أحذر.. قبل أن يتحول منزلك لصالة قمار

المقامرة الإلكترونية
المقامرة الإلكترونية

محمد عطية

مثلما المخدرات تضع الشباب على طريق الضياع بعدما تعصف بعقولهم؛ فوجئنا مع التقدم التكنولوجي ظهور نوع آخر من الإدمان لا يقل خطورة عن إدمان المخدرات وهو المقامرة الإلكترونية أو الأون لاين كما يطلقون عليها، فصار هو الآخر نزيفًا لأموال الأسر المصرية عبر العديد من المسميات وكلها تستتر تحت شعار الألعاب وألعاب الحظ الإلكترونية.

حيث تقوم بعض الشركات المتخصصة في الذكاء الإلكتروني بتصنيع ألعاب إلكترونية تشبه القمار وتقود الشباب إلى الإدمان وأنت في بيتك ومعها تستولي هذه الشركات على ملايين الجنيهات، كونها تحتوي على مستويات كثيرة وتجذب ضحاياها بالمكسب المادي وتصل بها إلى حد الإدمان وقد تقود لاعبيها من الشباب إلى الانتحار أو الموت في بعض الأحيان، ولأننا أمام جريمة بكل المقاييس جريمة تستهدف الأسرة المصرية، فلا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نغض النظر عنها أو نتهاون في التعامل معها خاصة بعدما يتعلق بها أولادنا بحجة أنها ألعاب إلكترونية لن تضرهم بشيء، رغم أن فيها الكثير من ألعاب القمار سواء بدفع أموال نظير الفوز أو حتى شحن الكروت لبيع الاكونت فيما بعد، أننا ندق من خلال سطور هذا التحقيق أجراس الخطر لأن الضحية هنا هم الشباب عماد هذه الأمة.

بداية تاريخية

ألعاب القمار ظهرت بالتوازي مع ظهور الحضارات القديمة والتي انتشرت في كل مكان من هذا العالم، وكان يلعبها البعض كنوع من أنواع التسلية وكوسيلة لربح المال من لعب هذه الألعاب المسلية، وكانت تقتصر على صالات القمار ونوادي الترفيه الليلية التي لا يوجد منها في الدول العربية، وعليهم أن يبحثوا عن لعبة قمار حقيقية وجلسات القمار السرية التي يحيطها الكتمان والخفاء خوفًا من الوقوع تحت طائلة القانون بسبب تحريم لعب القمار في الدول العربية جميعها، لكن مع مرور الوقت وتطور الزمن وظهور الإنترنت بات الأمر مختلفًا بعد أن أصبحت كل ألعاب القمار متاحة على الانترنت لكل شخص ليس في الدول العربية فحسب بل وفي كل أنحاء العالم وذلك من خلال مواقع الكازينو أون لاين وألعاب التطبيقات على هاتفك المحمول التي تقدم لعبة قمار حقيقية ورهان اون لاين.
استغاثات

كانت بداية دخول هذا العالم المدمر لحياة الانسان برسالة وصلت إلى «أخبار الحوادث» من شخص يشكو أن شقيقه الذي يبلغ من العمر 30 عامًأ مدمن للعبة اسمها كونكر بالإضافة أنه يصرف كل أمواله عليها، ولا يستطيع منعه منها، ليختم انه يطلب المساعدة للإبلاغ عن هذه اللعبة أو اغلاق هذه المواقع الكارثية .

بعدها بدأت ابحث عن الذين وقعوا ضحايا هذا الألعاب فكان القاء بأحد الأباء الذي عرض ابنه للعلاج من ادمان هذا الألعاب بعد أن تحول الى لص ليقول : إن تلك اللعبة حولت ابنه إلى لص يسرق أشياءً من المنزل للحصول على المال، في البداية الأمر لاحظ الأب تغييرًا بسلوك ابنه، ظن أنه اجتمع برفاق السوء وأدمن المخدرات إلا أن بعد البحث وراء تصرفات الابن، اكتشف أنه مدمن للعبة «كونكر» وهي لعبة تعتمد في محتواها على المقامرة.
ليستكمل إن بعض الأصدقاء أقنعوه بتلك اللعبة كونها أسهل طريق للحصول على المال دون تعب، حتى أصبح يعمل ويدفع كل راتبه فيها، حتى وصلت خسارته إلى أكثر من 100 ألف جنيه، وهو الان معرض للحبس بسبب الشيكات التي وقع عليها .

