مؤتمر التحالف الوطنى للعمل الأهلي والتنموي ، هو الأول بالفعل فى أشياء كثيرة ومتعددة، غير مفاهيم العمل المجتمعي الوطنى، وليس الفردى أو الشخصى، أكد أن العمل المجتمعى يهدف إلى خدمة المجتمع، وليس مصلحة القائم بالعمل، وأعاد المفهوم الحقيقى لثقافة العمل المجتمعى، بعد أن أوشك البعض على فقد الثقة فى هذا النشاط، بل أثبت أن العمل الوطنى يستطيع أن يحقق ما لم تستطع الحكومات تحقيقه.
أما المؤتمر نفسه فقد انعقد فى توقيت بالغ الدقة والتعقيد ليس فى مصر ولكن فى معظم دول العالم، المؤتمر نتاج فكر جديد قائم على العلم وتجميع الجهود والإمكانيات لكى يساير العصر وتحدياته، عصر الكيانات الضخمة والعملاقة القائم على تشجيع وتنمية كل المشروعات الصغيرة والمتوسطة بل والمتناهية فى الصغر حتى تنمو وتكبر وتحقق إنتاجاً بالملايين، والمليارات من الجنيهات ترسخ مفهوم العمل المجتمعى فى تفكير البعض أنه مجرد جمع تبرعات وتوزيع جنيهات معدودات على الفقراء والمعدمين لكى توفر لهم طعام يوم أو بعض يوم مع استمرارهم فى دائرة الفقر!
مؤتمر التحالف الوطنى غير هذا المفهوم تماماً واقتحم عالم الكيانات الكبرى لمواجهة التحديات الاقتصادية لتحقيق أقصى ما يمكن من إنتاج وخدمات بجودة عالية بأسعار اقتصادية وتوفير فرص عمل منتجة للآلاف، بل الملايين من أبناء الشعب.
أصبح العمل المجتمعى عملاً مؤسسياً يقوم على استخدام أحدث النظم العلمية والتكنولوجية الحديثة لتنفيذ جميع المشروعات التى يقوم بإنشائها.
المؤتمر الأول للتحالف الوطنى قدم لنا أدلة النجاح والتفوق فى بداية مسيرته ومنها مشروعات الإنتاج الحيوانى الضخمة عالية الإنتاج وتدار بأحدث الأساليب العلمية، شاهدنا مشروعات الإنتاج الزراعى الحديثة التى استوعبتها المرأة والرجل فى صعيد مصر بنجاح كبير جدا وتوفر كل ما يحتاجه المواطن بأسعار معقولة، القوافل الطبية والمراكز الصحية والمستشفيات الكبرى التى أنشأها التحالف، مشروعات الرعاية الاجتماعية والتعليمية والثقافية فى كل محافظات مصر، بالتنسيق مع الحكومة وفق منظومة إدارية رائعة، ومتابعة أكثر دقة من المجتمع المصرى.
