الشاعر الذي كتب عشرة آلاف بيت شعر عن زوجته

الشاعر الذي كتب عشرة ألاف بيت شعر عن زوجته
الشاعر الذي كتب عشرة ألاف بيت شعر عن زوجته

كانت شقته أشبه بدار الكتب، حيث تتكون من خمس غرف في كل غرفة مكتبة حتى المطبخ لا يخلو من دولاب للكتب، وكان مخصص لكل دولة مكتبة كاملة عنها من حيث تاريخها وفلسفتها حتى الموسيقى التي تعشقها الدولة.

صاحب هذه الشقة هو عبد الرحمن محمد عثمان صدقي الشاعر والمؤلف الكبير الذي ولد في المنصورة عام 1893 وشارك في تحرير مجلة "السفور".

عُين عبد الرحمن صدقي في وزارة المعارف مشرفاً على دار الأوبـرا، وعين وكيلاً ثم مديرًا لها لمدة عشرين عاما، وكان من أعضاء مجلس الفنون مما أتاح له السفر في بعثات فنية إلى بلاد كثيرة.

بدأ حياته شاعراً وكان يعتقد أن الشعر هو الفن الكتابي الوحيد الذي ينسى فيه الشاعر نفسه ويكشف عن خباياه أمام الجمهور، وقد تأثر بالقصائد والمقطوعات الشعرية في كتاب ألف ليلة وليلة وابن الرومى والمتنبى، حيث ساعدته تلك القراءات على تميز أسلوبه بالجراءة وإتقانه لأسرار اللغة العربية.

 تزوج عبد الرحمن صدقي من فتاة إيطالية مثقفة عاش معها ثلاث سنوات، وكانت تهيئ له الجو الذي تجعله يشعر فيه بالصحبة والوحدة في آن واحد.

 وفي خلال السنوات الثلاث التي أمضاها معها استطاع أن يكتب كل مؤلفاته التي قدمها للمكتبة العربية وعندما ماتت زوجته حزن حزنًا شديداً وتركت جرحًا عميقاً في قلبه.

 وقد رثا زوجته بديوان من الشعر أطلق عليه "الحب والموت" يتألف من مائتي صفحة وست وستون قصيدة يرثى بها زوجته وقصيدة واحدة يرثى بها روحه، وهى القصيدة إلى أطلق عليها المؤلفين الشاعر الذي ينعى نفسه.

 وقد نال هذا الديوان الجائزة الأولى للشعر فمنحه المجمع اللغوي مبلغ مائتى جنيه مكافأة له على أحسن عشرة آلاف بيت ظهر في الخمسينيات وفقاً لما نشرته مجلة أخر ساعة فى شهر ديسمبر عام 1953.

أمضى عبد الرحمن صدقي بعد ذلك خمس سنوات من عمره حزينًا على زوجته، وفى العام السادس تعرف على فتاة إسبانية تدعى "جنوا" فتزوجها وبسؤاله ..لماذا تفضل الأجانب عن المصريين؟

قال: لأن الزوجة الأجنبية لا يهمها الأصل والعائلة والعمر وإنها تعيش مع زوجها كرفيقة عمر وليست شريكة فراش
وقد أوصى عند وفاته بإرسال كتبه إلى دار الكتب وهى عبارة عن 28916 مجلدًا.

المصدر مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضا|أسود الأطلسي في رحلة البحث عن الذات بالمونديال العربي الأول بقطر| فيديو