أفكار متقاطعة

نهاية عقلية المهزوم مقدماً

سليمان قناوى
سليمان قناوى

إذا لعبت فى كأس العالم بفكرة «يارب ما نتفضحش» ستفضح، أما إذا نسخت التفكير فى دخول اى بطولة بعقلية المهزوم مقدماً، كما فعلها منتخب المغرب، يمكنك وقتها التحليق الى ابعد نقطة فى المونديال. باقٍ على لعب اسود الاطلسى نهائى كأس العالم خطوة، اذا اجتازها اليوم، فسيحقق ما لم يحققه الاوائل، ويبنى مجدا سامقا بأن يحرز كأس العالم (لا تستغرب) فقد كانت أقصى أمانى الفرق العربية الاربع المشاركة فى هذا الكأس هو التمثيل المشرف دون الخروج بفضيحة كما حصل مع منتخب كوستاريكا (انهزم 7/صفر امام اسبانيا) فإذا بالمغرب وحدها تتجاوز دور الـ 32 الى دور الـ 16 ثم تصعد وسط الثمانية الكبار، وفى هذا الطريق تخرج اسبانيا، احد المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة، وتسقط البرتغال ويبكى المتغطرس كريستيانو رونالدو لضياع آخر فرصة للفوز بكأس العالم او حتى اللعب فى مونديال 2026 ( سيكون وقتها عمره 41عاما).

ليزأر اسود الاطلسى وسط الاربعة الكبار مفزعين الثلاثة الاخرين الذين استهان بعضهم بمنتخب لا يعرف الاستسلام أمام عتاولة المونديال، بعد أن اصبح محطما لآمال كبرائهم. لا مستحيل على منتخب المغرب وهو يلعب بإيمان «واثق الخطوة يمشى ملكا». يدخل مباراة اليوم ضد فرنسا بيقين أن منتخب تونس هزم فرنسا 1/صفر، حقيقة ان ديشامب مدرب منتخب فرنسا أراح فى المباراة ثلاثة من أمهرلاعبيه: كيليان امبابيه وعثمان ديمبلى وانطوان جريزمان ولم يشركهم إلا فى ربع الساعة الاخير فى محاولة لتغيير النتيجة امام تونس، وعبثا حاول (بطريقة الخال فهمى عمر) الثلاثة حفظ  ماء وجه الديوك امام تونس، إلا أن رباطة جأش نسور قرطاج أفسدت تحركات الثلاثة. لكن منتخب المغرب قادر على أن يكبح جماح امبابيه، ويحد من خطورة ديمبلى، ويفسد تمريرات جريزمان.

ليلعب ان شاء الله المباراة النهائية. يسهل من مهمة المنتخب المغربى ان اشرف حكيمى الظهير الايمن لمنتخب المغرب ونادى باريس سان جرمان سيواجه زميله فى نفس الفريق امبابيه جناح ايسر منتخب فرنسا، وبالتالى يعرف حكيمى طريقة لعبه، ومن ثم يمكن أن يحد من خطورته.

قلوبنا اليوم مع منتخب المغرب، ومعها قلوب 1٫5 مليار نسمة هم عدد سكان إفريقيا والعالم العربى فى جزئه الاسيوى، آملين تحقيق الاسود للمعجزة بالوصول للمباراة النهائية. يارب اسعد قلوبنا من الخليج الثائر(قطر) الى المحيط الهادر(المغرب).