نسبة الفقر ترتفع مع زيادة حجم الأسرة

مطلوب «لحظة فوقان».. معدل الإنجاب يساوي 2.5 طفل لكل سيدة

رسائل جذب الطلاب لاستيعاب مفاهيم تنظيم الأسرة
رسائل جذب الطلاب لاستيعاب مفاهيم تنظيم الأسرة

رغم الحملات التى تقوم بها الحكومة لتوعية المواطنين بأهمية تنظيم الأسرة، فإنها لا تكفى لمواجهة تنامى معدل المواليد فى مصر، فقد أعلنت أرقام الساعة السكانية يوم الإثنين 12 ديسمبر، وصول عدد السكان إلى 104 ملايين و317 ألفا و836 مواطنًا، ليرتفع عدد السكان بمعدل 5 آلاف مواطن فى يوم واحد فقط، وبحسب تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، فإن مصر تزيد مليون نسمة كل 221 يوماً، بمعدل 4625 يومياً، أى أن هناك 118 مولوداً جديداً كل ساعة، أو مولود جديد كل 19 ثانية!

الدكتور هشام عيسى، المدير التنفيذى لمؤسسة «جذور من أجل التنمية»، يؤكد أن توعية جيل المستقبل بخطورة الزيادة السكانية وأهمية تنظيم الأسرة من أهم الأولويات التى يجب أن توضع على رأس برامج مواجهة الزيادة السكانية فى مصر، فحتى الآن تعتبر مصر الدولة الأكثر سكانًا فى الشرق الأوسط وثالث دولة من حيث عدد السكان فى أفريقيا. حيث بلغ معدل الإنجاب عام 2020 على مستوى إجمالى الجمهورية 2.9 طفل لكل سيدة، علما بأنه تزيد نسبة الفقراء مع زيادة حجم الأسرة، ففى الوقت الذى تشكل فيه نسبة الفقراء 7.5% فقط من الأفراد الذين يعيشون فى أسر بها أقل من 4 أفراد، فإن 80.6% من الأفراد الذين يعيشون فى أسر بها 10 أفراد أو أكثر هم من الفقراء.

ويشير إلى أن رفع الوعى بأهمية تنظيم الأسرة لن يتم على الوجه الأكمل إلا من خلال تضافر جهود كل الجهات الرسمية مع المجتمع المدنى لتعزيز مشروع استراتيجية مصر القومية للسكان المشروع الضخم الذى يدعمه الاتحاد الأوروبى بهدف زيادة استخدام تنظيم الأسرة الطوعى والقائم على الحقوق من خلال تحسين توفير خدمات وسلع تنظيم الأسرة، وزيادة الطلب على تنظيم الأسرة، وتعزيز الحوكمة لتنفيذ الاستراتيجية القومية للسكان.

لذا كان من الجهود التى أطلقتها مؤسسة جذور من أجل التنمية هو البحث عن طرق توعية لأزواج المستقبل بشأن هذا الأمر ليتشكل لديهم الوعى الكافى بكل ما يخص الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، وبدأت ذلك من خلال التعاون مع وزارة التربية والتعليم وبالشراكة مع الإدراة المركزية للمناهج فى وضع إطار مفاهيمى لإدماج القضايا السكانية والصحة الإنجابية فى المناهج الخاصة بمراحل التعليم الإعدادى والثانوى على مستوى الجمهورية، حيث يتم من خلال هذ الإطار تصميم الرسائل الخاصة بالقضايا السكانية وتنظيم الأسرة فى مختلف المواد الدراسية، علما بأن هذه الرسائل تم وضعها بالفعل فى المرحلة الابتدائية، حتى نستطيع إيصالها بكل سهولة فى مختلف المراحل التعليمية بما يتناسب مع إمكانية الفهم والإدراك لجميع الفئات العمرية.

اقرأ أيضًا | جهود حملات «طرق الأبواب» لمواجهة الزيادة السكانية

وأوضح أن التعاون مع وزارة التربية والتعليم لم يقف فقط عند هذا الحد، وإنما تم التعاون أيضا لتنفيذ ما يعرف بالأنشطة اللاصفية للمناهج الدراسية كالأنشطة الرياضية والفنية والإبداعية والمسرحية، للتأكيد على توصيل الرسائل المتعلقة بالقضايا السكانية والصحة الإنجابية وفكرة المساواة بين الجنسين بأدوات إبداعية تجذب الطالب للفهم والاستيعاب بشكل أكبر. ويتم من خلال هذه الأنشطة وضع تقنيات توفر معلومات تثقيفية وأنشطة تهدف لتعديل السلوك وتغيير اتجاهات الطالب من خلال معلومات موثقة وصحيحة بالطرق التفاعلية والتشاركية.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد وجه بعقد مؤتمر سنوى باشتراك كافة الخبراء ذوى الصلة، بحيث يتم تناول الأوضاع الصحية على مستوى الجمهورية، وموقف الخدمات والمبادرات المتنوعة المقدمة فى هذا الصدد، فضلًا عن المساهمة فى عملية التوعية الصحية، خاصةً ما يتعلق بتقديم خدمات تنظيم الأسرة، ونشر الوعى المجتمعى بأهمية القضية السكانية وتأثيرها فى صحة الأم والطفل والأسرة من خلال الصحة الإنجابية. وجاء ذلك خلال اجتماع الرئيس السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، والدكتور محمد عوض تاج الدين.