نبض السطور

ما بين أفريقيا وأمريكا

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

انطلقت أمس بالعاصمة الامريكية واشنطن القمة الأهم التى تجمع أمريكا وأفريقيا ، بحضور الرئيس الامريكى بايدن و٤٩ رئيس دولة وحكومة أفريقية ، القمة انطلقت أمس بيوم المجتمع المدنى ومنتدى الشباب ..

وتتواصل اليوم بجلسات منتدى الاعمال المشترك وتختتم غدا بيوم القادة وجلسات مهمة عن التعليم والمناخ ولقاءات للقادة مع المجتمع المدنى والفاعلين والمبدعين والشباب .

قبل ٨ سنوات استضافت أمريكا القمة الاولى والآن تعود لتستضيف القمة الثانية لتقدم للقارة السمراء استثمارات ٥٥ مليار دولار خلال ٣ سنوات ، ولتعزيز الشراكة وتحديد الاولويات المشتركة ، القمة اعتراف أمريكى واضح بأن أفريقيا أصبحت لاعبا مهما فى حاضر ومستقبل العالم .

فى عام ٢٠٥٠ سيصل عدد سكان القارة السمراء الى ربع عدد سكان العالم يعيشون فى منطقة شاسعة تتوسط قارات العالم .. بما يجعلها السوق الأهم لأى تبادل اقتصادى أو تجارى ، ولهذا لم يكن غريبا أن تتسابق روسيا والصين وأمريكا لاستضافة قمم مع أفريقيا ، والحقيقة أن الصين وروسيا تحركتا مبكرا نحو القارة السمراء بمشروعات وعلاقات اقتصادية وتجارية ضخمة وتتزايد كل يوم ، وتأتى القمة الأمريكية الأفريقية لتعلن عن دخول أمريكا بقوة كمنافس كبير للصين وروسيا .

الكل يبحث عن مصالحه فى عالم لا يعترف إلا بمنطق القوة والمصلحة ، ومنذ عودة مصر بقوة الى أفريقيا وعودة أفريقيا الى مصر خاصة فى العالم الذى تولى فيه زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى ، ومصر تقود القارة السمراء الى تجاوز خلافات الماضى وتشكيل وحدة أفريقية حقيقية قوية تضمن موقفا أفريقيا قويا يحفظ للقارة السمراء حقوق دولها وشعوبها فى التنمية والمستقبل الأفضل .

أمريكا تدعم انضمام الاتحاد الأفريقى الى مجموعة العشرين ، وأفريقيا يجب أن يكون لها تمثيل قوى فى مجلس الأمن وعضوية دائمة ، ولم يعد مقبولا أن تغيب أفريقيا عن أى تجمع عالمى لصناعة القرار سياسيا أو اقتصاديا ، والسباق الأمريكى الروسى الصينى نحو أفريقيا يجب أن تستفيد منه دولنا وقارتنا كما يحققون هم فائدتهم ، وهذا لن يتحقق إلا برؤية أفريقية واضحة وموحدة فى التعامل مع الدول والكيانات الكبرى ، فالعالم يحترم القوة والوحدة .

القمة الامريكية - الافريقية تفتح الأبواب امام مشاركة واسعة للشباب فى مناقشة المشاكل والبحث عن الحلول ، وتمنح دفعة قوية لدور المجتمع المدنى والقطاع الخاص ، ولا تتجاهل قضية المناخ فأمريكا ثانى أكبر دول العالم مسئولية عن الازمة وأفريقيا أكبر منطقة تتأثر سلبا بالتغيرات المناخية دون أن يكون لها دور فى أحداثها .. كما تفتح القمة أبواب التعاون بين الشركات الأمريكية والأفريقية فى كل المجالات وسيبحث وزراء التجارة معا عن أفضل السبل لمنح العلاقات الاقتصادية والتجارية دفعة قوية للأمام وأيضا تقليل الفارق الكبير بين ميزان الصادرات والواردات بين أمريكا وقارتنا السمراء .

فرضت قارتنا الافريقية نفسها لاعبا رئيسيا فوق مسرح العالم . قارة تمتلك الشباب والموارد ، وبالموقف الموحد لدولنا يمكن لقارتنا أن تتجاوز مشاكلها وعثراتها وهى عديدة .

يمكننا الانطلاق للمستقبل لتحقيق مستقبل أفضل تستحقه شعوبنا . والقمة الامريكية - الافريقية خطوة مهمة على هذا الطريق.