ومن الواضح أن اصدقاء السوء هم سبب رئيسي في وقوع اخرين في هذه الكارثة فيقول محمود : عرفت عن لعبة جديدة عن طريق صديق لي كان دائما مشغولا عنا باستمرار، وبسؤاله اكتشفت أنه يلعب لعبة اسمها «دومينو كافيه» فيها مكسب وخسارة أيضًا، وبتشحن عشان تقدر تكسب، ولو كسبت منها فلوس تقدر تشحن رصيد لهاتفك أو تدفع فواتير الكهرباء المياه وغيرها من مستلزماتك، وكل ده بشكل سهل جدًا عن طريق محافظ الكاش لاحدى شركات الهاتف المحمول .

وبالبحث فوجئنا أنه يوجد العديد من الألعاب الإلكترونية التي تبدو أنها مجرد ألعاب، لكن الحقيقة أنها ألعاب مدمرة للعقول والصحة والمال كونها ألعاب تشبه القمار سواء بالتربح ودفع المال أو بشحن الكروت للعب ومن الممكن لعبها في السيبرات .

سرعان وذهبت الى أحد السيبرات وبمجرد وصولي كانت هناك مشاجرة كبيرة بين سيدة وشاب، فبدأت ابحث عن سببها فاكتشفت أن هذة السيدة هي أم وتبحث عن ابنها لانه يقضي كل وقته في هذا السيبر بعد أن اهمل دراسته بل وأصبح ينفق اموال كثيرة على المقامرة، لكن لم تجده او لعله هرب، ليصبح أن المراهقين والاطفال والشباب اخترقوا هذا العالم الغامض ظنًا منهم أن جني الأموال سوف يكون بمنتهى السهولة، وأن يستفيدوا من اللعب من خلال أجهزة الكمبيوتر أو الهاتف المحمول، ويكون اللعب عن طريق الإنترنت «أون لاين»، في الألعاب العالمية التي يتمكنون من الكسب منها – خداعًا - للآلاف من الجنيهات، لكن بطريقة لعب القمار، ليثار السؤال هنا: ما هي الألعاب الإلكترونية التي من خلالها يتم اصطياد الكبار والصغار من الجنسين؟!

ألعاب القمار

«كونكور»: من الألعاب الإلكترونية المفتقدة لكثير من الضوابط، وبها العديد من المخالفات وتعتمد على رصيد وهمي من النقود على شكل نقاط، فهنا يقوم التطبيق بإنشاء حساب خاص لصاحبه على الموقع الخاص باللعبة ويبدأ اللاعب في جمع الذهب «gold» الذي يعتبر رصيدا وهميا على شكل نقاط ويلعب فيها أكثر من شخص في الوقت ذاته، ويبدأ يقامر اللاعبون بهذه النقاط، ويربحون أو يخسرون، وقد يتمكنون من الحصول على الملايين داخل اللعبة، ثم يقومون بالدخول على خانة «البوكر» وهي صالات القمار، ويتم اللعب بها بنظام المراهنات بالذهب الذي قاموا بجمعه من اللعبة، ويتمكن المحترفون فيها من جمع الكثير من الذهب وبيعه للآخرين مرة أخرى وقد يصل حصيلة خسارتهم لآلاف الجنيهات في بعض الأحيان.

«البلاك جاك» هي لعبة اون لاين وتعتبر واحدة من اشهر ألعاب القمار التي سوف تجدها في مواقع الكازينو وذلك لكون اللعبة بالفعل إلى ابعد الحدود سهلة وبسيطة في خطواتها ومضمونها في نفس الوقت وخاصة في اندرويد كازينو، وقواعد لعبة البلاك جاك سهلة للغاية بشكل يضمن لك أن تتعلمها بسهولة في وقت لا يتجاوز حرفيا بضع دقائق قليلة، البلاك جاك لعبة بطاقات تقوم فكرتها الأساسية على فكرة انك سهل أن تهزم الموزع كي تفوز في اللعبة وذلك من خلال الحصول على يد بطاقات اقرب ما يكون الى رقم 21 دون تجاوز هذا الرقم، من هنا يمكنك التعرف على شرح مكافآت لعبة بلاك جاك اون لاين لتستفيد منها وتعزز فرصك في الربح، كما إن لعبة البلاك جاك تعتبر مشهورة جدًا من بين ألعاب قمار اون لاين وذلك لانخفاض نسبة حد الكازينو فيها، فالاحتمالات فيها تكاد تكون متساوية بينك وبين الموزع مع وجود أفضلية بسيطة جدًا لصالح الموزع بعكس بعض ألعاب الكازينو الأخرى.

