«معركة الإسماعيلية 1952».. ملحمة تاريخية جسدتها الشرطة المصرية 

معركة الإسماعيلية 1952
معركة الإسماعيلية 1952

تحتفل الشرطة في الـ 25 من يناير كل عام بذكرى عيد الشرطة حيث تحل الذكرى الـ71 لمعركة الإسماعيلية 1952 والتي ضربت مثالًا رائعًا على تكاتف الشعب مع الشرطة لمقاومة الاحتلال الإنجليزي.


ويعد «عيد الشرطة» تخليدًا لذكرى معركة الإسماعيلية 1952، التي راح ضحيتها نحو 50 شهيدًا و80 جريحًا من رجال الشرطة لرفضهم تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية للبريطانيين رغم قلة أعدادهم وضعف أسلحتهم فسقط العديد من الشهداء ومئات الجرحى.

معركة الإسماعيلية
وكان سبب المعركة أن حالة التوتر بين مصر وبريطانيا وصلت إلى الذروة عقب زيادة أعمال التخريب والأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القناة بالتزامن مع ترك أكثر من 91 ألف عامل مصرى معسكرات البريطانيين للمساهمة في حركة الكفاح الوطنى وتم إلغاء معاهدة 1936‏‏ التي فرضت على مصر الدفاع عن مصالح بريطانيا.

وفى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 استدعى القائد البريطاني بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام»، ضابط الاتصال المصري وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية وترحل عن مبنى المحافظة ومنطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة بعد أن أدرك البريطانيون أن الفدائيين يعملون تحت حماية الشرطة‏ لذا خطط الاحتلال لتفريغ مدن القناة من قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الاستفراد بالمدنيين وتجريدهم من أي غطاء أمني‏.

ورفضت قوات الشرطة المصرية الإنذار البريطاني وابلغته إلى فؤاد سراج الدين وزير الداخلية في هذا الوقت والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام ليشتد غضب القائد البريطاني في القناة ويأمر قواته بمحاصرة قوات شرطة الإسماعيلية وإطلاق نيران مدافعهم بطريقة وحشية لأكثر من 6 ساعات، في الوقت التي لم تكن قوات الشرطة المصرية مسلحة إلا ببنادق قديمة الصنع.

حاصر أكثر من 7 آلاف جندى بريطانى مبنى محافظة الإسماعيلية والثكنات التي كان يدافع عنهما 850 جنديًا فقط مما جعلها معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة التي دافعت ببسالة عن أرضها بقيادة الضابط مصطفى رفعت حتى سقط منهم 50 شهيدًا والعديد من الجرحى الذين رفض العدو إسعافهم ولم يكتف البريطانيون بالقتل والجرح والأسر بل قاموا بهدم قرى مسالمة تابعة للمحافظة لاعتقادهم أنها مقر يتخفى خلاله الفدائيون.

اقرأ أيضًا | من معركة الإسماعيلية حتى الآن .. عاش نضال الأبطال

ولم يستطع الجنرال اكسهام أن يخفي إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.

وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال اكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم.

وانتشرت أخبار المعركة في مصر كلها، واستقبل المصريون تلك الأنباء بالغضب والسخط، وخرجت المظاهرات العارمة في القاهرة واشترك جنود الشرطة مع طلاب الجامعة في مظاهراتهم في صباح السبت 26 من يناير 1952.

وانطلقت المظاهرات تشق شوارع القاهرة التي امتلأت بالجماهير الغاضبة حتى غصت الشوارع بالجماهير الذين راحوا ينادون بحمل السلاح ومحاربة الإنجليز وكانت معركة الإسماعيلية الشرارة التي غيرت التاريخ.

المصدر.. مركز معلومات أخبار اليوم