كيف تؤثر الأورام الليفية على الحمل ومتى يتم استئصالها؟ «استشاري» يجيب

الأورام الليفية
الأورام الليفية

الأورام الليفية،من المشاكل الصحية التي تواجه عدد من النساء سواء المتزوجات أو غيرهن، لكن غالبا لم يتم الاكتشاف إلا مؤخرا مما يزيد الأمر سوءا.. في السطور التالية يوضح د. محمود حسام زعتر، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم بالمركز القومي للبحوث، كل ما يتعلق بالأورام الليفية طرق اكتشافها وعلاجها. 

 

يقول د. محمود ، أن الأورام الليفية هي أورام تتكون في منطقة جدار الرحم أو تقترب من بطانته الداخلية أو في الكبسولة الخارجية للرحم، وتنتج هذه الأورام بسبب نشاط أو نمو خلوى زائد تحت تأثير الإفراز المستمر لهرمون الأستروجين من المبيض أو يكون نتيجة للعامل الوراثي، ومن الأسباب التي تزيد أيضا من نسب الإصابة بها هو تقدم سن الزواج، والتي يترتب عليها تأخر في فترات الحمل والإنجاب والرضاعة، وذلك لأن هذه الفترات الطبيعية تجعل نسيج الرحم يأخذ قسط من الراحة من إفراز هرمون الأستروجين الذي يتسبب في حدوث الدورة الشهرية، ويكون هرمون الحمل وهرمون الحليب هما المسيطرين في هذه الفترات. 

وأشار إلى أن موقع وحجم وأعداد الأورام الليفية الموجودة بالرحم يمكن تؤثر على الحمل والجنين، فعلى سبيل المثال إذا كان الورم مقترب جدا من جدار الرحم فيمكن أن يتسبب في منع زرع البويضة الملقحة في الرحم خاصة إذا كان في أعلى البطانة، وفي حالة كبر حجم الورم ولكنه لم يصل لجدار الحمل فيمكن حدوث الحمل بشكل طبيعي لكن مع تقدم أشهر الحمل قد يؤدي إلى إجهاض مبكر، لذا فالعلامات السابق ذكرها تلعب دورا في عدم حدوث حمل من الأساس أو حدوث حمل وإجهاض. 


وأكد الطبيب أن من أهم الأمور التي تحد من خطر ومضاعفات الأورام الليفية هو الاكتشاف المبكر، وعلى النساء ملاحظة بعض العلامات التي تنذر بذلك، مثل زيادة أيام الدورة الشهرية عن المعتاد مع زيادة النزيف، وأيضا وجود ألم بنسبة أكبر، هنا يجب الكشف فورا بالموجات الصوتية لإيجاد حلول أسرع إذا اكتشف الأمر مبكرا. 


وإذا كانت الأحجام صغيرة فيتم متابعتها وملاحظة مدى سرعة نموها لأنه يمكن لبعض الحالات التي يكون نموها بطي وبالتزامن مع اقتراب مرحلة انقطاع الطمث فلا يصح إجراء أي تدخل معها، أنما إذا كانت تنمو بشكل كبير في مرحلة عمرية صغيرة فيتم استئصال هذه الأورام قبل أن تتوغل في الرحم والمحافظة عليه قبل حدوث الحمل المستقبلي، وفي الحالات الأخرى التي يكون فيها الأعداد قليلة جدا فيتم استخدام بعض العلاجات التي تهدأ من سرعة ونمو هذه الأورام حتى يحدث الزواج والحمل وتختفي من تلقاء نفسها نتيجة وقف إفراز هرمون الأستروجين. 

وفي حالة كبر أحجام الأورام الليفية بشكل يعوق عمل الرحم فلا يوجد بديل غير استئصال الرحمي للسيدات التي اكملت عائلتها ولم تستطيع الإنجاب ثانية. 

وأكد أن الورم إذا تم استئصاله بالكبسولة الخارجية لم يظهر مجددا، إلا أنه تكون هناك فرصة لظهوره في مناطق أخرى بالرحم لكنه بنسبة ضئيلة، مع ضرورة المتابعة المستمرة دوما للاكتشاف المبكر إذا حدث الأمر مجددا لا قدر الله.