حازم نصر يكتب ..الثقافة المصرية ومعركة الوعي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحت هذا العنوان دار الحوار في الصالون الثقافي لنادي جزيرة الورد بالمنصورة ..الكاتب والمؤرخ حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق كان ضيف الصالون .

عدد كبير من الوزراء ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وأساتذتها ونخبة من الشخصيات العامة  وأعضاء النادي وأبناء محافظة الدقهلية احتشدوا بالقاعة الخضراء بالنادي بدعوة من رئيس النادي النائب طارق عبد الهادي عضو مجلس الشيوخ ورئيس مجلس إدارة النادي .

الوزير النمنم تناول في حديثه العمق الحضاري لمصر ودور الثقافة المصرية في مواجهة المؤامرة على العقل المصري وكذا في معركة الوعي حيث يتحتم مواجهة كل ما يتم بثه من شائعات وأكاذيب ومحاولات تغييب العقل بجانب اليقظة والحرص على حماية وتحصين عقول براعم و شباب الوطن من قبل كل المؤسسات المنوط بها القيام بهذا الدور الحيوي سواء المؤسسات الثقافية والتعليمية والإعلامية وغيرها من مؤسسات المجتمع بجانب دور الأسرة .

لا شك أن أبناء مصر لديهم وعي عميق بقضايا الوطن وهذا  ما سيدفعهم لدعم  جهود كل أجهزة الدولة للتغلب على الصعوبات والأزمة الاقتصادية  الراهنة  تلك الأزمة الناجمة في الكثير من جوانبها عن أحداث عالمية لا دخل لنا بها وفي مقدمتها الحرب الروسية الأوكرانية .

مصر دولة وطنية قوية وشعب  حريص على هذا البلد لذا فنحن نمتلك القدرة على تخطي كل الأزمات وليس  الأزمة الاقتصادية فقط .

استرجع النمنم  ما حدث  في مصر عقب نكسة يونيو عام 1967 عندما تصور الكثيرون أن  هذا الشعب انتهى إلى الأبد .. لكن هذا لم يحدث  وظل الشعب  صامدا  لذا فهو قادر على الصمود ومواجهة أي أزمة مهما كانت كبيرة ومستحكمة  لكن هناك ثقة في القدرة على تجاوزها .

واستطرد النمنم :

 عندما أسمع وزير التموين يخبرنا أن لدينا مخزون من القمح يكفينا من 6  إلى 7 أشهر  أرى  أن ذلك رقم ليس قليل وهذا ما يدعونا لعدم القلق .. لكن لا بد إن من الاستعداد  في مواجهة الأزمة لكن بلا خوف وأن تكون ثقتنا بنفسنا أكبر مما يحدث على بعض مواقع السوشيال ميديا و في بعض المواقع الإعلامية وبعض القنوات الفضائية  وبعضها قد يكون مقصود عن عمد أو  بغير وعى لإثارة  الفزع عند الناس .

لا ينسى الكثيرون تلك الدراسة التي صدرت عقب كورونا والتي تنبأ فيها أستاذ كندي  بأنه من المتوقع  أن تحصد كورونا في عامها الأول أرواح 800 ألف مصري زاعما أن مصر ليس بها أدوية أو مستشفيات  .. لكن ما حدث على أرض الواقع أن الدولة المصرية نجحت في التعامل مع الجائحة وانتهت الأزمة ولم نفقد سوى أقل من 1 % من هذا الزعم وأثبتت مصر أن لديها منظومة صحية عصرية أفضل بكثير مما صورها البعض بل كانت أقوى من منظومات صحية لدول أوربية كبرى  .

الوزير أكد أن الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها العالم سوف تتزايد حدتها وليس هناك مؤشرات على أنها ستنتهي قريبا  ومصر في قلب هذه الأزمة  وهو ما يحتم استمرار أجهزة الدولة في اتخاذ كافة الإجراءات لمواجهتها والشعب أيضا مطالب أيضا  باتخاذ خطوات والاستعداد لتلك المواجهة .

الحرب الروسية الأوكرانية رسخت لمفهوم الدولة الوطنية ومؤسسات الدولة الوطنية وأنها الملاذ  والمنقذ وليست العولمة .

تعليقات وتساؤلات هامه طرحها الحضور لعل من أهمها مداخلات الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم و التعليم الفني الأسبق  والمهندس محمد عبد العظيم مؤسس ورئيس مؤسسة تطوير الدقهلية وعدد من أعضاء المؤسسة والدكتور السعيد عبد الهادي رئيس جامعة حورس والدكتورة أمينة شلبي مقرر المجلس القومي للمرأة وناصر شعبان وكيل وزارة التربية والتعليم  والشيخ طه زيادة وكيل وزارة الأوقاف الأسبق وعدد من العمداء  وأساتذة الجامعات ورواد النادي ..وعقب انتهاء فعاليات اللقاء التف عدد من الحضور حول الوزير ليستكملوا معه الحوار .

وقبل أن يغادر الوزير حلمي النمنم المنصورة حرص على زيارة عالم مصر الكبير الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى بالشرق الأوسط وعضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية حيث دار حوار حول عدد من القضايا الثقافية والفكرية وقضايا التعليم  وشهد جانبا من هذا الحوار أستاذ أمراض الكبد الشهير  الدكتور جمال شيحه مؤسس ورئيس جمعية أمراض الكبد ورئيس لجنة التعليم السابق بمجلس النواب ..حيث توافقوا على أهمية التعليم والبحث العلمي باعتبارهما حجر الزاوية في تحقيق النهضة المأمولة حيث يمنحان الدولة المصرية قوتها الناعمة وقوتها الخشنة إذا لزم الأمر .