نبض السطور

حقوق الإنسان المفترى عليها!!

خـالد مــيرى يكتب من شرم الشيخ
خـالد مــيرى يكتب من شرم الشيخ

 «أمدح وطنى ويشتمونى.. أفضل مليون مرة من أن أشتم وطنى ويمدحونى»، مقولة خالدة لكاتبنا الكبير الراحل «أحمد رجب».. ألف باء الوطنية أن أدافع عن وطنى ولا أسمح لغربان الشر أن تنعق وتهاجمه.

 فى وسط أزمات اقتصادية وسياسية طاحنة يعيشها العالم ونتأثر بها.. من كارثة كورونا إلى كارثة الحرب الروسية الأوكرانية، نجحت مصر بجدارة فى استضافة أهم قمة يشهدها العالم فى السنوات الأخيرة فوق أرض مدينة السلام شرم الشيخ.. فوق أرضنا الجميلة يتحرك ٤٠ ألف إنسان من ١٩٧ دولة بكل حرية وأمان، يستمتعون بأجواء مصر ويناقشون القضية الأخطر التى تواجه ٨ مليارات نسمة يعيشون فوق الكرة الأرضية وهى التغيرات المناخية، حضر ١٢٠ رئيس دولة وحكومة ليشاركوا فى COP27 وينقل الحدث لحظة بلحظة إلى كل العالم ٤٠٠٠ صحفى وإعلامى يمثلون أهم الصحف والقنوات فى العالم، التنظيم الرائع البديع كان محل إشادة الجميع.. والمناقشات الجادة للوصول إلى حلول واقعية تنقذ الأرض وسكانها كانت السمة الغالبة على كل الجلسات، ومن فوق أرض السلام وجه زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى النداء الأهم لإيقاف الحرب الروسية الأوكرانية وتجاوب مع النداء كل القادة والشعوب والدول، بحثًا عن فرصة حقيقية لإحلال السلام وإنهاء القتل والخراب.

 لكن مصر الكبيرة التى أرادوا تقسيمها وتخريبها فى أحداث الخريف العربى يناير ٢٠١١ مازالت مستهدفة، هناك من يحسدنا على ما وصلنا إليه من نعمة الأمن والسلام وحركة البناء والتعمير التى انطلقت لتحقق فى ٨ سنوات ما لم يتحقق فى قرن كامل، مصر الكبيرة التى نجحت فى استضافة أهم قمة عالمية والتى تشهد حوارًا وطنيًا جادًا نشارك فيه جميعًا.. لنستكمل مسارنا الناجح فى الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى، مصر الكبيرة التى لفظ شعبها إخوان الخراب وتخلص من إرهابهم.. مصرنا جميعًا هناك من كان يقف فى الظلام يعض أصابع الندم والغيظ على نجاحها ويتمنى إفساد المشهد العالمى البديع.. وللأسف الشديد وجدوا نفرًا يحملون الجنسية المصرية وهى منهم براء لمحاولة الإساءة لمصر وتحويل الأنظار عن النجاح الكبير فى القمة الكبيرة.
 المتهم الجنائى علاء عبد الفتاح الذى أصدرت نقابة الصحفيين قرارًا فى ٢٠١٤ بمنع دخوله إليها نهائيًا بسبب تويتاته التى يسيء فيها لبلده وشعبه ويدعو فيها لقتل رجال الشرطة وزوجاتهم وأطفالهم، هذا المتهم أدانه القضاء العادل بعد محاكمة عادلة بتهم الاشتراك والتحريض على القتل والتخريب ويمضى عقوبته فى السجن، وأكدت كل تقارير منظمات حقوق الإنسان أنه تتم معاملته بكرامة وإنسانية ولا يتم المساس أبدا بحقوقه، هذا المتهم بعد سنوات فى السجن يستكمل فيها عقوبته أراد استغلال استضافة مصر للحدث الكبير ليذرف دموع التماسيح، أراد استغلال دعوات للخراب والتظاهر ليعود إلى الصورة.. وكان طبيعيًا أن يجد فى الغرب من يحتضنه ويتبناه.

 أتذكر مقولة جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة بأن قضية المناخ من أهم حقوق الإنسان، والدول الغنية وعلى رأسها الدول الغربية هى السبب فى الكارثة التى حلت بالبشرية، ولم يدفعوا الثمن الواجب لإنقاذ الأرض من كوارثهم فتفاقمت الأزمة، الدول التى تسببت فى جفاف الأنهار وأزمة الغذاء وموت الملايين الذين لا يجدون نقطة ماء أو لقمة تسد جوعهم، هى نفس الدول التى تتمحك فى حقوق الإنسان وتستغلها دوما لأغراض سياسية.. فوجدنا قلة منهم يحاولون تحويل قضية فردية لمتهم جنائى إلى قضية الساعة، ومنظمة العفو الدولية تنظم مؤتمرًا صحفيًا لشقيقة المتهم فى شرم الشيخ لتكيل اتهاماتها وتردد أكاذيبها على مسمع من الجميع، وعندما رد عليها عضو البرلمان المنتخب من الشعب عمرو درويش بأن القضية جنائية تتعلق بالقتل والتحريض وليست أبدًا ولن تكون قضية رأى تدخل أمن الأمم المتحدة لإخراجه من القاعة.. يدعون حرية الرأى ولا يطيقون سماع رأى يخالفهم.. تصرفاتهم فضحتهم، فمصر سمحت لهم بعقد المؤتمر فوق أرضها فليس لدينا ما نخفيه أو نخافه.. أليس هذا قمة الاحترام لحرية الرأى؟، ولكنهم عندما سمعوا رأيًا يفضح أكاذيبهم لم يتحملوا وأخرجوه.
 وبعدها أصدرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بيانًا كاذبًا يستند لأكاذيب ولا يوجد دليل واحد يؤيده، وكان الرد القوى لبعثة مصر فى جنيف بفضح أكاذيب المفوض السامى للمنظمة وهو موظف بالأمم المتحدة، انتهك مبادئ الحياد والموضوعية التى تم إنشاء المفوضية استنادًا لها وعالج قضية فردية على أساس انتقائى دون دليل واحد، استند لأكاذيب مما يفضح عدم مصداقيته، أهان القضاء المصرى حين وصف الحكم بأنه غير عادل.. وتدخل فى شئوننا لمحاولة تقويض استقلال القضاء وسيادة القانون رغم أنهما حجر الزاوية لحماية حقوق الإنسان.

 هذه هى القضية بلا رتوش.. يرددون الأكاذيب ويصدقونها ويصرخون دفاعًا عنها، لا يحترمون عهدًا ولا قانونًا إلا ما يحقق مصالحهم، يلوون ذراع الحقيقة ويفترون على حقوق الإنسان ويتاجرون بها لخدمة أغراضهم الخبيثة، لكنهم هيهات أن يصلوا لأهدافهم وسيرتد كيدهم إلى نحورهم.. وستظل مصر الكبيرة القوية تنتقل من نجاح إلى نجاح رغم أنف مكائد جماعة إخوان الإرهاب ومن والاهم.

 فشلت مخططاتهم لتخريب وتقسيم مصر فى أحداث الخريف العربى المشئومة.. ولن يتمكنوا أبدًا من النيل من مصر وشعبها، فكلنا على قلب رجل واحد وفى رباط إلى يوم الدين.