النصاب والضحية.. علامة تعجب!

أيمن فاروق
أيمن فاروق

..مؤخرًا أصبحنا نسمع عن جرائم النصب بأشكال مختلفة، ابتكر النصاب حيلا وطرقا متعددة للنصب، كما تقول القاعدة إن النصاب أو المحتال دائما يلعب على فكرة الطمع لدى ضحيته، يدفع ضحيته لأن يطمئن قلبه، لابد أن يلمح في عين «المنصوب عليه» لمعة الإغراء وشرود ذهنه لما يخطط له المحتال المحترف، إن لم ير تلك اللمعة أو يسمع نبرة صوت متلهفة واشتياق لدى الضحية فإن النصاب يشعر بعدم الأمان وأن الضحية لم يثق في كلامه، وشاهدنا مؤخرًا الكثير من النصابين وكل يوم توافينا وزارة الداخلية بأخبار وبيانات عن ضبط مستريح جديد وسقوط نصاب محترف، قد يكون عبر الإنترنت والعالم الافتراضي من مواقع التواصل الاجتماعي أو العالم الحقيقي الذي نعيش فيه، وفي النهاية يكون هدف النصاب هو الثراء وتعددت طرق النصب والهدف واحد ألا وهو حصوله على المال، لذلك لابد على الشخص الذي يتعرض لموقف سوف يتعرض فيه لدفع أموال إلى جهة أو شخص غير مسئول لابد أن يتفحص ويتمحص كثيرًا ويرتدي ثوب «المفتش كرومبو» حتى لا يأتي عليه وقت ويندم، والأمثلة والتجارب أكثر.
جرائم النصب كثيرة منها يكون تحت ستار توظيف الأموال، وأشهرها مستريح أسوان مؤخرًا، ومستريحة المنوفية وبني سويف، وأخرى تكون على الانترنت بالحصول على بيانات خاصة بالضحية أو بيانات «فيزا» البنك، أو يلعب النصاب دور متعدد العلاقات وصاحب السطوة والكلمة العليا في قدرته على التعيين بالهيئات والمؤسسات الحكومية، وهناك من النصابين من ينتحل صفة مسئول مهم ، لإيهام الضحايا بقدرته على إنجاز الأعمال وتحقيق الأرباح والتوظيف في الحكومة، ورغم تعدد النماذج بصفة يومية إلا أننا نجد ضحايا جدد، وهنا لابد أن نضع علامة استفهام وتعجب؟!، ما هو السر وراء سقوط هؤلاء ضحايا الطمع دون أن يستفيدوا من تجارب الآخرين؟
النصاب أو المحتال دائما يطور نفسه مع التطور التكنولوجي، وأيضا أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار تلك الجرائم، وسرعة الوصول للضحايا، والحصول على بياناتهم الشخصية، لهذا لابد من وجود تعديلات تشريعية تجرم كافة أعمال النصب المستحدثة بل وتردع هؤلاء النصابين بتشديد العقاب، وإن كنت اميل إلى تطبيق جزء من العقاب على الضحية لأن عليه عامل كبير في انتشار مثل هذه الجريمة، بطمعه وحبه للمال الكثير دون تعب أو جهد، وزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة، يبذلون جهدًا كبيرًا في التصدي لمثل هذه الجرائم، ويضبطون بشكل متواصل الكثير من المحتالين والنصابين ولكن على المواطن أيضا دور أكبر في عدم السقوط بسهولة في مصيدة شخص يتلاعب بالآخر والحصول على أمواله بسهولة.
وفي نفس السياق، وحتى لا أبتعد كثيرا فقد تعرض أحد أقاربي بقريتي الصغيرة في محافظة الشرقية، لواقعة نصب محترفة على موقع الفيس بوك»، حيث تواصل معه أحد الأشخاص يدعي أنه مسئول مهم ، عرض عليه أن يوظفه في إحدى الشركات الكبرى وللأسف سقط في مصيدة النصاب، واستطاع أن يتحصل منه على مبلغ مالى ليس بالكبير من خلال تحويله له عبر شبكات الاتصال، وتوالت عملية النصب لتتحول إلى تهديد دخل فيها شخص آخر منتحلا  صفه مسئول مهم  في نفس المحافظة كما ادعى، وهددوه في حال عدم تحويل المبلغ، الواقعة تم تحرير بها محضر وتكثف مباحث الانترنت جهودها للقبض على المتهم وعصابته، أردت التنويه بهذه الواقعة لتكون عبرة وعظه للآخرين وحتى لا يسقط ضحايا جدد.
حفظ الله مصر شعبا وجيشا وشرطة.