«الروليت» هي أيضا إحدى ألعاب القمار الاون لاين المشهورة على الانترنت وعلى اندرويد كازينو، وتتضمن اللعبة دوران عجلة الروليت التي تدور عليها كرة عاجية صغيرة، وبناء على دوران الكرة والعجلة المقسمة الى ارقام معروفة، فإن الكرة تستقر على رقم ما، هذا الرقم هو الذي يفوز بالرهان، وقبل كل لفة من لفات عجلة الروليت يكون لك أن تراهن على رقم أو مجموعة من الأرقام التي تتوقع أن تتوقف عليها الكرة، وإذا كان الرقم الذي توقعته صحيحًا فإنك تفوز، خلاف ذلك تخسر الرهان.

ماكينات القمار او السلوتس: هي عبارة عن أن تضع رهانك في الماكينة وتختار مجموعة من الرموز ثم تضغط على زر دوران بكرات الماكينة، قد لا يبدو هذا الأمر سببًا لكثير من الترفية والمتعة ولكن أيضًا تعتبر ألعاب ماكينات القمار مشهورة بشكل كبير .

«لعبة الفيديو بوكر»: من ألعاب القمار للايفون وهي بشكل أساسي عبارة عن إصدارات إلكترونية من لعبة سحب الخمس بطاقات، أنت لا تلعب في الفيديو بوكر ضد خصم معين، ولكن كل ما عليك هو أن تحاول تجميع افضل يد بوكر يمكن أن تصل اليها، في الفيديو بوكر يقوم اللاعب بوضع الرهان قبل أن يتم توزيع أي يد بوكر جديدة.
«لعبة الكرابس»: هي لعبة نرد وسبب شهرتها أن غالبية اللاعبين على طاولة الكرابس يراهنون على نفس العوائد، وهو السبب الذي يجعل غرف لعبة الكرابس عادة ما تكون هي الأعلى صوتًا والأكثر ازدحامًا من بين كافة العاب القمار.

«حرب الملوك»: من ضمن الألعاب التي تعتمد على فكرة القمار لأنها تمثل مصدر لمكاسب لكثير من الأطفال والمراهقين وكذلك لخسارتهم، وتبدأ اللعبة بإنشاء حساب للاعب عن طريق إدخال جميع بياناته الشخصية، ومن ثم يكون له جيوش قوية يحصل على الذهب وهو الهدف المشترك في ألعاب القمار، كما أن تقوم الفكرة داخل اللعبة على التنافس للوصول إلى مستويات أعلى من شراء الذهب عن طريق أشخاص غير معروفين في اللعبة ومن يحقق ذلك يكون هو الرابح ويحصل على تحويل أموال بكروت شحن وغيرها من الطرق.
«دومينو كافيه»: هي لعبة تتيح لك اللعب اون لاين مع أشخاص حقيقيين، فبمجرد دخولك للعبة تحصل على 20000 نقطة ذهبية للبدء، مع إمكانية شحن اللعبة إذا خسرت عن طريق محافظ كاش لشركات الهواتف المحمول، أما إذا ربحت أموالا منها يمكن استخدامها في عملية شحن رصيد الهاتف او تحويل تلك الأموال إلى عن طريق محافظ كاش لشركات الهواتف المحمول، فكل 500 نقطة تساوي 50 قرش أي كل 10000 نقطة ذهبية تعادل 10 جنيه مصري.

سؤال للإفتاء

في الوقت ذاته كان ورد سؤال لدار الإفتاء يسأل صاحبه: أن بعض الألعاب المنتشرة على الإنترنت تكون بين مجموعة من اللاعبين، يأخذ كل متسابق في بداية اللعبة عددًا من العملات الخاصة باللعبة، فإذا خسر قل عدد هذه العملات، وإذا تقدم في اللعبة زاد عددها، كما إن اللاعب عند وصوله إلى مستوى معين يكون قد جمع الكثير من هذه العملات ولا يكون في حاجة إليها، فيبيعها لغيره بأموال حقيقية، عن طريق تحويلها إلى حساب الشخص الآخر في اللعبة، أو يبيع حساب اللعبة بالكامل، بأن يعطي اسم الحساب والرقم السري للمشتري فما حكم ذلك شرعًا؟

