قصص النجاة من العاصفة.. أمريكيون «كٌتبت لهم أعمار جديدة»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كتبت: إسراء ممدوح

لازالت الولايات المتحدة الأمريكية تعاني بسبب العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد منذ عدة أيام لتجبر الأمريكيين على تحمل أياما صعبة بسبب برودة الجو.

واجتاحت العاصفة الثلجية مُعظم أنحاء أمريكا خلال عطلة عيد الميلاد وضربت مدينة بوفالو الشمالية بنيويورك، حيث أدت درجات الحرارة المتجمدة لخلق ما وصفه خبراء الأرصاد بأنه «خطر محتمل يهدد الحياة».

ويشهد حوالي 177 مليون أمريكي أسوأ مناخ منذ عام 1977، وكانت مدينة بوفالو، من بين الأكثر المدن الأمريكية تضررًا، وبسبب اكتساح الثلوج لشوارع نيويورك تفاقمت المشكلة ليتعذر إرسال الطوارئ لبعض الأشخاص العالقين في أماكنهم.

اقرأ أيضًا: بسبب الثلوج.. 46 قتيلا فى أمريكا ومصرع وإصابة العشرات باليابان

ضحايا العاصفة

ومع انخفاض درجات الحرارة، حوصر ركاب السيارات الفارين من منازلهم الشديدة البرودة على الطرق السريعة مع تعذّر التدخل لإنقاذهم.

وعلي أثر العاصفة، كانت من بين الضحايا الذين لقوا حتفهم، امرأة من ولاية كارولينا الشمالية، تبلغ من العمر 22 عامًا بعد أن حوصرت في سيارتها لمدة 18 ساعة خلال العاصفة الثلجية.

وقال المدير التنفيذي لمقاطعة إيري في نيويورك، مارك بولونكارز إن «بعض الأشخاص لقوا حتفهم، حيث عانى المستجيبون للطوارئ من تأخيرات مرتبطة بالعواصف أثناء محاولتهم الوصول إلى أولئك الذين تقطعت بهم السبل وسط درجات حرارة شديدة البرودة».

وتم الإبلاغ عن الوفيات المرتبطة بالعواصف في فيرمونت وأوهايو وميسوري وويسكونسن وكانساس وكولورادو.

ولقي 28 شخصًا، على الأقل، مصرعهم في ولاية نيويورك، معظمهم في بافالو، مع تسجيل السلطات، عشرات الوفيات في 9 ولايات أمريكية.

وأشار مسئول في نيويورك، إلى أن بعض الأشخاص علقوا داخل سياراتهم لأكثر من يومين خلال ما وُصف بأنه أسوأ عاصفة في حياتهم.

وقالت عائلة السيدة التي توفيت نتيجة حصارها في العاصفة الثلجية، إنها اتصلت برقم الطوارئ 911 عندما علقت سيارتها في الثلج، لكن المساعدة لم تصل.

وقالت شقيقة المرأة ضحية العاصفة في تصريحات: «أشعر أن كل من حاول الوصول إليها كان محاصرًا نفسه، سواء من أفراد الإطفاء، أو الشرطة، والجميع عالقون».

وفي مكالمة هاتفيه قبل موتها، قالت المرأة الأمريكية لعائلتها، أن الثلج كان يتراكم بسرعة وشاركت لقطات فيديو للثلج تغطي نوافذ سيارتها.

الناجين 

واضطرت عائلة لديها أطفال تتراوح أعمارهم بين عامين و6 أعوام للانتظار 11 ساعة قبل أن يتم انقاذهم في صباح يوم عيد الميلاد «الكريسماس».

بينما قال زيلا سانتياجو، لشبكة" سي بي أس" الأمريكية: إني "كنت ببساطة قد فقدت الأمل"، لكن نجحت في البقاء دافئًا من خلال إبقاء محرك السيارة في حالة تشغيل وفي السيطرة على مشاعر التوتر من خلال ممارسة الألعاب مع الأطفال.

وعطلت عاصفة الشتاء أو "إعصار القنبلة" كما تُعرف، السفر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتحدث هذه الظاهرة عندما ينخفض الضغط الجوي، ما يتسبب في تساقط ثلوج كثيفة وهبوب رياح شديدة، وقد ظل أكثر من 55 مليون أمريكي تحت إنذارات الرياح الباردة.

وأوضح ديتجاك إيلونجا، من ولاية ماريلاند، لقناة "سي بي إس" الإخبارية، إنه كان في طريقه بصحبة بناته لزيارة أقاربه أثناء عطلة عيد الميلاد في هاميلتون، بأونتاريو، عندما علقت سيارتهم في بافالو.

وتابع ديتجاك، بعد أن قضيت ساعات ومحرك السيارة قيد التشغيل، لم يبق لي سوى محاولة الوصول إلى ملجأ قريب وسط العاصفة، وحملت ابنتي ديستني، البالغة من العمر 6 سنوات، بينما كانت ابنتي الأخرى سيندي، البالغة من العمر 16 عامًا، تمسك جروها الصغير، وتتبع آثار أقدامه على الثلج.

وعلي صعيد متصل، قال رجل إنه حوصر في سيارته في شوارع بوفالو مع أطفاله الأربعة الصغار لمدة 11 ساعة قبل أن يتم إنقاذهم، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وقضّى رجل يدعي شيرلوك 3 ساعات في إزالة الثلج من ممر سيارته، وقال إنه سينتظر قليل من الوقت قبل أن يُغامر بقيادتها من جديد وسط العاصفة، موضحًا «لن نذهب إلى أي مكان إلا إذا اضطررنا لذلك».

وبحسب المحللون الأمريكيون للأرصاد، يُتوقع أن ترتفع الحرارة لتصل إلى 10 درجات مئوية، بحلول نهاية الأسبوع، على رغم أن المسئولين حذروا من أن ذوبان الثلوج قد يؤدي لفيضانات جزئية.

كما يوضح خبراء الأرصاد الأمريكيين، بأن «العاصفة الثلجية ستخف حدتها خلال الأيام المُقبلة، ونصحوا الناس بتجنب السفر والتنقل حاليُا إلا في حالة الضرورة القصوى».