فاطمة ناصر: من ينتقد فيلمي يعاني انفصام بالشخصية لهذا السبب

التونسية فاطمة ناصر
التونسية فاطمة ناصر

كتب: أحمد سيد

تجربة جديدة خاضتها التونسية فاطمة ناصر من خلال فيلم مغربي بعنوان “جلال الدين”، والذي شارك ضمن مسابقة “آفاق السينما العربية”، بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأربعة والأربعين، وتعد هذه التجربة الأولى بالنسبة لها في السينما المغربية، حيث استطاعت أن تقدم شخصية جديدة ومختلفة عليها بعيدا عما كانت تقدمه من قبل، وذلك من خلال عمل يدعو للتسامح والحب في إطار صوفي.. “أخبار النجوم” أألتقت فاطمة ناصر،  التي كشفت عن بعض التفاصيل الخاصة بهذه التجربة، ومشاركتها في “القاهرة السينمائي” بعد 16 عاما على مشاركتها الأولى من خلال فيلم “على الهوا” عام 2006.

في البداية تقول فاطمة ناصر عن تواجدها بالدورة 44 من “القاهرة السينمائي”: “سعيدة بعرض الفيلم المغربي (جلال الدين) بالمهرجان، خاصة أنها التجربة الأولى لي في السينما المغربية، كما أنني سعيدة بالتعاون مع المخرج حسن بنجالون، وهو من المخرجين الذين لديهم رؤية خاصة، وهي تجربة مفيدة وجديدة بالنسبة لي، كما أن شخصية “هبة” التي أقدمها في العمل “استفزتني”، وهي فرصة جيدة لا يمكن الاعتذار عنها، كونها مليئة بالتفاصيل.

 • ما الذي استفزك في شخصية “هبة” بالفيلم المغربي “جلال الدين”؟
“هبة” شخصية جاذبة لأي ممثلة، بها كل المقاومات التي جعلتني من الصعب أرفضها، حيث تعد القوام الرئيسي للعمل، ومحرك الأحداث، فضلا عن أنها توجه رسالة مهمة هي رسالة العمل ككل، وهي الحب والتسامح، وتعد غذاء الروح لشخصية “جلال الدين”، وأعجبني علاقتها بابنها، وعلاقتها المليئة بالحب والرومانسية التي لا يمكن أن يكسرها أو يعكرها أي فعل غير أخلاقي من الطرفين، وهو ما شاهدناه في الفيلم، حيث سامحته على خيانته لها، فضلا عن أن “هبة” شخصية مليئة بالتفاصيل النفسية التي أرهقتني كثيرا.

 • أيهما أصعب بالنسبة لك.. مشاهد المرض أم مشهد الموت؟
كل المشاهد كانت صعبة، خاصة مشاهد المرض التي كانت تحتاج إلى بعض التفاصيل مثل الظهور بدون مكياج، والأداء الحركي أيضا كان يحتاج إلى تنفيذه بشكل محدد، فضلا عن تأثير ذلك على حالتها النفسية وعلاقتها بزوجها “جلال الدين” وابنها.. بالنسبة لمشهد الموت فكان صعبا أيضا، لأن المخرج يبني عليه تحول شخصية “جلال الدين” الذي يتجه إلى الصوفية، كما أن المخرج كان يقصد بمشهد الموت أنه يرغب أن يراها زوجها دائما بصورة جميلة، حتى في لحظة الوداع.

 • ماذا عن مشهد الاستحمام الذي انتقده البعض؟
مشهد طبيعي وليس به أي ابتذال، كما أن المخرج حسن بنجالون قدمه بطريقة راقية، فضلا عن أن شخصية “هبة” تعاني من المرض ولا تستطيع أن تذهب للاستحمام وحملها زوجها وساعدها في ذلك، وهو أمر طبيعي بين الأزواج، ومن ينتقد هذا المشهد يعاني من انفصام في الشخصية، لأن علاقة “هبة” و”جلال الدين” فاقت كونهما زوجين، وهناك رابط أقوى بينهما، لدرجة أنه يشعر بها وبمعاناتها حتى ولو كانت بعيدة عنه، وهو الجانب الروحاني الذي أكد عليه المخرج بالفيلم.

