محمد ياسين يكتب: مع الصين أم أمريكا؟

محمد ياسين
محمد ياسين

سؤال طرحه أحد المواطنين على صفحة المتحدث الرسمى للرئاسة، السفير بسَّام راضى، تعليقًا على خبر زيارة الرئيس عبــــدالفتــــاح الســـيســـــى إلى واشــــــنطن. قال المواطن: «هو إحنا مع مين؟ أمريكا وأوروبا ولاّ الصين وروسيا؟».

ورد عليه السفير بسّام راضي: «إن مصر لها علاقات صداقة مع جميع دول العالم متوازنة أساسها الاحترام والتعاون البنّاء والمصالح المشتركة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية…».. بالطبع جاء السؤال بعد انتهاء القمة «العربية ـ الصينية» للتعاون والتنمية، التى استضافتها الرياض، وبعدها كانت القمة «الأمريكية ـ الأفريقية»، ربما التوقيت الذى عُقِدت فيه القمتان يكسبهما مزيدًا من الأهمية، فالعالم يشهد تحولاتٍ جذرية تقود لإعادة صياغة تحالفاته فى ظل صراعات طاحنة، واقتصادات منهكة جراء أزمة كورونا، وتداعيات الحرب «الروسية ـ الأوكرانية»، التى تدخل شهرها العاشر، بالإضافة إلى التحديات الداخلية، سواء فى القارة السمراء والمنطقة العربية أو فى الداخل الأمريكى والصينى.

مصر دائمًا تبنى سياستها الخارجية على استراتيجية توسيع وتنويع قاعدة علاقاتها الدولية على المستوى الثنائى ومتعدد الأطراف، واضعة مصلحة شعبها ثم مصلحة المنطقة أولوية لأهداف تلك العلاقات، والاحترافية فى السياسة الخارجية المصرية جعلت مصر قادرة على خلق شراكات ورسم مسارات تعاون مع مختلف الأقطاب فى ظل ظروف دقيقة يمر بها العالم.

ويبدو ذلك واضحًا فى تنوُّع مصادر التسليح المصرى، بعد أن كان الاعتماد من قبل على السلاح الأمريكى، فتم الاتجاه إلى التسليح الفرنسى والروسى والصينى وغيرها، وهو التفكير الذى يؤكد تغيُّر أحادية القطب التى انفردت بها الولايات المتحدة بالسيطرة على العالم، لكن الآن خاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، فقد تغيَّرت موازين القوى العالمية، ولا شك أن مصر الشرق أوسطية العربية الأفريقية هى كلمة السر فى المعادلات والتوازنات الدولية.