ضربة موجعة للصوص الملكية الفكرية.. تفكيك شبكات لبث القنوات المشفرة

ضبط شبكة قنوات مشفرة
ضبط شبكة قنوات مشفرة

محمود صالح

  البث التلفزيوني ثروة إن حسُن استغلالها .. قادت أفكارًا ورسختها في عقول المتابعين، والمحتوى هو دواء الفكر والإبداع لمعالجة داء الجهل وعدم الوعي، وعليه فإن أى محاولة للعبث بهذا المحتوى وصياغته صياغة غير صحيحة يعد في باطن الأمر قبل ظاهره محاولة للتغييب والتزييف، ومواجهتها أصبحت ضرورة حتمية لا مناص منها، لأن الأمر لو ترك على حاله دون مراقبة، فإن المعلومة الخاطئة وغير الدقيقة سوف تنتشر إلى الحد الذي معه وجود الحقيقة سوف يصبح من المستحيلات، أو بالأحرى، سوف يصبح عملة نادرة.. وهذا ما تضعه مباحث المصنفات الفنية صوب أعينها في متابعة كل من يسول له نفسه سرقة المحتوى وعدم احترام حقوق الملكية.. 

في السطور التالية تفاصيل جهود مباحث المصنفات خلال شهر، والذي فيه تم اتخاذ إجراءات عديدة منها غلق قنوات ومواقع إلكترونية يستغلها أصحابها في سرقة محتويات وتزييفها.

أكثر من مائة قناة أعلنت إدارة «النايل سات» إغلاقها قبل حوالي شهر، وكان البيان الذي نشرته الإدارة مفاده أن إغلاق هذه القنوات جاء لسببين، أولهما أن كل القنوات التي تم وقفها، تبث محتوى مقرصنًا، من أفلام وأغاني ومسلسلات، ومخالفة لحقوق الملكية، لذلك جاء قرار الغلق بسبب حماية حقوق الملكية الفكرية وحقوق النشر والبث، والسبب الثاني وراء الغلق أن هذه القنوات لم تسدد إيجارات الترددات لإدارة النايل سات. وهذا معناه أن هذه القنوات على الرغم من سرقة المحتويات إلا أنها لا تدفع أصلا رسوم البث والتردد، بمعنى «سرقة وبجاحة».

هذا الأمر دعا الكثير من متخصصي البث التلفزيوني ينادون بأن الأمر لابد أن يكون في قبضة أكثر قوة مما هي عليه الآن، لأن حفظ حقوق الملكية هو في حد ذاته حفظ لمقدرات شركات إنتاج أنفقت الكثير من الأموال على محتوياتها، وبدون وجه حق، يجدون قنوات أقل ما يقال عنها أنها تبث من «تحت السلم»، ينشرون هذا المحتوى بل ويتقاضون مقابل نشره إعلانات تدخل أموالها في حساباتهم البنكية.

ربع مليون مشترك

مباحث المصنفات على الجهة الأخرى تواصل عملها في التحري عن أي محتوى مقرصن، منها مثلا ما حدث قبل أسبوعين، عندما أنشأ شخصان محطة بث تلفزيوني لاسلكية، بدون ترخيص، وذلك لبث محتوى مقرصن، وغير مُجاز رقابيًا، وهذه المحطة التلفزيونية تغطى ثلاث محافظات، وهم القاهرة والجيزة والقليوبية، واعتمدوا في فكرة إنشاء هذه المحطة على استقبال القنوات الفضائية المشفرة، وإعادة بثها بعد فك شفرتها، وإعادة تشفيرها بشفرة خاصة بهم، وإضافة إلى ذلك قاما بإنشاء مجموعة من القنوات الخاصة بهما، تبث الأفلام والمسلسلات المقرصنة ومنها غير المجاز رقابيًا، وذلك نظير مبالغ مالية كبيرة يتم تحصيلها عبر المحافظ الإلكترونية، وبجانب البث التلفزيوني قاما بإنشاء شبكة رقمية، لبث المصنفات المقرصنة من خلال الإنترنت، والإتجار فى معدات كسر شفرة القنوات الفضائية غير المصرح بتداولها فى السوق المصرى، من خلال محلين تجاريين مملوكين للمتهمين، بالمخالفة للقانون، وقد بلغ عدد المشتركين داخل البلاد وخارجها حوالي 210 ألف مشترك .

