نقطة نظام

«محدش نزل»

مديحة عزب
مديحة عزب

كان يوم الجمعة الماضى هو الموعد المرتقب، ظلوا يمهدون له شهورا طويلة ويحشدون له الملايين من أبناء شعبنا الوفى للنزول عقب صلاة الجمعة إلى الشوارع والميادين فى ربوع وادينا الطيب وأرضنا المحروسة، وذلك على أمل الثورة ضد الرئيس وبالتالى يعودون إلى المشهد من جديد والإمساك بزمام الأمور فى مصر، ولكن هيهات، فقد جاء اليوم الموعود ولم ينزل أحد.. انتظروا لما بعد انتهاء الصلاة وترقبوا أبواب المساجد وطال انتظارهم ساعات وساعات ولم ينزل أحد..

جن جنونهم على شاشاتهم ومنصاتهم الإعلامية ولم يجدوا تبريرا واحدا يحفظ ماء وجوههم يبررون به امتناع الناس عن النزول إلا أنهم «خايفين» طب ماخافوش ليه فى النزول فى ثورة يونيو يا شوية خرفان خونة..

الحقيقة القلم كان جامد قوى واللطمة نزلت على نافوخهم عملت لهم ارتجاج.. آديلهم كام يوم عمالين يهرتلوا ويحاولوا يبرروا فشلهم الكبير..

حالة يأس شديدة أصابتهم وانعكست على وجوههم بلون أسود كئيب لا نجاهم الله منه أبدا.. لعلهم تأكدوا الآن من أن الشعب قد عرف حقيقتهم ككيان لا يعرف شيئا اسمه قبول الآخر أو التعايش السلمى مع المجتمع، لقد أيقنوا أن الشعب قد لفظهم إلى الأبد بعد أن كانوا يتوهمون أنهم قادرون على خداع الناس وحملهم حملا على المصالحة معهم على أساس أنهم قوة مساوية للدولة ولابد من جلوس الطرفين على مائدة التفاوض للتصالح وكأنهما ندَان متساويان يجلسان لإبرام اتفاق الصلح بينهما وتقديم تنازلات متبادلة حسب ما يحققه كل طرف على أرض الواقع.. وهكذا صار تارهم البايت مع الشعب كله بعد أن كان مع الرئيس اللى لبسهم الطرح..

الإصلاح الدينى يا أستاذ ضياء

لفت نظرى كما لا شك أنه لفت أنظار الكثيرين غيرى مطلب الرئيس السيسى من الأستاذ ضياء رشوان باعتباره رئيسا للحوار الوطنى المرتقب فى مصر والذى طال انتظارنا له دون مبرر لهذا الانتظار، لقد طلب الرئيس أن يشمل الحوار الوطنى حوارا آخر لتحقيق تجديد فعلى فى الخطاب الدينى مشتملا على إصلاح دينى صار مطلبا ملحا فى الوقت الحاضر بعد أن تأخرنا فيه لعشرات السنين..

الأمر الذى تمخض عن فكر إرهابى يعشش فى عقول الكثيرين وكلما نجحت الأجهزة الأمنية فى مواجهة الإرهابيين يطل علينا الإرهاب فى صورة آراء وأفكار استقت عقيدتها العنيدة من تفسيرات مغلوطة للنص المقدس ومن أحاديث مدسوسة وضعيفة ومتناقضة مع القرآن وصارت بمرور الزمن دينا راسخا لا يجوز التغيير فيه أو تنقيحه أو تنقيته..

وصار كل ما كتبه الأوائل نصوصا مقدسة..

وبرغم مرور أسابيع على مطلب رئيس الجمهورية لم نسمع أى تعليق من واحد يوحد ربنا سواء المسئولون فى مؤسساتنا الدينية أو مشايخنا الأجلاء أو حتى رئيس الحوار الوطنى.. يا أستاذ ضياء سيبك منهم كلهم وخد خطوة شجاعة واعلن بكل جرأة إنك هتعمل إصلاح دينى لأن الإصلاح الدينى أعتقد أنه الخطوة الحتمية التى لابد أن تسبق كل الإصلاحات الأخرى..

يا أستاذ ضياء لابد من مراجعات شاملة وجذرية وعميقة لكل الموروثات، صدقنى الأمل معقود عليكم ولو عدى الحوار الوطنى بدون حوار دينى فلنا أن نبشر أنفسنا باستمرار معركتنا مع الإرهاب..
ما قل ودل:

رافق كل من أراد الخروج من حياتك وتأكد أنك أغلقت الباب وراءه جيدا وياريت تطفى نور السلم عشان يتقلب على وشه ونخلص.