فواصل

عروبة العراق هى الحل

أسامة عجاج
أسامة عجاج

قولا واحدا، جزء كبير من حل أزمات العراق المعقدة، يكمن فى استعادة وتكريس الانتماء العربى له، أقول ذلك من خلال ما جرى فى القمة التى استضافها الأردن الأسبوع الماضى، بمشاركة عدد من دول الإقليم العربية ومن غيرها مثل إيران وتركيا مع فرنسا، لقد دفع العراق ثمنا غاليا من استقراره وأمنه وازدهاره، بعد تحوله إلى ساحة صراع منذ أبريل ٢٠٠٣، بين مشروعين أمريكى وإيرانى، وكانت النتيجة بعد حوالى ثلاثين عاما، تراجع الأول، نتيجة غياب الرؤية الاستراتيجية، والتعامل بمنطق الكاوبوى، وسطوة القوة، بدليل عدم مشاركة واشنطن فى المؤتمرين اللذين عقدا خلال الأشهر الماضية ـ دورته الأولى فى بغداد أغسطس الماضى - فقد تراجعت واشنطن فتقدمت فرنسا، والتى دعت بالتنسيق مع العراق إلى عقدهما، بينما استمر المشروع الثانى (الإيرانى) وكسب أرضا جديدة، نتيجة قدرته على الصبر والتعويل على الزمن، بعد توفير مستلزمات هذا النجاح، من خلال خلق كيانات عراقية سياسية، ولها أجنحة عسكرية، فى استنساخ لتجربة حزب الله فى لبنان، وبالفعل احتكرت طهران السوق الاقتصادى والتجارى، والتحكم بمصادر الطاقة، ولأنه يسير عكس التاريخ فكانت احتجاجات أكتوبر ٢٠١٩ التى اجتاحت البلاد دليل نهاية للمشروع الإيرانى، مع هتافات المتظاهرين فى كل المدن (إيران برا برا.. بغداد تبقى حرة)، وقد كشفت استطلاعات للرأى، نشرت نتائجها منذ عامين،  أن ٨٥ بالمائة من بينها ٨٢ من الشيعة العراقيين، قالوا إن إيران تلعب دورا سلبيا فى العراق، ولم يبق لبغداد سوى العودة إلى سيرتها الأولى، دولة عربية محورية فى المنطقة، تستطيع أن تكون ساحة حوار ووسيط إيجابى بين الفرقاء الإقليميين، خاصة السعودية وإيران، وأن تعزز التوجه الذى بدأ منذ سنوات فى إقامة مشروعات للتعاون مع المحيط العربى سواء على المسار الثنائى، أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى، الذى يضمه مع مصر والأردن، والذى يحقق نجاحات حقيقية، حيث هناك توافق على تعزيز وترجمة العلاقات الاستراتيجية على أرض الواقع، وإقامة العديد من المشاريع الاقتصادية ومنها الربط الكهربائى والطاقة، والمنطقة الاقتصادية المشتركة، والاستفادة من الإمكانيات الوطنية لكل دولة، والسعى لتكامل الموارد بين الدول الثلاث، ومؤسسة هذه الآلية بإنشاء سكرتارية تنفيذية يكون مقرها بالتناوب سنويا فى إحدى الدول الثلاث.