ردت دار الإفتاء قائلة: أنه يجوز شرعًا بيع وشراء المراكز أو عملة اللعبة «الكوينز» التي يحرزها اللاعب المشترك في الألعاب الإلكترونية لغيره في مقابل شيء من المال، كما يجوز بيع وشراء حساب اللعبة «الأكونت»، إلا أن لذلك ضوابط يجب مراعاتها ومنها: ألا يكون اللعب هو دأب اللاعب بحيث يصير ذلك إدمانًا يعود على صاحبه بالضرر الصحي والنفسي والإرهاق الذهني، ويشغله عن أعماله وواجباته وإنجازاته النافعة له؛ كالعمل أو الدراسة أو نحو ذلك، ألا تتضمن هذه الألعاب على محاذير شرعية؛ كالميسر أو القمار، أو تصوير العورات، وألا تشتمل على طقوس تعبدية تخالف ثوابت عقيدة المسلمين، وألا يشتمل اللعب على عنف، وألا يكون مؤديًا إلى النزاع والخصومة والبغضاء بين اللاعبين، وألا تكون اللعبة من ألعاب التجسس الممنوعة محليًا أو دوليًا، وألا يؤدي اللعب إلى تضييع حقوق الله على المكلف من عبادات وصلوات ونحوها، وتضييع حقوق العباد عليه، وفي مقدمتهم الأهل ممن يعولهم ويقوم على رعايتهم، كما نصحت دار الإفتاء المصرية الآباء أن يقوموا بمراقبة أولادهم وتوجيههم وإرشادهم إلى الألعاب التي فيها منفعة لهم، ويختارون لهم منها ما يناسب طبيعتهم ويفيد في بنائهم وتربيتهم الأخلاقية والنفسية، ويساعدهم في تنمية الملكات وتوسعة قدراتهم الذهنية، ويكون ذلك في بعض الأوقات لا في جميعها، حتى لا ينشغلوا بها عن أداء واجباتهم الشرعية والحياتية، أو تؤثِّر في صحتهم العقلية وإدراكاتهم الذهنية.

تعديل العقوبة

وبالتواصل مع إسلام محمد المحامي بدأ حديثه قائلاً: القانون عرف المقامرة بأنها عقد شفهي يتعهد به كل مقامر أن يدفع إذا خسر المقامرة للمقامر الذي كسبها مبلغًا من النقود أو أي شيء آخر يتفق عليه، ومثال ذلك أن يتفق المتبارون في ألعاب الورق كالبوكر على أن من يكسب اللعب منهم يأخذ من الخاسرين مقدارًا معينًا من المال، ولم يكتف القانون المدني بمنع إجبار من خسر في مقامرة أو رهان على أداء التزامه، بل أجاز له أيضًا استرداد ما أداه من خسارة ولو أداها اختيارًيا، بل ولو كان هناك اتفاق يقضي بعدم جواز الاسترداد، وإن كل مواطن أو شاب تعرض للخسارة في المقامرة بإمكانه استرداد المبالغ التي خسرها وفق إجراءات قانونية وقضائية معقدة نوعا ما.
لسيتكمل قائلاً: قانون العقوبات جرم القمار بالمادة ٣٥٢ عقوبات التي قالت: كل من أعد مكانًا لألعاب القمار وهيأه لدخول الناس فيه يعاقب هو وصيارف المحل بالحبس وبغرامة لا تجاوز ألف جنيه، وتضبط جميع النقود والأمتعة في المحلات التي تم اللعب بها، كما نصت المادة ٣٥٣ من الفصل الخاص بأحكام ألعاب القمار والنصيب بقانون العقوبات رقم ٧٣ لسنة ١٩٥٧ أنه يعاقب بهذه العقوبات أيضًا كل من وضع للبيع شيئًا في النمرة المعروفة باللوتيري دون إذن الحكومة وتضبط أيضا لجانب الحكومة جميع النقود والأمتعة الموضوعة في النمرة، ويقصد بهذه العقوبات الحبس وغرامة لا تجاوز ألف جنيه.

ليختم حديثه قائلاً: مع التقدم التكنولوجيا ظهر نوع آخر من المقامرة الإلكترونية أو الأون لاين، ومنها ألعاب المراهنات والكازينوهات أون لاين وغيرها من الألعاب، التي انتشرت بشكل كبير، فلم يضع القانون نصًا واضحًا لتجريم المقامرة الإلكترونية.

لتستكمل الدكتورة أمال السيد أستاذة علم الاجتماع قائلة: إن الألعاب الالكترونية أو القمار الالكترونية يعتبرها بعض الشباب نوعا من التسلية والسبب أنها مسلية وفيها مكسب مادي، وأصبح الكثير فى المجتمع يبحث عن المكسب السريع، بالإضافة انه يوجد الكثير من هؤلاء الشباب ليس لديه الوعي الديني الكافي الذي يجعله يفرق بين الحلال والحرام، كما يجب الحرص والوعي من الأهالي ومعرفة ما يفعله أولادهم، كما على الدولة غلق هذه المواقع الخطرة ومعاقبة من يلجأ إليها.

اقرأ أيضأ :للعب القمار.. مُسنة تختلس مليون دولار من مدرسة