وحى القلم

ضربة تركية بدعم أمريكى!!

صالح الصالحى
صالح الصالحى

تتوسع تركيا منذ سنوات عديدة داخل الأراضى السورية فمنذ عام 2016 وحتى مارس 2020 قامت بعمليات عسكرية بهدف وقف تقدم الجيش السورى فى محافظات شمال سوريا بحجة حماية أمن حدودها، على الرغم من مخالفتها للقانون الدولى، حتى أنها ترى أن هذه المناطق تمثل تهديداً أمنياً عليها، حيث يتمركز حزب العمال الكردستانى، فتعتبرها مناطق تهديد من الأكراد لها.. فى وقت تتحرك فيه تركيا بدعم من واشنطن حتى وإن كان دعماً مستتراً على أساس أن تركيا عضو فى حلف شمال الأطلنطى.

أعلنت تركيا عزمها على توسيع هجماتها وتوجهاتها فى الشريط الحدودى بواقع 30 كم فى غزو جديد لسيادة دولة سوريا.. فى الوقت الذى تستخدم فيه تركيا اللاجئين السوريين البالغ عددهم 3٫7 مليون لاجئ ورقة ضغط على أوروبا حتى تجعلها تغض الطرف عن الأعمال العسكرية التركية باحتلالها عشرات المدن والبلدات السورية وقيامها بتغيير شكل الطبيعة السكانية فيها واتخاذ كافة مظاهر "التتريك" بها وبمرور الأيام يزداد توغل تركيا داخل الأراضى السورية ليس فقط بدعم أمريكى وإنما بحيادية روسيا مما يفسح المجال أمامها بقوة لرسم مستقبل الشمال السورى.. فى ظل مشهد متناقض من الولايات المتحدة التى تدعم فى نفس الوقت الميليشيات الكردية بنحو 800 جندى أمريكى.

ويرى المراقبون أن من بين دوافع الضربة التركية الوشيكة التى أعلن عنها أردوغان منذ أيام توطين اللاجئين السوريين الذين أصبح وجودهم فى تركيا غير مقبول شعبياً.

وفى وقت انشغل النظام الدولى بالحرب الروسية الأوكرانية التى ألقت بتداعياتها فأهملت أوضاع الشرق الأوسط وخاصة المنطقة العربية التى مزقتها ثورات الربيع العربى على مدار عقد من الزمن وقضت على تماسكها واستقرارها وسمحت للمتطرفين أن يعيثوا  فى أراضيها فساداً ومن بعدها توالت أزمة كورونا مما أضحت معهم اقتصاديات المنطقة العربية فى أسوأ حالاتها وأصبح الكل لا ينشغل إلا بشأنه الداخلى الذى أنهك قواه، فى الوقت الذى ازدادت قوى إقليمية تماسكاً وأصبح أمامها الفرصة أكبر فى إثارة التدخلات فى الأنظمة العربية وعلى رأسها تركيا وإيران وإسرائيل.. وغدا المشهد مأساوياً فى العديد من الدول التى لم تستطع أن تنهض من هذه الأزمات لتسوء الأحوال يوماً بعد يوم لصالح أقطاب النظام العالمى ووكلائهم فى المنطقة لمزيد من الهيمنة لهم والتمزيق للدول!!،