10 شعراء فى يوم اللغة العربية.. على الشيمى: فى انتظار «صلاة الوجد»

على الشيمى
على الشيمى

كتب: عبدالهادى عباس

احتفاءً بيوم اللغة العربية، تواصل «آخر ساعة» دورها التنويرى فى تقديم شعراء شباب من مدارس مختلفة وأصوات معبرة عن ذاتها، تبشر بتغيير فى عوالم الشعر المصرية والعربية، بتجارب أكثر تعبيرا عن ذاتها وزمانها ومجتمعها، كما هو حال الشاعر على الشيمى، الذى استفاد مما توفره وسائل التواصل الحديثة من انتشار ومساحة مفتوحة للكتابة، فى إيقاد جذوة الشعر بداخله لتنطلق الموهبة حرة طليقة فى صور شعرية رسخت من مكانة صاحبها فى المشهد الشعرى المعاصر.
وكذلك الحال بالنسبة إلى الشاعر نور الدين نادر، صاحب التجربة الإبداعية البديعة، الذى لا يرى أمام عينه فناً سوى الشعر، فهو أقرب الفنون إلى روحه.. وفى السطور التالية نستعرض تجربة الشاعرين فى رحاب القصيدة:

بدأت كتابة الشعر فى الثانوية العامة بعدما درسنا الأدب العربي، واطلعنا على شعر فحول الشعراء، غير أنى بدأت بالعامية، فكنت أكتب على هيئة أغنية، وكانت كلمات أول أغنية لي: «خطرت على بالى أغانى حسيت إنها عاجباني، خطرت على بالى أمنية، حسيت إنها ليّ، وحرام عليك تحرمنى من نظرتك ليّه، ده الحب ده حنيّة، مش قسوة أو أسية».

وكنت دائما أغنيها مع نفسي، وأنا ذاهب للحقل عصرا بصوت مسموع، ولما دخلت دار العلوم بعد أن عرج بى مجموعى إليها، بدأت أكتب بالفصحى لكن لم يكن موزونا، حيث لم أكن درست العروض بعد؛ ثم درسنا العروض على يد العالم الجليل الأستاذ الدكتور الشاعر شعبان صلاح - حفظه الله ورعاه ـ حيث درسنا على يديه كتاب «موسيقا الشعر بين الاتباع والابتداع»، ثم بدأتُ الكتابة على بحر الرجز، وكانت القصيدة معارضة لقصيدة إحدى زميلاتي، حيث كتبت قصيدة رثاء فى أستاذنا الدكتور العَلم «على الجندى».

وبعده عرفت شاعر الدار الأستاذ: محروس رسلان، الذى أخذ بيدى كثيرا، حتى رأت تجربتى النور على يديه، فكنت أستمع لقصائده، وقصائد أخى الشاعر الكبير السيد خلف أبو ديوان، والصحفى الباحث والمتخصص فى الشئون الإيرانية الأستاذ: محمد عبد الله الشعت، وعلى شلبي، وغيرهم، وكنا نذهب لحضور احتفالات الجامعة تحت قبّتها المَلَكيّة، حيث كان للشعر نصيب الأسد، ويُدعى أكابر الشعراء إليها، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: أحمد بخيت، والشاعر الحلمنتيشى القدير المهندس ياسر قطامش، وغيرهما، بالإضافة للقراءة والاطلاع الكثير فى كتب التراث الأدبية، ودواوين فحول الشعراء، وشرائى للكتب الأدبية منذ دخولى دار العلوم قلعة الضاد الحصينة وحتى الآن.

وبعد تخرجى فى دار العلوم، واصلت الكتابة، فكنتُ أعمل مع أخى فى أعمال البياض والمحارة؛ لتكوين نفسى ماديًّا، فإذا رأيت فتاةً، وأعجبتُ بها كتبتُ فيها شعرا، وحدث أنى ذهبت معه يوما، وكان أهل البيت هم من يُعِدّون لنا الطعام، ولما حانت ساعة الغداء أقبلت فتاة كانت فى الثانوية يومها، ورأيتها فى أجمل صورة، وذابت عينى فى جمال عيونها، ونادى علىّ أخى لكى أتناول الطعام بعدما أُعِدّ إعدادا جيدا، ووُضعت المائدة، وكنت يومها جائعا جدا، فتناولت لُقيمات يقمن صلبي، ووجدتُنى معبَّأً بمشاعر الحب نحوها، ولم أجد ورقة، فأمسكتُ ورقة «الإسمنت» وكتبتُ بقلم رصاص عليها قصيدة على بحر الوافر مطلعها: « تمُوج العين بالدمع الخريرْ/ وتلبِسُ زينبُ الثوبَ الحرير».

اقرأ أيضًا | الشاعر مصطفى رجب: الشعر «الحلمنتيشي» ظهر لمناهضة الاحتلال والفساد

وبعد ذلك لم أصبِرْ على حالي، فوفقنى الله وخطبتُ فتاة طيّبة من جيران أخى، ولكن لم أكتب فيها شعرا، انشغلت بالحياة وبالأسرة، غير أنى لم أفارق الكتابة كثيرا، لكن قلّ الشغف عندى جدا، وصرتُ أزهد فيما أكتبه، حيث كنت كأى طامحٍ يريد ما لا يأتيه، ولكن يأتيه ما لا يريده من عيون الشعر، وبفضل شرائى لهاتف حديث نسبيا، وبعدما فتح الله على «مارك»، وأسس مواقع التواصل الاجتماعى، وجدت فيها ضالتى المنشودة، ووجدتُ صالونا بالمنتدى الثقافى المصرى فى عام 2014، بدأت قدماى تأخذنى أولا فضولا، ثم حبا، وبدأت مسيرتى الحقيقية فى الشعر، وكنت قبل ذلك بعام انتقلت إلى مدرسة على مقربة من ميدان عبد المنعم رياض، منحتنى المديرة فرصة حقيقية، بعدما أخبرها أحد زملائى أنى أكتب الشعر، فقالت لي: عليك أن تعد قصيدة لمصر وللنيل، فكتبتُ قصيدة «الأراضى الزاهرة»، ثم دعتنى فى بداية الفصل الدراسى الثانى من عام 2013 إلى إعداد قصيدة ألقيها على مسامع الأساتذة والطالبات وأولياء الأمور، فكتبتُ قصيدتي «فرنسيسكانيات» التى أحسبها تحوّلا كبيرا فى مسيرتى الأدبية.

وفى 2014، عرض علىّ الشاعر الكبير الأستاذ: عبد الله الشوربجى أن أطبع ديوانى الأول «عيناكِ خطُّ الاستواء»، وكان قد ساعدنى كثيرا فى تنسيقه، ورشّح لى دار إبداع لطباعته، ثم بعد ذلك استمرت مسيرتى الإبداعية، وطبعتُ ديوانى الثانى «أقبل وجه سنبلتي» 2018 الذى أعدتُ طباعته مرة أخرى فى 2020، ثم ديوانى الثالث «نار القافية» الذى صدر عن دار يسطرون للنشر والطباعة 2020، ثم صدرت لى مجموعة «قصص شاعرة» عن دار النسر الأدبية لمؤسسها الشاعر محمد الشحات محمد فى 2021.

وإن شاء الله قريبا سيصدر لى الديوان الرابع، وبه عدد من القصائد تنشر لأول مرة، وبعنوان: «صلاة الوجد»، وإن شاء الله نستمر فى التطوير الإبداعى، وإنتاج المزيد من الدواوين الشعرية فى مقتبل الأيام.