محمود سالم يكتب: ربع رغيف

محمود سالم
محمود سالم

قلت لصديقى: أنا مش عارف من غير الرقابة على المخابز كنا عملنا إيه مع العيش وأسعاره ! .. لم أنتظر ردا، وبالفعل أطلق عدة ضحكات فى ضحكة واحدة وانصرف.. لقد تابعت مسيرة الرغيف خلال تجربة مرضية مريرة أعانى من تبعاتها بسبب اختلاف الأطباء فى تحديد العلاج المناسب لحالة عدم الاتزان التى أصابتنى من فترة ونتج عنها وقوعى على الأرض أكثر من مرة وهو ما أصاب الفقرات القطنية بكسور جعلتنى منذ نحو شهر ونصف الشهر ملازما للفراش .. المهم أننى قمت بإجراء العديد من الأشعات والتحاليل عرضتها على العديد من الأطباء كل واحد منهم أدلى بدلوه .. ولا أخفيكم سرا أن هناك أطباء يتقاضون مئات الجنيهات من المريض لكنهم أقرب إلى أصحاب المخابز الذين لم يتورعوا فى اختصار حجم رغيف الخبز إلى أقل من الربع لدرجة أنه بدون مبالغة أصبح فى حجم كف اليد ولم يكتفوا بتلك الجريمة بل رفعوا سعر الرغيف أكثر من مرة ليصل إلى 150قرشا دون وازع من ضمير اللهم البحث عن الملايين التى تتراكم فى جيوبهم على حساب الفقراء وغير الفقراء .. ولا أخفيكم سرا آخر يتعلق بوزارة الصحة التى تركت أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة يمارس ابتزاز المرضى ويحصل من كل مريض على57جنيها مقابل تسجيل بياناته فى ملف بجانب 40 جنيها للسماح بدخول أى سيارة خاصة حرم المستشفى.

والطريف أن الأطباء حددوا لى ربع رغيف فى الإفطار ومثله فى الغداء والثالث فى العشاء وهو ما جعلنى لا أنكر دور أصحاب المخابز والأجهزة الرقابية فقد جعلونى أتناول رغيفا كاملا يوميا بعدما تم تقزيم الرغيف دون خوف من تداعيات مرض السكر صاحب الفضل الأول والأخير فيما أصابنى طوال الفترة الماضية . ومع ذلك هناك أطباء أقرب إلى الملائكة مثل الدكتور الإنسان محمود النجار استشارى جراحة المخ والأعصاب جامعة حلوان.

وبعيدا عن المرض وسنينه .. خطر على بالى اقتراح أعتقد أنه الحل الوحيد لمشكلة رغيف العيش فالجميع يدرك أن جهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة على مدى السنوات الماضية قام بالعديد من المشروعات الحيوية فى مختلف بقاع مصر، وأنا هنا أقترح إضافة عبء جديد على كاهل الجهاز يتمثل أن يتولى إقامة أكبر عدد من المخابز وبالقطع سوف تكون أسعار الخبز فى المتناول .. اقتراح أعتقد أنه يستحق التفكير.

فى النهاية .. وبمناسبة العام الجديد أتعهد مع د. محمود خليل استشارى التدريب وتطوير الذات بألا أجالس أنصاف الأحباب ولا أصادق أنصاف الأصدقاء ولا أختار أنصاف الحلول ولا أقف فى منتصف الحقيقة ولا أحلم نصف حلم ولا أتعلق بنصف أمل وإذا رضيت لا أتصنع نصف الرضا ولا أعيش نصف حياة.