محمود سالم يكتب: .. ويمشوا فى الجنازة !

محمود سالم
محمود سالم

بقلم: محمود سالم

قالها المحامى والسياسى الأمريكى جاى إنسلى: نحن أول جيل يشعر بتأثير المناخ ونحن الجيل الأخير الذى يمكنه فعل شئ حيال ذلك . وقالها المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندى : تلك المقولة جسدت المعنى الحرفى للمناقشات التى دارت مؤخرا خلال قمة المناخ بشرم الشيخ كما جسدت مدى وعى كافة الأطراف بمخاطر تغير المناخ وحرصهم على توفير مستقبل بيئى آمن للأجيال القادمة، فمنذ اليوم الاول للمؤتمر أكدت مصر على أنه لا مجال للتراجع فى مواجهة مآسى وأزمات المناخ وأن الوقت ليس فى مصلحة الجميع والواجب ابداء المرونة لايجاد الحلول وذلك فى ضوء كون التغير المناخى يعتبر أكثر الأزمات صعوبة فى القرن الحالى .

عموما هناك مثل بلغارى شهير يقول : إذا أردت أن تسقط تفاحة عليك بهز الشجرة، وعلى حد تعبير المهندس رسلان فإن الاستمتاع بحياة آمنة خالية من الأزمات والكوارث المناخية لنا وللأجيال القادمة يتطلب المزيد من التحرك والعمل والتكاتف الدولى فالطريق طويل والمشوار صعب .

قالها رسلان فى لقاء عقده مجلس الأعمال واستضاف خلاله وزيرة البيئة د. ياسمين فؤاد بحثا عن إجابة لسؤال مهم: ماذا بعد قمة المناخ ؟ .. وهنا أشارت الوزيرة إلى أن الدولة المصرية كان لديها العديد من الطموحات فيما يتعلق بالتمويل والوفاء بالتعهدات للدول النامية وخاصة إفريقيا حيث تم التركيز على أن يكون لدى كل وزارة مبادرة على المستوى العالمى لإطلاقها خلال القمة، وقد تم إطلاق 11 مبادرة بالتعاون مع شركاء التنمية والدول المتقدمة والنامية لتقديم الدعم الفنى والتمويل ليكون المؤتمر بداية للتنفيذ . ووصفت الوزيرة القمة بقصة نجاح ملهمة نظرا للظروف والتحديات العالمية التى واكبت انعقادها. وعلى مستوى الدول الإفريقية تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتكيف والصمود من خلال 50 مشروعا، وتم حشد تمويل إضافى يبلغ 100 مليون دولار للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بهذه الدول.

ولفتت الوزيرة النظر إلى مبادرتى الأمن الغذائى وحماية الشواطئ حيث يتم الحصول على 1500 مليون دولار سنويا من ألمانيا بجانب 25 مليار دولار من الولايات المتحدة لمبادرة الحلول من الطبيعة لافتة إلى نجاح الرئاسة المصرية فى وضع بند الخسائر والأضرار وإنشاء صندوق له على أجندة المؤتمر بعد مشاورات مع العديد من الدول. وأوضحت أن الدول النامية كانت ترغب كل عام فى وضع الخسائر والأضرار على أجندة المؤتمرات القادمة دون جدوى، فالدول المتقدمة ترى أنها غير مسئولة عن تلك الآثار وعدم علمها بإحداث كل ذلك الضرر كما أنها تعطى التمويل للدعم الفنى والخطط وإعادة الإعمار وليس للبناء من جديد !

انتهى كلام الوزيرة لكنها ربما لم تفصح عن حقيقة تقول إن الدول المتقدمة تقتل القتيل وتمشى فى الجنازة.. يعنى تغضب الطبيعة وهى وراء دخان المصانع وارتفاع الحرارة وحرائق الغابات والأعاصير والسيول وتدعى عدم علمها !