوذ.

  وفى امريكا مختلفون، فالرئيس الحالى بايدن يؤيد المثليين والاعتراف بحقوقهم، والرئيس السابق ترامب يهاجمهم ويندد بأفعالهمً، وتكتلات كبيرة فى اوروبا تعتبر نشر المثلية قضيتها المفضلة .

 ومواقع وكتائب اليكترونية اخرى تبث الكراهية والتطرف وتمهد الطريق للارهاب، لأن من يدوس على الزناد ويطلق رصاصة او من يفجر سيارة مفخخة، يكون عقله محشوا بالافكار المتطرفة .

  الاديان تحض على المحبة وتدين الكراهية، ورسولنا الكريم بُعث ليتمم مكارم الاخلاق، ولم تكن الاديان ابدا لشقاء الشعوب والقتل والترويع والفتن .
  وماذا نحن فاعلون ؟

  مسئولية المجتمع كله ليعبىء قواه الناعمة والخشنة لمواجهة الخطر، ولا تظنوا انه بعيد عنا فقد اقتحمت سوشيال ميديا بيوتنا، وترقد فى الفراش مع اولادنا، ولاتفارقهم الموبايلات والشاشات والكمبيوتر، ويظن بعض الآباء انهم يسلحونهم بأشياء تنفعهم، حتى يحدث مالا يحمد عقباه .

  لا تلقوا باللائمة على احد فالجميع شركاء: بالوعى والضوابط والقانون، لحماية الحاضر والمستقبل من غزو يهدم القيم الدينية والاخلاقية، وتكنولوجيا جديدة تمضى بنا كالقطار السريع .. الى المجهول اذا لم نواجهه .