التحقيق مع سيدة إنجليزية لمدة شهرين بسبب اتهامات باستعباد أوكرانية

بسبب الأوكرانيات.. العبودية وخراب البيوت يطاردان البريطانيين والشرطة تتدخل

البريطانية هانا دبنهام
البريطانية هانا دبنهام

كتبت: دينا جلال

«فكروا مرتين قبل فتح ابواب منازلكم للأوكرانيات».. هكذا قادت البريطانية «هانا دبنهام» حملتها لتحذر العائلات الانجليزية من تداعيات استقبال الاوكرانيات فى منازلهم؛ وهو المشروع الذى أطلقته الحكومة البريطانية لتشجيع استضافة الاوكرانيين بمقابل شهري، إلا أن تجربة هانا دبنهام وغيرها ألقت الضوء على الازمات الاجتماعية التى كادت تتحول إلى ساحة القضاء لولا تدخل الشرطة والمحققين لكشف تفاصيل وحقائق تلك الواقعة وغيرها.

كشفت هانا دبنهام ،42 سنة، من أوكفيلد، شرق ساسكس عن صدمتها حين واجهها المحققون البريطانيون بفتح تحقيق شديد الجدية بعد اتهامها باستعباد لاجئة اوكرانية؛ لتجد نفسها ضمن المتهمات بجريمة العبودية الحديثة التى يُعاقب عليها القانون البريطانى بالسجن مدى الحياة، أما السبب وراء الاتهام فهو طلب هانا من مضيفتها الأوكرانية أن تشارك فى اعمال المنزل وتحديدًا فى غسل الصحون أو الاطباق طبقا لادعاءاتها، وهو ما دفع هانا إلى تحذير البريطانيين مرتين او اكثر قبل استقبال الأوكرانيين حتى لا يتلقوا تلك التهمة.

عبودية بلا دليل
كشفت هانا وهى أم لطفلين تفاصيل القضية؛ حين طلبت منها الشرطة الحضور إلى مركز شرطة إيستبورن وهناك استجوبها محقق مختص بقضايا العبودية، ووصفتها هانا بـ«أسوأ تجربة فى حياتها» بسبب كثافة التحقيقات التى تنوعت بين مركز الشرطة وزيارات منزلية استغرفت ساعات يقضيها الضباط فى منزلها مع زوجها لاستجوابهم، وظلت الاسرة قيد التحقيق لمدة شهرين بعد الاتهام إلى أن قررت السلطات إسقاط القضية منذ ايام قليلة بسبب قلة الادلة.

جاء رد مسئول التحقيق جافن باتش، من شرطة ساسكس، عن تصرفات عناصر الشرطة مؤكدًا؛ أن التحقيق كان يجب أن يتم فى أسرع وقت ممكن لأن قضايا العبودية وخاصة هذا النوع يتم تناولها بجدية بالغة، واكد المحققون أنه لا يمكن ذكر اسم اللاجئة لأسباب قانونية مؤكدين؛ أنها عاشت برفقة العائلة البريطانية ثلاثة اسابيع فقط ضمن تطبيق قانون استضافة اللاجئات الاوكرانيات مقابل 350 جنيه استرلينى شهريا، وهى معلمة ولديها ابنة فى الثالثة من عمرها، واتفقت هانا على استضافتها مقابل رعاية أبنائها والمساعدة فى إنهاء أوراق الأوكرانية وأوراق المدرسة للفتاة وتشجيع الأم على إيجاد وظائف محلية لمساعدتها على إعادة بناء مستقبلها، وحين طلبت هانا مساعدتها فى المنزل اتهمتها بمعاملتها مثل العبيد لينتهى الامر بشكوى رسمية تدعى قيامها بأعمال منزلية مقابل القليل من المال أو بدون مقابل والاكتفاء بتوفير سكن لها، إلا أن الاسرة اكدت أن الامر بسيط وهو المشاركة والمساعدة كفرد من الاسرة.

خسارة وتضليل
تسببت التحقيقات فى إعاقة المسيرة المهنية للبريطانية هانا؛ حيث فقدت ثقة المحيطين بها كشخص مختص فى مجال الصحة العقلية لمدة 15 عامًا وطبيعة عملها تتطلب الثقة فى شخصيتها حيث تتعامل مع أشخاص يعانون من امراض عقلية حادة لدعم احتياجاتهم، كما أشار المحققون لزوجها انها مهددة بعقوبة السجن مدى الحياة فى حالة إدانتها فى تلك القضية، وأشار محاميها إلى أن الإجراء الذى اتخذته شرطة ساسكس تجاوز شائن ضدها لصالح المدعية الاوكرانية. 

تسببت القضية فى الكشف عن الخلافات التى سببتها استضافة اللاجئين؛ حيث تتشاجر العائلات البريطانية المضيفة مع ضيوفها بانتظام بسبب الاختلافات الثقافية العميقة، بعد وعد الحكومة البريطانية منح كل عائلة تستضيف لاجئين مئات الجنيهات شهريًا إلا أنه تم استبعاد عشرات الاسر من صرف تلك المكافآت لتشير إلى تعرضهم للخداع والتضليل ليجدوا انفسهم فى وهم استضافة عائلات تدعى تعرضها للخطر على أراضيهم كما يروج الاعلام لقضيتهم بينما تتعرض الاسر البريطانية لخطر استقبال اشخاص غريبين عنهم دون إتمام إجراءات جادة واختبارات لشخصياتهم وطباعهم.

اقرأ أيضًا | وسائل اعلام : بريطانيا تشدّد عقوبة التجسس للسجن مدى الحياة

انفصال وخيانة
ليست المرة الاولى التى تواجه فيها عائلة بريطانية أزمة مع اللاجئات الاوكرانيات ويعلم البريطانيون ما تداولته وسائل الاعلام لقصة البريطانى تونى جارنيت، 29 عامًا الذى انفصل عن زوجته وترك اولاده بعد ايام قليلة من استضافة اللاجئة صوفيا كركديم عمرها 22 عاما بسبب علاقة رومانسية نشأت بينهما؛ حيث فاجأ تونى حارس الأمن عائلته واصدقاءه بإنهاء زواجه الذى استمر 10 سنوات، بعد 10 أيام فقط من استقبال صوفيا فى منزل الاسرة بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وظلت تلك العلاقة عدة اشهر حتى كشفت الصحف الشهر الماضى انفصال تونى وصوفيا وخسارته لكل شيء بدءا من عائلته وكذلك قصة حبه المتهورة التى انتهت باستدعاء الشرطة؛ حيث استنجد تونى بالشرطة بعد شجار عنيف وقع بينه وصوفيا اثناء احتفال عيد ميلاده فى برادفورد بشمال انجلترا وأنهت الشرطة الخلاف بينهما لتصل اخبار انفصال البريطانى والاوكرانية بعد اربعة اشهر فقط إلى البريطانيين؛ حيث تداولته وسائل الاعلام بكثافة بعد إعلان تونى ندمه لخسارة زوجته واطفاله واتهمها بتسببها فى خراب منزله وحياته، اما زوجته لورنا فكشفت عن خطة الاوكرانية صوفيا لسرقة زوجها منذ اللحظة الاولى لاستضافتها بدوافع إنسانية وبالفعل نجحت خلال اسبوعين فقط فى طرد الزوجة من المنزل لتحذر البريطانيين من مساعدة تلك النوعية من اللاجئات ممن يتسببن فى خراب البيوت.