فواصل

قطر.. رأى الشعوب

أسامة عجاج
أسامة عجاج

عولت اسرائيل كثيرا، على الاستثمار الأمثل لكأس العالم، كمناسبة لدمجها على المستوى الشعبى بين دول المنطقة العربية، حيث تستضيف قطر اول دولة عربية فعاليات المونديال، فواجهت الصدمة، وعانت من الكارثة، فمنذ يونيو الماضى كتب وزير خارجيتها يائير لابيد على تويتر (هذا انجاز دبلوماسى يملأ قلوب المشجعين بالفرح).

واضاف: (حب كرة القدم والرياضة يربط الناس، وكأس العالم يفتح الباب لعلاقات دافئة جديدة) فكانت المفاجأة - على المستوى الرسمى من الدولة المضيفة - فى التعامل بعدم اكتراث، والرفض من الجانب القطرى تجاه طلب اسرائيلي، بفتح قنصلية مؤقتة فى الدوحة، لخدمة مشجعيها وهم بالآلاف، رغم وساطة الفيفا، واكتفت الدوحة بالسماح للمشجعين الاسرائيليين بالقدوم الى الدوحة، وفقا لقواعد الاتحاد الدولي.

اما على المستوى الشعبى فى الشارع القطرى والجماهير العربية التى شاركت فى المونديال، فحدث ولا حرج، حيث كانت الحقيقة التى حاولت قيادة تل ابيب تغييبها عن الشارع الاسرائيلى، حيث كشفت عن هشاشة القبول بإسرائيل كدولة، صحيح انها نجحت بالفعل فى عقد اتفاقيات تطبيع مع حكومات شتي، وقد يكون للاخيرة اسبابها ومبرراتها، ولكن للشعوب رأيا آخر، ولعل من يريد مزيدا من التفاصيل، ان يعود الى ما كتبته الصحافة الاسرائيلية طوال اسابيع المونديال، فقد اعترفوا بأن مراسليهم تعرضوا الى الاذلال واضطروا إلى الكذب، وإخفاء هويتهم.

مراسل صحيفة هاآرتس قال: (فلسطين هى المنتصر الكبير فى قطر، بغض النظر من سيفوز بكأس العالم، والعلم الفلسطينى كان الأكثر شعبية، كما ساد شعور كما لو كانت فلسطين هى الدولة الـ٣٣ من المشاركين، العالم العربى لم ينسَ القضية الفلسطينية)، مسئول سابق فى جهاز «الشاباك» دورون ماتسا، تحدث فى مقال له بأحد المواقع، عن ان «كراهية إسرائيل فى قطر تشير إلى السقف الزجاجى لاتفاقيات التطبيع»، وبعد هل وعت تل ابيب الدرس؟، لا اعتقد، نتنياهو الذى يتباهى بأنه صاحب الفضل الاكبر فى اتفاقيات سلام مع عواصم عربية، يسعى الى تشكيل حكومة اعضاؤها من كبار المتطرفين واليمينيين، الساعين الى (دفن) عملية السلام فى المنطقة .