بدون تردد

زراعة الأمل

محمد بركات
محمد بركات

من المهم أن ننتبه جميعا إلى حقيقة ثابتة ومؤكدة، اتفقت عليها كل الرؤى والاجتهادات المتخصصة فى بحث ومتابعة المتغيرات والتطورات، التى تطرأ على الدول والشعوب خلال مراحل التحولات الاجتماعىة والسياسية الجسيمة والحادة، التى تمر بها خلال مسيرتها الوطنية للتنمية والتطوير والتحديث ،...،

على نفس النسق وذات الحال الذى تمر به بلادنا الآن، فى سعيها الجاد للنهوض والتنمية وتغيير الواقع وإحداث نقلة نوعية إلى المستقبل الأفضل.

هذه الحقيقة تشير إلى وجود دور فاعل ونشط للعامل النفسى لهذه المجتمعات وتلك الشعوب، يتأثر ويؤثر بالسلب أو الإيجاب على مسيرتها وسعيها لتحقيق ما تهدف إليه وتعمل للوصول له.

من أجل ذلك تعمل هذه الدول والشعوب فى مثل هذه الظروف التى نمر بها نحن الآن، على تنشيط وتقوية الجهاز المناعى للدولة، والتركيز على الأسباب والدوافع والأفكار الداعمة للمعنويات العامة للمواطنين، ورفع حالة الوعى الجمعى المقاوم لدعاوى الإحباط واليأس لدى أفراد الشعب.

تلك قضية بالغة الأهمية يجب أن تكون واضحة فى أذهاننا الآن بأكبر قدر من الوضوح، خاصة أننا نمر بمرحلة بالغة الحساسية والأهمية من مراحل النمو والتقدم والبناء، فى إطار محاولتنا الجادة وسعينا الهادف لتجاوز الواقع الذى نحن فيه على المستوى الاقتصادى، فى ظل الأزمة الاقتصادية الإقليمية والدولية الحالية التى انعكست آثارها علينا وعلى كل الدول.

وفى ذلك لابد أن ندرك ونثق أن التحديات التى نواجهها على المستوى الاقتصادي، فى ظل الأزمة العالمية الحالية رغم ثقلها وضخامتها، لن تكون أكبر من قدرة الشعب المصرى على الإطلاق، وأننا قادرون بإذن الله على التغلب عليها بالعمل الجاد والجهد الصادق والأمين، وبالإصرار على النجاح والثقة بالله وبالنفس.

ولكن هذا يتطلب منا جميعا عدم السماح للإحباط أو اليأس، للتسلل إلى نفوسنا بأى صورة من الصور، وعلينا زرع الأمل فى نفوس كل الناس، وأن نؤمن بقدرتنا على تجاوز كل الصعاب والعقبات، وتحقيق ما نسعى إليه بقوة إرادتنا والوقوف معا صفا واحدا وعلى قلب رجل واحد واثقين من أن الله معنا يشد أزرنا طالما صدقت النوايا وصلح العمل.