 • هل وجدت صعوبة في طريقة القاء الشعر؟
لا، حيث قدمت من قبل عملا تونسيا باللغة العربية الفصحى، وكان يتضمن مشاهد لالقاء الشعر أيضا، كما أن هذه المشاهد دعمت مشاهد الرومانسية والحب بين “هبة” و”جلال الدين.”

 • مشاهد الصوفية التي تم تصويرها والتي ظهرت “هبة” بها كطيف بعد رحيلها.. كيف تم التحضير لها وتنفيذها؟
التحضير لهذه المشاهد كان من خلال الحديث مع المخرج حسن بنجالون، وكانت مشاهد مهمة تؤكد أن “هبة” غذاء الروح لـ”جلال الدين”، فضلا عن التأكيد على التسامح والغفران حتى مع الأخطاء التي وقع فيها “جلال الدين” من خلال خيانته لزوجته مع فتاة بإحدى بيوت الدعارة، والتي ستقوم بعد ذلك بالزواج من ابن “جلال الدين”، والمخرج حسن بنجالون كان يرغب في رفع راية التسامح والحب بين الجميع.

 • ألم تخشى الظهور في معظم المشاهد بدون مكياج وأيضا الظهور بدور أم؟
لم أقلق من هذا الأمر، فالممثل الجيد هو من يقدم جميع الشخصيات، سواء أم أو جدة أو فتاة، كل هذا لا يقلقني، كما أن الظهور بدون مكياج لا يزعجني، لأنني أجسد شخصية واقعية، بالعكس هذا ما جذبني للدور، حيث عرضت التجاعيد في وجهي دون خوف.

 • هل واجهت صعوبة في اللهجة المغربية أم لا؟
حاولت قدر الإمكان الحديث باللهجة المغربية لتوحيد اللهجة بين جميع فريق العمل، كما أن اللهجة التونسية قريبة من نظيرتها المغربية، فضلا عن أن المخرج قدم شخصية “هبة” أنها تونسية تعيش بالمغرب، وهذا سهل أيضا من المهمة.

 • ما شعورك بمشاركة الفيلم ضمن فعاليات “القاهرة السينمائي” بمسابقة “آفاق عربية”؟
فرصة جيدة ليرى أكبر عدد من الجمهور الفيلم ولا يقتصر على المغرب أو الوطن العربي فقط، وسعيدة أن العمل الأول لي بالمغرب يشارك في كبرى المهرجانات العربية، والذي سبق وشاركت بفعالياته بفيلم “على الهوا” عام 2006.  

 • كيف كان التعامل مع المخرج المغربي حسن بنجالون؟
بنجالون مخرج مميز، ولديه شخصية وأسلوب ورؤية في أي عمل يقدمه، وعندما تحدثت معه بعدما رشحني للعمل، وجدت أن لديه رسالة يرغب في توصيلها للجمهور العربي، لذلك لم أتردد في قبول العمل معه، رغم أننا نفذناه في 6 سنوات، وهي مدة طويلة للغاية.

 • ما سر ابتعادك عن الأعمال المصرية مؤخرا؟
ليس ابتعاد بالمعنى الواضح، لكن ليس هناك عمل فني جذبني لتقديمه، فضلا عن أنني كنت مشغولة بتصوير عدد من الأعمال في تونس، وأتمنى تقديم أعمال مصرية وعربية وأجنبية قريبا.  

 • وماذا عن المسلسل المصري “تحقيق” الذي حقق نجاحا كبيرا عنذ عرضه؟
سعيدة بردود الفعل القوية عن هذا العمل، رغم أن دوري ليس كبير، لكنني لا أنظر لمساحة الدور، بقدر ما أنظر لقوته وتأثيره، وهو ما تحقق في المسلسل، حيث دوري فيه محوري، ومحرك رئيسي للأحداث.

أقرأ أيضأ : فاطمة ناصر.. عضو لجنة تحكيم بمهرجان القاهرة للسينما الفرانكفونية