مصر بلا كوليرا.. كيف تقي نفسك من هذا الوباء؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

منذ أن بدأت حالات الإصابة بوباء الكوليرا بالظهور في لبنان في مطلع أكتوبر الماضي للمرة الأولى منذ عقود، وتحذير منظمة الصحة العالمية من الانتشار السريع لهذا الوباء الفتاك مع ازدياد حالات الإصابة يوميا وارتفاع الوفيات إلى 18 حالة حتى الآن، ظهرت العديد من الشائعات في مصر التي تطلب من المواطنين توخي الحذر عند الشعور بأعراض القيء أو الإسهال خوفا من الإصابة بهذا الوباء، مما أثار البلبلة والقلق في كثير من المحافظات. 


وصرح الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية بأن مصر خالية تماما من إي إصابات لوباء الكوليرا مشيرا إلى أن مصر تمتلك برامج وأنظمة رصد وتقصي للأمراض الوبائية والتي تعمل بشكل دقيق وفعال للاكتشاف والرصد المبكر لأي أوبئة تتسرب داخل البلاد، فضلا عن إتباع التدابير الاحترازية التي يقرها العالم أجمع في المطارات لمنع انتقال المرض أو الوباء عبر القادمين من الخارج.

 

اقرأ ايضا:لارتفاع الكوليسترول.. «العلامة الأولى» تصيب ساقيك وقد تكون خطيرة

 

وقد أوضح أن وباء الكوليرا ليس مرض أو عدوى تنفسية تنتشر عن طريق الرذاد وأنما ينتقل فقط عن طريق الأطعمة والمشروبات الملوثة، ومصر تترقب هذا الأمر جيدا عن طريق قطاع الطب الوقائي، لذا يجب على المواطنين تحري الدقة عند نشر مثل هذه الأنباء والتأكد من صحة المعلومات عن طريق الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة والصفحة الرسمية على السوشيال ميديا والبيانات الإعلامية والمداخلات التلفزيونية فقط حتى لا تتسبب الشائعات في إثارة الذعر بين المواطنين بدون أي داعِ.
سبب الإصابة


ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد رمزي، استشاري الأمراض المعدية والمتوطنة بجامعة عين شمس، أن الكوليرا عبارة عن مرض بكتيري معوي حاد ويُنقل عن طريق الطعام والشراب الملوث بهذا الميكروب المسبب للمرض، ومن المعروف أنه ينتشر في الفترات التي يحدث بها كوارث أو حوادث بيئية كبيرة كالزلازل والبراكين والفيضانات وما يتبعه من تهجير وقلة في مصادر المياه الآمنة وقلة النظافة العامة، والتي تجعل من السهل تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي وبالتالي تنتشر العدوى بسهولة جدا بين المواطنين. منوها إلى أن الأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي كمرضي الأمراض المزمنة والأطفال المصابين بسوء التغذية والمصابين بالأيدز أكثر عرضة للوفاة في حال إصابتهم بالكوليرا.


الأعراض والوقاية
وأشار إلى أن فترة حضانة المرض تتراوح من ساعتين إلى خمسة أيام وفي أغلب الأحيان من 2 – 3 أيام، وتعد أهم معلومة يجب أن تؤخذ جيدا في الاعتبار هي أن من الأعراض الأساسية للإصابة بهذا الميكروب هو المعاناة من تكرار ما يعرف بالإسهال المائي الغير مصاحب لألم في البطن، والذي بدوره يتسبب في حدوث جفاف شديد بالجسم ومن ثم يؤدي إلى الوفاة، لذا لابد من معرفة القاعدة العامة في التعامل مع حالات الإسهال أيا كان سبب الإصابة به، وهي ضرورة تعويض الجسم بما يفقده من سوائل بشكل مستمر سواء كان ذلك من خلال شرب كميات وفيرة من الماء أو عن طريق محلول منع الجفاف، أو بالتوجه لأقرب مستشفي لتناول المحاليل الوريدية، كما يجب العلم بأن سم هذا الميكروب يمكن تكسيره بالحرارة وبالتالي غلي المياه وتسخين وطهي الطعام جيدا يحمي من الإصابة بالكوليرا، فضلا عن أهمية توفير الطعام والشراب النظيف من الأساس قدر المستطاع.


العلاج
واختتم الدكتور أحمد رمزي حديثه موضحا أن وباء الكوليرا له علاج متمثل في مضاد حيوي يصفه الطبيب، ومعظم المصابين به لا تظهر عليهم أعراض أو قد تظهر أعراضا خفيفة يمكن علاجها بنجاح عن طريق محلول معالجة الجفاف عن طريق الفم، لكنه يعد مميت في حالات الجفاف وفقدان الماء والأملاح من الجسم في غضون ساعات.