إطلالة نور

النداء الأخير

محمد هنداوى
محمد هنداوى

حرائق غابات وفيضانات وسيول.. ندرة مياه وجفاف.. خسائر بشرية بآلاف الضحايا وأخرى مادية بمليارات الدولارات، هذا مختصر ما خلفته التغيرات المناخية على دول الشرق الأوسط والقارة الأفريقية وعدد من دول العالم خلال السنوات الأخيرة والتى تعتبر من أقل الدول مساهمة وتسبباً فى تلك الأزمة وأكثر مناطق العالم تأثراً بكل تلك التبعات السلبية لتغير المناخ وآثاره المدمرة.

لذا من وجهة نظرى تعد قمة المناخ الحالية فى شرم الشيخ «مدينة السلام» التى تستضيفها مصر هى «النداء الأخير» لمحاولة إنقاذ الأرض من مستقبل مؤلم ومدمر للأجيال القادمة فهناك العديد من المدن حول العالم ستختفى بسبب آثار التغيرات المناخية.

وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسى على التأكيد بضرورة أن تكون تلك الدورة من مؤتمر المناخ هى قمة «التنفيذ» للتعهدات الدولية السابقة التى أطلقتها العديد من دول العالم المتقدمة والكبرى وفقًا لاتفاق باريس - والتى تتسبب بنسبة كبيرة فى أزمة المناخ العالمية - وتجاوز الشعارات والكلمات والتعهدات والانتقال منها إلى توفير التمويل اللازم لدعم جهود الدول النامية للتكييف والتعامل مع خسائر تغير المناخ باعتبار أن الدول النامية أصبح ليس لديها رفاهية الوقت ولا مجال للتراجع أكثر من ذلك لإنقاذ مصير ملايين البشر نحو الأفضل خاصة فى ظل تأثير التغيرات المناخية على جميع فئات المجتمعات من نساء ورجال وشباب وأطفال مزارعين وعمال وأصحاب أعمال فالجميع يشتركون فى مصير واحد.الكوارث المناخية تتسارع وتيرتها وتزداد حدتها عاماً بعد عام..

فاليوم هنا وغداً فى دولة أخرى لتخلف وراءها آلاف الضحايا والمصابين والنازحين والخسائر المادية بالمليارات فأصبحنا فى شبه معاناة إنسانية تعيشها شعوب العالم والثمن سيكون باهظاً لأى تقاعس أو تراجع جديد من قادة العالم.

وتنتظر شعوب دول العالم الرسائل التى ستخرج من القمة والتى أتمنى أن تكون واضحة وتتضمن خطوات محـددة لتنفيـذ الالتزامـات والتعهدات السابقة والخروج بنتائج لإنقاذ كوكبنا.. فالوقت يداهم الجميع وأصبح لا مجال للتراجع أو التذرع بأى تحديات أكثر من ذلك، فالمهمة صعبة وليست مستحيلة.