كنوز| مأساة الموسيقار مع الملكة السابقة «ناريمان»

فريد الأطرش يتأمل صورة ناريمان
فريد الأطرش يتأمل صورة ناريمان

48 عاما غابها عنا الموسيقار فريد الأطرش بالجسد، لكن أغانيه وألحانه وأفلامه مازالت ساكنة فى وجدان محبيه وعشاق صوته وموسيقاه، 57 عاما فقط عاشها فريد معنا وعشناها معه، قدم خلالها 31 فيلما غنائيا ومئات الألحان لنفسه ولغيره من المطربين والمطربات رغم ما كان يعانيه من صدمات ونوبات صحية، بدأت برحيل شقيقته أسمهان فى حادث غامض.

وتعرضه لأول ذبحة قلبية بسبب ما تعرض له من سباب وإهانات وجهتها له والدة الملكة السابقة «ناريمان» تناقلتها وكالات الأنباء العالمية، ونقلتها الصحف المحلية دون مراعاة لكرامة الموسيقار الطيب الذى غلت الدم فى عروقه ووجد نفسه مضطرا للدفاع عن نفسه باعتباره من سلالة أمراء جبل الدروز، وكان لوالدة ناريمان تأثير على بعض الصحفيين فى الداخل والخارج، ولم يكن فريد وحده فى تلك المعركة.

فقد غضب الفنانون عندما نشرت مجلة «أهل الفن» أن فريد الأطرش سعى للزواج من الملكة السابقة التى كان يسرى عنها بعد طلاقها من الملك السابق فاروق بدعوتها لحضور معظم حفلاته وظن أنها تبادله الحب فطلبها للزواج لكنها رفضته ولم يقتنع بالرفض فظل يطاردها إلى حد أن ضربته والدة ناريمان علقة ساخنة بحذائها أمام باب بيتها!!

وقال الناقد الفنى عبد النور خليل فى كتابه «غرام الملكة والفنان» إن مجموعة من الفنانين اشتكوا لجمال عبد الناصر الذى كان وقتها رئيسا للوزراء مما نشرته مجلة «أهل الفن» فأمر بسحب ترخيصها وإغلاقها بعد التأكد من كذب ما نشرته جملة وتفصيلا. 

حقيقة القصة بدأت عندما نشرت الصحف الإنجليزية الصادرة بتاريخ 29 يناير 1954 نبأ عن خطبة الملكة السابقة ناريمان للموسيقار فريد الأطرش، وقالت تلك الصحف: إن ناريمان تنتظر الطلاق من فاروق لإتمام الزواج من فريد، اتصل الكاتب الكبير مصطفى أمين بالملكة السابقة وأبلغها بالخبر، فنفته تماما، وطلبت من مصطفى أمين أن تتولى جريدة «أخبار اليوم» الرد على هذه الشائعات، بأن تعلن على لسانها أن الخبر أكذوبة، وقالت والدة ناريمان لمصطفى أمين إنها لم تكن تود الرد على هذه الشائعة السخيفة، لكنها مستاءة من الصحف التى مازالت ترددها دون أن تدرك الفارق الاجتماعى بين الملكة السابقة التى لا يُعقل أن تقبل بالزواج من مغنٍ كان يحيى حفلات غنائية للتسرية عنا فى منزلنا!.

انزعج فريد الأطرش من اسلوب التهكم الذى تحدثت به والدة الملكة السابقة والسخرية منه والتقليل من شأنه رغم علمها بأنه نفى تماما أن يكون قد تقدم للزواج من ابنتها ناريمان، وقال إنه يكن كل الاحترام والتقدير لهذه العائلة التى ارتبط معها بصداقة واحترام متبادل، وأوضح أن سبب الشائعة حضور ناريمان برفقة عائلتها لمشاهدة العرض الخاص لفيلم «لحن حبى» باستديو مصر، وأكد لصحيفة «الديلى ميرور» أنه لم يتقابل مع ناريمان إلا فى مناسبات عائلية ولم يطلبها للزواج، لكن رد والدة ناريمان القاسى عليه ووصفها بأنه مجرد مغنٍ أصابه بذبحة قلبية مفاجئة ألزمته الفراش ومنعه الأطباء من مقابلة أحد أو التحدث إلى أحد لمدة شهر، وما تعرض له فريد الطيب جعل الكاتب الكبير موسى صبرى يكتب مقالا فى مجلة «الجيل» بعنوان «سيدتى الملكة السابقة رفقا بأهل الفن» قال فيه: «أكد فريد الأطرش للصحف أنه لم يتقدم لخطبة ناريمان نافيا ما تناقلته وكالات الأنباء.

وكان هذا يكفى، لكن والدة ناريمان علقت بكلمات تتضمن تحقيرا واضحا من مكانته، وحذرت فريد فى كلماتها من مجرد التفكير فى هذا الأمر، وطالبته بالنظر إلى قدر نفسه كمغنٍ، مجرد مغنٍ! وليس من حق ناريمان أو والدتها أن تنال طائفة يجب أن يكون لها مكانتها فى مجتمعنا بالتجريح والتحقير، هذا أسلوب بلاه الزمن الذى أسرعت عجلاته للأمام، وأهل الفن هم أهلنا المُفترى عليهم لأن ذنبهم أنهم دائما تحت الأضواء، وأن ما يدور وراء البيوت المحجبة لهو أقسى بكثير مما يفعله أهل الفن بلا حجاب وتحت أضواء الشمس»..

بهذه الكلمات اللاذعة المنصفة القوية وقف موسى صبرى إلى جوار الموسيقار الطيب الذى أهانته والدة الملكة السابقة عندما قالت: «من يكون هذا الفريد الأطرش، إنه ليس أكثر من مطرب وعليه أن يعرف قدره بالنسبة لقدر الملكة»!! ويقول موسى صبرى فى مقاله: إن هذا التهجم المرفوض شكلا وموضوعا هو الذى تسبب فى إصابة فريد المسكين فى مقتل وتسببت له فى أزمة قلبية حادة أنقذه منها الأطباء بإعجوبة.

إقرأ أيضاً|21 نوفمبر.. ندوة وفيلم «لحن لم يتم» عن حياة أسمهان