نقطة نظام

«موسم» الهروب إلى مصر

مديحة عزب
مديحة عزب

هل يمكن أن تنتقل مصانع فى كبريات العواصم الأوروبية إلى مصر؟..

حلم ولكن بفضل الله لم يعد صعبا المنال بعد أن تسببت الحرب الروسية الأوكرانية فى وقف إمدادات الطاقة إلى أوروبا وأدى ذلك لتوقف الكثير من المصانع وتسريح عمالتها وبالذات فى سلوفاكيا والتى تعد الأكثر تضررا يليها فرنسا وألمانيا والنمسا، وصارت الصحف هناك تسخر من دعوات العودة إلى تشغيل المصانع بالفحم، وصارت العناوين بها كالتالى «روسيا تشن حرب الغاز على أوروبا»..

«صناعة الزجاج فى أوروبا فى خطر بسبب أزمة الغاز الروسى».. «هربا من صقيع أوروبا قريبا موسم الهجرة إلى الجنوب».. «أوروبا تعيش أسوأ أيامها».. «الغاز الروسى ينقطع مجددا»..

«شبح الإغلاق يطارد مصانع أوروبا تحت ضغط ارتفاع التكاليف».. «أزمة الطاقة تهدد قطاع صناعة المعادن فى القارة العجوز».. «أكبر مجمع كيماويات فى العالم يواجه شبح الإغلاق بسبب توقف الغاز الروسى»..

هنا بدأت أصوات عاقلة فى مصر وأوروبا تطرح السؤال فى آن واحد «ما هى آليات جذب الاستثمار الأوروبى لمصر تزامنا مع استمرار الحرب الدائرة الآن»..

فأوروبا لديها المصانع ورأس المال ونحن لدينا الطاقة والأيدى العاملة، والمصنع الذى أغلق فى سلوفاكيا يمكن أن يعاد تشغيله فى الجيزة أو العلمين الجديدة والمصنع الذى يغلق فى فرنسا أو ألمانيا أو النمسا يمكن أن يعاد فتحه فى المنصورة الجديدة أو دمياط الجديدة.. والموظفون موجودون والعمالة موجودة والطاقة سواء كهرباء أو غازا أو بنزينا أو سولارا أو حتى فحما كله موجود بفضل الله.. نوع جديد من جذب الاستثمار الأجنبى للصناعات المعطلة فى أوروبا بسبب الأزمة سيتم بمشيئة الله توطينها فى مصر وستقوم مصر بإلغاء عوائق الروتين والبيروقراطية وستقدم التسهيلات اللازمة.. ويبقى السؤال هل يمكن أن يتحقق هذا على أرض مصر أم ستقف أمامه الأصوات المعارضة هناك والتى تتحكم فيها بدرجة كبيرة كتلة الإسلام السياسى المعادى لنا على أساس أن أزمة الطاقة الحالية فى أوروبا مجرد «أزمة وحتعدى» وأن الطاقة سرعان ما ستنتظم وستتدفق على أوروبا من جديد، بينما فى الحقيقة أن الطاقة يستحيل أن تنتظم فى أوروبا قبل عامين على أقل تقدير..

وإذا كانت هذه الافتراضية تدعونا إلى التفاؤل فى عز أزمتنا الاقتصادية فإنه من دواعى التفاؤل المزدوج أن تتحول مصر فى الشهور الأخيرة إلى قبلة السياحة الروسية فى العالم وذلك بعد أن قامت دول أوروبا بحظر منح تأشيرات السياحة للمواطنين الروس وبالتالى منع دخولهم إلى جميع دول الاتحاد الأوروبى على افتراض أن هذا المنع سوف يدفع الشعب الروسى للثورة على بوتين.. وبالفعل تحولت الغردقة وشرم الشيخ إلى أهم مقصد سياحى للروس ولجميع شعوب الاتحاد السوفيتى السابق وصارت فنادقنا هذا الشتاء بحمد الله بعيدا عن الأمنيات والخيال العلمى كاملة العدد..

وجاءت الحرب لتنعش ما قامت مصر بالتخطيط له من قبل الحرب بهدف جذب المزيد من السياحة سواء الشرقية أو الغربية قامت بتقديم عروض وفرص أمام السائح الغربى والشرقى على السواء وبالذات الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة، أما سياحة الروس وجيرانهم فلأن أبواب أوروبا أغلقت أمامهم وأما موطنو أوروبا فلكى يستمتعوا بالشمس الساطعة وجو مصر الدافئ.. وبحمد الله نحن كدولة حرة لا يستطيع أحد أن يملى علينا أوامره بعد استقبال هؤلاء أو هؤلاء.. حفظ الله مصرعلى الدوام..

فضفضة

«تغسلى المواعين وتملى القزايز محدش يشوفك، تغسلى البوتاجاز وتشطبى المطبخ محدش يشوفك، تروقى وتكنسى محدش يشوفك، تغسلى الغسيل وتنشريه وتلميه وتطبقيه محدش يشوفك، تحمّى العيال وتغيرى لهم وتسرحى لهم ويبقوا فلة محدش يشوفك، تودى مدارس ودروس وتعملى الواجب معاهم وتذاكرى لهم محدش يشوفك ، تيجى تقعدى وترتاحى وتمسكى الموبايل شوية جوزك وأهلك والجيران والقاهرة وضواحيها والمقيمين خارجها مع مراعاة فروق التوقيت وأمة لا إله إلا الله يشوفوكى ويقولوا لك سيبى الزفت ده من إيدك شوية»..

مجرد فضفضة على الفيس من واحدة طقت من جنابها..
ما قل ودل:

كان لازم أهرب من لسعة الشوربة الأولى لكن أنا شمرت ونطيت فى الحلة..