مصر الجديدة:

بوستات تهلّ علىّ

إبراهيم عبدالمجيد
إبراهيم عبدالمجيد

أول أمس الأربعاء السابع من ديسمبر جلست حائرا لا أزال مرهقا من نوبة البرد التى أصابتنى عقابا على جرأتى فى الخروج لثلاثة أيام متتالية، أنا الذى جعله المرض يصطفى البيت. وجدت الفيسبوك يذكرنى بما كتبته فى اليوم نفسه من سنين طويلة ووجدته لا يزال صالحا وهنا شىء منه:

السابع من ديسمبر 2013: دعوة حضور جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية - بالمناسبة 11 ديسمبر - لما بتيجى لى ما باقدرش أمنع نفسى من إنى افتكر إنى أول واحد خدها سنة 96 وكانوا ساعتها بيدوها لاتنين واحد حى وواحد ميت فخدتها معايا المرحومة لطيفة الزيات.

فيه ناس طبعا زعلوا من الجامعة وقالوا إن لطيفة الزيات لو عايشة كانت رفضت لأنها ماركسية وطبعا لا لوم عليهم لكن فى ناس بيكرهوا أى جائزة إذا لم تمر بهم أولا.

ودى كانت الأولى كمان. عملوا حملة وقالوا إنها عمالة لأمريكا. صحفى شاب سألنى إيه رأيك فى الكلام عن العمالة لأمريكا قلت عمالة بألف دولار تبقى بايخة أوى لو ألفين حاوافقهم..

والحملة استمرت كتير لحد ما نجيب محفوظ صرح تصريح يقول فيه «الاعتراض على جائزة تحمل اسمى هلوسة ولقد فاز بها أديبان كبيران لهما تأثيرهما الواضح فى الثقافة المصرية والعربية هما لطيفة الزيات وإبراهيم عبد المجيد» . خلصت الحملة وبعتلى ازوره.

كان فيه حراسة على البيت. دخلوا قالوا له. عادة يطلع يقابل الضيف عند باب الشقة. طلع لى بره عند باب العمارة. بالضبط فى النص لإنى دخلت لما قالوا لى العساكر ادخل ولقيته بيقول لى أهلا يا أستاذنا .الدمعة فرت من عينى - زى دلوقت - ياه على الراجل العظيم دا. مبروك للفائز هذا العام بأجمل جائزة واللى طبعا حيعلن اسمه يوم الأحد 11 ديسمبر مولد نجيب محفوظ. 

>>>

السابع من ديسمبر 2013: بين نهارات من العذاب وليل من الموسيقى أنفقت حياتى. أنستنى الموسيقى كل الآثام وكتبت رواياتى. احتفظت بحبى لكل من أساء إليّ بالعمل الوحيد الذى كانوا يملكونه وهو قطع العيش. وفى النهاية صرت الأغنى. 25 كتابا ومئات المقالات وترجمات رائعة لبعض أعمالى وطبعات تتكرر لأعمالى. لا أستطيع أن أرى الموسيقى لأنحنى لها.  بالمناسبة صاروا أربعين كتاب دلوقت.

>>>

السابع من ديسمبر 2016: أمس واليوم فى باريس لتقليل التلوث اللى هو مش موجود أصلا قسموا العربيات. إمبارح تمشى الأرقام الفردية والنهاردة الزوجية وعلشان ماحدش من أصحاب السيارات يزعل خلوا المواصلات العامة كلها مجانية ليومين من مترو أو أوتوبيس يعنى حتسيب عربيتك ومش حتتغرم  حاجة. من إمبارح باتحرك ببلاش.

>>>

 السبع من ديسمبر 2016: مرة زمان صحفية شابة سألتنى هل الناس اللى ضايقتك فى حياتك ممكن تنتقم منها مثلا فى رواياتك. قلت ليه تبوظى الرواية. حتى الأشرار فى العمل الفنى باجيبهم من مكان أفضل!