عندما تم استهداف مقر الشبكة ومحطات التقوية ومحلات بيع أجهزة وأدوات كسر الشفرة، استطاعت مباحث المصنفات ضبط 4 أشخاص، وهم مالك الشبكة، وشريكه، والمدير الفني للشبكة، ومدير المحل، وتم ضبط مكونات الشبكة اللاسلكية والرقمية ومحطات التقوية والمحلات، منها ١٥٨ جهاز إلكتروني يستخدم فى استقبال الإشارة، ومعالجتها وفك شفرتها، بالإضافة إلى مكونات هدفها تخزين المحتوى المقرصن، وأخرى للبث عبر الإنترنت وإعادة التشفير، بالإضافة إلى أجهزة لبث الإشارة للمشتركين بالشبكة، ناهيك عن مستلزمات وأدوات، وهواتف تستخدم في إدارة الشبكات والمحلات واستقبال التحويلات المالية.

حقوق ملكية

بعد أن تم ضبط هذين الشخصيّن، أعلنت مباحث المصنفات أنها استطاعت ضبط أكثر من 372 قضية في مجال مكافحة جرائم المصنفات، وحماية حقوق الملكية الفكرية، منها 210 قضية في مجال مكافحة جرائم المصنفات، بمضبوطات بلغت 296 قطعة، أبرزها أجهزة حاسب آلي - أجهزة ريسيفر - وحدة معالجة مركزية – أجهزة راوتر، وكذا ضبط 162 قضية في مجال جرائم المطبوعات، بمضبوطات بلغت 7808 تمثلت في كتب تعليمية وأدبية، دون الحصول على تفويض من أصحاب الحقوق المادية والأدبية.

واقعة أخرى تختلف عن تلك الوقائع التي تم سردها، وهي أن شقيقين يقيمان في محافظة القليوبية، استغلا كونهما على دراسة بالشبكات والكمبيوتر، وقاما بإنشاء وإدارة 4 مواقع إلكترونية مختلفة المحتوى، حيث يقومان من خلالها ببث المحتوى المقرصن المملوك لمختلف شركات الإنتاج الرياضى، وهيئات البث الإذاعى المصرية والأجنبية، وأنهما يستهدفان إعادة توزيع تلك المصنفات المقرصنة على متابعيها، محققين أرباح طائلة من الإعلانات عبر المواقع، وأنهما قد اتخذ من مسكنهما مقرًا لإدارة تلك المواقع والمنصات، مستخدمين أحدث أساليب التخفى الرقمى، للهرب من الملاحقة الأمنية بالمخالفة للقانون.

كان الشقيقان على دراية بسُبل التخفي، وإخفاء أي معلومة من شأنها تدل أجهزة الأمن عنهما، لكن بعد تقنين الإجراءات أمكن استهدافهما بثغرة في المواقع الإلكترونية التي يمتلكانها، منها تم تتبع مكانهما، وعليه تم مداهمة أماكن البث وضبطهما، وأمكن ضبط جهاز «لاب توب» محملين بـ»برامج وأدوات قرصنة إلكترونية وتخفى رقمي»، إلى جانب آثار ودلائل على إدارتهما لعدد 4 مواقع إلكترونية تُستخدم لبث المصنفات المقرصنة، لتحقيق أرباح من الإعلانات، بالإضافة إلى ملفات تثبت وجود تحويلات نقدية متحصل عليها من إحدى الشركات، ناتجة عن أرباح الإعلانات، وفقًا لنسب المشاهدات، وكذا وحدة معالجة مركزية محمل عليها العديد من البرامج والتطبيقات الخاصة بالحاسب الآلى، ومنسوخة ومنسوب صدورها لكبرى الشركات، و 2 هاتف محمول خاصين بالمتهمين، عليهما آثار ودلائل على إدارتهما لتلك المواقع، ومحادثات حول الحسابات البنكية الأجنبية المستخدمة لتداول الأرباح، مع شرح كيفية استلام الأموال الواردة من الإعلانات على المواقع الإلكترونية،  بالإضافة إلى راوتر وجهاز استقبال البث اللاسلكي، ومبلغ مالى من متحصلات نشاطهما غير المشروع.

أقرأ أيضأ : «مصنفات الجيزة» تحرر 550 محضرًا لمقاهي وسناتر تعليمية مخالفة