إنتصار دردير تكتب: قاموس المخرجات العربيات

إنتصار دردير
إنتصار دردير

قامت السينما المصرية منذ بدايتها على أكتاف مخرجات رائدات، ولعبت المرأة كمخرجة دورا مهما بأفلام طرحت بجرأة قضايا تمس المجتمع، وفى أحدث موسوعاته السينمائية «قاموس المخرجات العربيات» يرصد الناقد السينمائى العراقى مهدى عباس دور المرأة العربية كمخرجة فى مجال الأفلام الروائية الطويلة منذ بدايات السينما وحتى الآن، مستعرضا عبر صفحات الكتاب مسيرة كل منهن، والأفلام التى أخرجتها ومدى النجاح الذى أحرزته، وهو جهد توثيقى كبير يضاف للمكتبة السينمائية العربية، الكتاب صادرعن نقابة الفنانين العراقيين برئاسة د.جبار جودي، حيث يبدى الناقد الكبير اهتماما بإصدارات سينمائية تحوى دراسات عن السينما العراقية وموسوعات تتعلق بالسينما العربية. 

ومثلما يؤكد فى مقدمة كتابه أن المخرجات لعبن دورا مهما فى السينما العربية منذ البدايات، ويرى أن التجارب الناضجة للمرأة كمخرجة تبلورت بشكل أكبر فى الثمانينات عبر مخرجات أتيحت لديهن دراسة السينما، ويخلص  فى الموسوعة إلى ظهور145 مخرجة على مستوى الوطن العربى قدمن أفلاما طويلة خلال خمسة وتسعين عاما، تتصدرها السينما المصرية ب 32 مخرجة، ثم المغرب 23، لبنان19، الجزائر 18 تونس 17، بينما يأخذ العدد فى التناقص فى دول عربية أخري،  كما يرصد من خلال الموسوعة أن المخرجة ايناس الدغيدى هى صاحبة الإنجاز الأكبر بين جميع المخرجات العربيات حيث احتلت المكانة الأولى بعدد الأفلام التى أخرجتها(16 فيلما).

والحقيقة أننى أختلف مع الناقد الكبير فى استبعاده لمخرجات مصريات قدمن أفلاما عرضت تليفزيونيا، وعلى رأسهن المخرجة الكبيرة إنعام محمد على التى أخرجت خمسة أفلام ناجحة بكل المقاييس، وهى «الطريق إلى إيلات» ،» أسفة أرفض الطلاق»،»صائد الأحلام»، «حكايات الغريب»، «يوميات امرأة عصرية «، الأمر نفسه ينطبق على المخرجة الراحلة علوية زكى التى أخرجت خمسة أفلام عرضت تليفزيونيا، كما أختلف معه فيما ذكره عن تجارب المخرجات الرائدات فى ثلاثينات القرن الماضى حيث يرى أنها جاءت غير مشجعة وغير احترافية، مثلما ظهر فى أفلام فاطمة رشدى «الزواج»، وعزيزة أمير»كفرى عن خطيئتك»، وبهيجة حافظ «ليلى بنت الصحراء»، والحقيقة أننا نقدر ماقدمن من محاولات فى ظروف لم تكن أبدا ممهدة، كما أن الأفلام تعكس زمانها ولا يمكن أن نحكم على أفلام البدايات بمنطق العصر الحالى.