نحن والعالم

زيارة متعددة الأهداف

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

فى سرية لها ما يبررها من دواع أمنية، قام الرئيس الاوكرانى زيلينسكى الأربعاء بزيارة غير معلن عنها من قبل للولايات المتحدة. 

واختيار زيلينسكى واشنطن كوجهة لأول زيارة خارجية له منذ اندلاع الحرب ليس مجرد عرفان بالجميل لأمريكا، الداعم الأكبر لكييف منذ بداية الأزمة «حوالى 50 مليار دولار مساعدات». ولكن فى حقيقة الأمر انه مع اقتراب الحرب من انهاء عامها الأول أصبح الدعم الدولى لأوكرانيا على المحك لا سيما فى أوروبا التى وجدت انها تسدد الفاتورة الأكبر لدعمها لكييف ولفرضها عقوبات على موسكو ارتدت آثارها عليها كالأسلحة الفاسدة فى شكل أزمات اقتصادية غير مسبوقة.

ومع التراجع الأوروبى والتوقعات بهجوم روسى واسع بداية العام الجديد على عموم أراضى أوكرانيا، يحاول الرئيس زيلينسكى تأمين اكبر قدر ممكن من الدعم من امريكا صاحبة اكبر اقتصاد فى العالم والمستفيد الاكبر من استمرار تورط روسيا فى هذه الحرب. ورغم اعلان البيت الأبيض قبيل الزيارة مباشرة عن حزمة جديدة من المساعدات لكييف بحوالى مليارى دولار وتتضمن نظام صواريخ باتريوت المتطور-أحد أكثر الأنظمة قدرة على صد الصواريخ الباليستية والذى كان طلبًا قديمًا من أوكرانيا لدرء هجمات روسيا الجوية- رغم ذلك يأمل الرئيس زيلينسكى فى اقناع واشنطن بمنحه أسلحة طويلة المدى تمكنّه من ضرب أهداف روسية بعيدًا عن الخطوط الأمامية.

كما يأمل زيلينسكى فى ان يكون لحضوره تأثير فى اقناع الكونجرس بالتعجيل بالموافقة على حزمة مساعدات ضخمة جديدة فى ظل سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب وتحفظهم تجاه المساعدات الامريكية لكييف. 

وأخيراً وجّه زيلينسكى صفعة دبلوماسية لنظيره الروسى الرئيس بوتين الذى قام مؤخراً برحلة نادرة لبيلاروسيا، لزيارة اكبر حلفائه، الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، فى محاولة للهروب من عزلته الدولية. فى حين تصدرت الصحف ووسائل الإعلام العالمية لأيام صور زيلينسكى وهو يصافح حليفه زعيم أقوى دولة فى العالم ويلقى خطابا أمام الكونجرس ويشهد التوقيع على حزمة مساعدات دفاعية غاية فى الاهمية.